مثلما ساهم مهرجان «كان» السينمائي في إطلاقِ شهرة بعض المُخرجين، فقد ساهَم أيضاً في أن يَمنح النجومية لعددٍ من الممثلين، كان على رأسهم الممثل الأمريكي الأسمر «صامويل ل جاكسون»، والبريطانية «إيميلي واتسون»، والفرنسي «جان دوجردان». «صامويل ل جاكسون» وابتكار جائزة: جرت العادة على أن يمنح مهرجان كان جائزتي تمثيل فقط لأفضل ممثل وأفضل ممثلة، دون جوائز للأداءتِ المُساعدة، وهو الأمر الذي تغيَّر مرة واحدة فقط عام 1992، حين ابتكر جائزة خاصة لأفضلِ ممثل مساعد، ليكرم «جاكسون» عن أداءه في فيلم «حمى الغابة». قبل تلك الجائزة، وعلى الرغمِ من وصوله لسن الثانية والأربعين، اقتصرت أدوار «جاكسون» على التلفزيون، ومشاركة هامشية ببعض المشاهد الصغيرة في الأفلام، ولكن عودته من «كان» بتلك الجائزة الخاصة، ساهم في أن يُصبح فيما بعد أحد أشهر وأهم الممثلين السود في هوليوود. أما التكريم الأكبر الذي ناله «جاكسون» هو إلغاء جائزة أفضل ممثل مُساعد التي نالها من المهرجان، وعدم فوز أي ممثل آخر بها، لتصبح حدثاً استثنائياً مُسجل باسمه. «إيميلي واتسون» من هاوية إلى نجمة: لم تكن «إيميلي» تفكر حتى الثلاثين من عمرها في أن تصبح ممثلة، ولكن موافقتها بالصدفة على المشاركة في اقتباس تلفزيوني لمسرحية شكسبير «حلم ليلة صيف»، بسبب وجود أحد أفراد العائلة ضمن طاقم العمل، دفع الأمور بعد ذلك لاختيار المخرج الدنماركي «لارس فون ترير» لها، كبطلة لفيلمه الجديد «تكسير الأمواج». مع عرض الفيلم في مهرجان «كان» عام 1996، سلبت «إيميلي» إعجاب النّقاد، وصارت المرشحة الأولى للفوزِ بجائزة أفضل ممثلة، ورغم خسارتها لها أمام «بريندا بليثن»، إلا أنها تلقت بعدها بأيامِ عرضاً لا يمكن رفضه، للوقوف أمام الممثل الكبير «دانييل داي لويس»، في بطولة فيلمه "الملاكم»، ليصبح أول أفلامها الأمريكية. نالت «إيميلي واطسون» ترشيحين لجائزة الأوسكار، أحدهم عن «تكسير الأمواج»، وشاركت خلال العقدين الأخيرين في عددٍ من الأفلام السينمائية الهامة. «جان دوجردان» الذي أطلقه «كان» إلى الأوسكار: في ذلك الوقت من العام الماضي، امتدح ضيوف مهرجان «كان» في الدورة الرابعة والستين فيلم «الفنان»، بعدها بأيام، فاز بجائزة واحدة كأفضل ممثل لبطله الفرنسي الصامت طوال الأحداث «جان دوجردان»، والكثير من النقاد يعتبر أنه لولا هذا التكريم للممثل والفيلم، لم يكن من الممكن أن يفوز بعدها بأشهر قليلة بخمسِ جوائز أوسكار، أحدها ل«دوجردان» نفسه. الممثل الكوميدي، الذي قضى أغلب سنوات مسيرته في أعمالٍ متوسطة القيمة، لم يكن يتصور أن شخصية الممثل الصامت «جورج فالنتين»، الذي انتهت مسيرته بعد إدخال الصوت إلى السينما، في فيلمِ «الفنان»، من الممكن ان تصعد به إلى قمة هوليوود ذات يوم، وتجله أول ممثل فرنسي يفوز بالأوسكار، ولكن دفعة الجائزة التي منحتها له لجنة التحكيم في «كان» أدت لذلك. ونال «دوجردان» الكثير من العروض للتمثيل في هوليوود، إلا أن مشاكله مع اللغة، وارتباطه بالسينما الفرنسية، أدى لإكمال مسيرته هُناك، وبطولة فيلمين جديدين سيتم عرضهم هذا العام.
