عقد الرئيس حسنى مبارك مباحثات قمة، أمس، مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» الذى يزور مصر حاليا، كما استقبل وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو لبحث استئناف عملية السلام فى الشرق الأوسط. جرى خلال القمة المصرية الفلسطينية، التى عقدت بمدينة شرم الشيخ، استعراض آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والجهود الرامية لتهيئة الأجواء من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بما يحقق حل الدولتين، والجهود المصرية الحثيثة من أجل توحيد الصف الفلسطينى. كما استقبل مبارك، صباح أمس، وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو الذى يزور مصر حاليا، وتم خلال المقابلة استعراض العديد من قضايا العلاقات الثنائية المتنامية بين مصر وتركيا، والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها المساعى المصرية الإقليمية والدولية الرامية لدفع عملية السلام فى الشرق الأوسط وجهود مصر لتوحيد الصف الفلسطينى. ويشارك أوغلو، فى جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى يعقد اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، فى ضوء تمتع تركيا بصفة مراقب فى الجامعة العربية. فى سياق متصل اعتبر الدكتور بركات الفرا، سفير فلسطين لدى القاهرة، ومندوبها الدائم فى الجامعة العربية، أن اقتحام المسجد الأقصى، تم بفعل فاعل ويندرج تحت سياسة استراتيجية تنفذ بدقة، مشيرا إلى أنها تأتى استكمالا للقرار الإسرائيلى بضم مسجد بلال بن رباح والحرم الإبراهيمى وأسوار القدس، لما يسمى «التراث الإسرائيلى». وقال الفرا فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: إن هذا الاقتحام يأتى من جانب إسرائيل فى هذا التوقيت بالذات «وكأنهم يلقون بالقفاز فى وجه وزراء الخارجية العرب قبل أيام من اجتماعهم، وكذلك فى وجه القمة العربية التى تعقد بعد شهر من الآن». وأضاف أن هذه الانتهاكات تؤكد أن إسرائيل ليست معنية بالسلام ولا تعمل من أجل السلام، ومخططاتها مستمرة فى التنفيذ، والمزيد من التعنت والصلف والاستخفاف بمقدساتنا وبكل ما لدينا من مشاعر إنسانية تجاه هذه الأماكن المقدسة. واستطرد: «لدينا مليار و200 مليون مسلم فى العالم، والمطلوب إزاء هذه الانتهاكات واضح، والقضية لا تحتاج إلى مزيد من التصريحات والكلام، وإنما لابد من اتخاذ خطوات عملية لوقف هذا المخطط». وطالب الفرا بالتحرك لدى المؤسسات الدولية ذات الشأن، لفضح المخطط الإسرائيلى، وتوضيح خطورة هذه الإجراءات وما يمكن أن يترتب عليها فى المنطقة كلها، وقال: «إن ذلك يمثل مساً بعواطف وعقيدة المسلمين»، وبالتالى يجب أن يكون هناك موقف حقيقى لإفشال هذه المخططات العدوانية. وحول طبيعة هذا الموقف المطلوب قال السفير الفلسطينى: «هذا هو ما يجب أن يناقشه وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم المقبل، الذى ستعرض عليه كل هذه القضايا». وانتقد الفرا ضعف المواقف العربية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية وقال: «لو استمر الموقف العربى على وضعه الحالى والاكتفاء بالإدانة والشجب والاستنكار، فإن إسرائيل ستستمر فى مخططاتها، لأنها لا تعمل حساباً لهذه الإدانات». وأوضح أن إسرائيل تعمل على تغيير الهوية العربية الإسلامية للقدس وتضيق الخناق على المقدسيين، من خلال انتهاكاتها المستمرة، من الاستيلاء على المقدسات الإسلامية والاستيلاء على الأراضى وسحب الإقامات وعدم السماح بترميم المدارس وفرض الضرائب وغيرها من هذه الانتهاكات المستمرة. وطالب الفرا باتخاذ موقف عربى قوى مع كل الجهات ذات الشأن فى العالم وليس مع إسرائيل فقط، وقال: «الوضع يتطلب أن تكون هناك وقفة ليس مع إسرائيل فقط ولكن مع كل الجهات الدولية ذات الصلة والتى تملك القدرة على الضغط على إسرائيل، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبى ومنظمة المؤتمر الإسلامى ودول عدم الانحياز.