استمرت أزمة السولار فى القاهرة الكبرى، نتيجة نقص الكميات فى محطات الوقود، وبينما شهدت مداخل ومخارج العاصمة زحاماً من سيارات النقل والأجرة المتجهة من وإلى المحافظات، حدث انفراج نسبى فى وسط القاهرةوالجيزة، بعد إمداد المحطات بكميات إضافية، وتأثرت المخابز بالأزمة إلى جانب مصانع المكرونة والورق. وامتدت الطوابير أمام محطات التموين فى الرماية التى شهدت زحاما من سيارات أجرة الفيوم وبنى سويف والمنيا، واضطر بعض السائقين لاستخدام الجراكن للحصول على السولار لسياراتهم المعطلة على الطريق. شهدت محطات البنزين على الطريق الدائرى زحاماً شديداً لسيارات النقل الثقيل وأتوبيسات طلاب الجامعات الخاصة، نظراً لاستمرار نقص السولار فى محطات التموين، وتلقت بعض محطات البنزين المعروفة تعليمات من أصحابها بعدم الإدلاء بتصريحات للصحفيين بخصوص الأزمة، وأثر الزحام على مداخل ومخارج القاهرة بالطريق الدائرى، وتسبب فى تعطل حركة المرور المؤدية إلى طريق الإسماعيلية الدائرى. تراصت سيارات النقل بمختلف أنواعها والأتوبيسات الخاصة على الطريق الدائرى على امتداد كيلو متر قبل منزل المعادى بأمتار قليلة أمام إحدى محطات التموين، التى رفض المسؤولون فيها التحدث إلى الجريدة بخصوص الأزمة، بحجة أنها تمس قطاعاً عريضاً من المواطنين واستمرار الحديث عنها ينذر بكارثة، على حد قولهم. الزحام وحده كان كفيلاً لمعرفة ما إذا كانت محطات التموين تحتوى على سولار أم لا، فتدافع السيارات واحدة تلو الأخرى وتراصها فى صفين على امتداد أكثر من كيلو متر فى محطة «توتال» على الطريق الدائرى المؤدى إلى طريق الإسماعيلية كان أكبر دليل على نقص السولار، إذ يقول «إمام محمد» أحد سائقى أتوبيسات النقل الخاصة إنه ينتظر داخل المحطة منذ الثامنة صباحاً، بعد أن أفرغت سيارته كل طاقتها من السولار، وتعطلت أمام تلك المحطة، ووصف حاله قائلاً «إحنا مش عارفين نروح فين بعد اختفاء الجاز، حالنا موقوف، بقالنا أكثر من أسبوع، وكل يوم نسمع كلام شكل، ومفيش أزمة بتتحل على أرض الواقع». الأمر لا يعنى اختفاء السولار تماماً من المحطات فبين الحين والآخر تصل إلى المحطة سيارة محملة بمئات اللترات من السولار ولكنها لا تفى بالغرض، نظراً لكثرة الطلب عليه، وهو ما أكده أحد العاملين بالمحطة، طلب عدم ذكر اسمه، قائلاً «كلما أتت سيارة محملة بالسولار تنتهى فى أقل من ساعة دون أن تحل أزمة تكدس السيارات التى تشهدها المحطة مؤخراً». وقال محمود شكرى، صاحب محطة تموين على الطريق الدائرى، أن الكميات التى وصلت إليه زادت عن اليومين الماضيين، لكنها لم تصل إلى الكميات المعتادة، وتابع» وصلنى 59 ألف لتر نفدت كلها فوراً، بسبب سائقى النقل الثقيل وسيارات الأجرة القادمة من الصعيد». وقال «أحمد الجزار» أحد سائقى سيارات النقل، إنه استمر بحمولته لأكثر من 4 ساعات متواصلة من البحث المستمر عن السولار فى محطات البنزين الموجودة على الطريق الدائرى والتى باءت جميعها بالفشل، على حد وصفه، ورغم أن أزمة السولار التى شهد بها جميع السائقين المنتظرين فى المحطة، فإنهم لفت انتباههم بعض سيارات النقل التى تقوم بتموين فنطاس كبير بالسولار بعيداً عن الكميات التى تحتاجها سياراتهم، وهو ما أكده «أحمد على» سائق إحدى هذه السيارات، قائلا «أقوم بنقل السولار من محطة البنزين إلى أماكن تشييد الطرق الجديدة فى السويس»، ونظراً لأنه يحتاج إلى مئات اللترات كل مرة فإنه ينتظر طويلاً أمام المحطات، وينتظر لأكثر من ست ساعات فى المرة الواحدة أمام المحطات لحين الانتهاء من تموين جميع السيارات الموجودة فى المحطة، على حد قوله. وشهدت محطات الوقود فى وسط العاصمة انفراجة نسبية فى أزمة السولار، حيث أمدت شركات البترول المحطات بالعربات المحملة بالسولار منذ منتصف ليلة أمس الأول، للحد من تفاقم الأزمة، وفى ميدان الجيزة، قال أيمن فاروق، مدير مناوب أحد المحطات «المشكلة ليست فى انعدام السولار، ولكن فى غيابه عن المحطات الأخرى، وبالتالى نشهد زحاماً كبيراً، لكن الأمور فى طريقها للتحسن». وأكد عبدالرحمن أن الأزمة لم تتسبب فى ارتفاع أسعار السولار، لأنها كانت تتعلق - على حد قوله - بنقص فى منتجات الشركات، وهو ما أثار حالة من القلق لدى السائقين، الذين توافدوا على المحطات لتعبئة وشراء كميات إضافية تفوق احتياجاتهم الفعلية. من ناحية أخرى، قال عبدالغفار السلامونى، نائب رئيس شعبة المخابز فى الجيزة، أن الأفران تأثرت بشدة من نقص السولار، وخاصة فى منطقة إمبابة، وحذر السلامونى من التأخير فى إمداد المتعهدين بالكميات اللازمة لتشغيل الأفران. فيديو عودة أزمة السولار على الرابط التالى: http://www.almasryalyoum.com/multimedia/video/diesel-crisis-again