يتوقع أن يقوم العاهل السعودي الملك عبد الله ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بتنسيق مواقفهما الجمعة إزاء الأزمة السورية وذلك غداة دخول وقف إطلاق نار هش حيز التنفيذ في سوريا، حسبما أفاد دبلوماسي تركي. وصرح أحمد مختار غون السفير التركي لدى الرياض أن «الملفات الإقليمية الرئيسية وعلى رأسها الملف السوري ستطرح خلال المشاورات»، بين العاهل السعودي وأردوغان الذي وصل في وقت متأخر من مساء الخميس إلى الرياض حيث يقوم بزيارة قصيرة. وأضاف غون أن «تركيا تعطي أهمية كبرى للتنسيق مع السعودية»، واصفا الرياض بأنها «الصديق والشريك الأقرب لتركيا في المنطقة». وكان النظام السوري والمعارضة أعلنا موافقتهما على وقف إطلاق النار بموجب خطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، إلا أن اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين عنه اندلعت صباح الجمعة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشكك تركيا في صدق نوايا سوريا في احترام وقف إطلاق النار ووقف أعمال العنف التي أوقعت اكثر من عشرة آلاف قتيل منذ مارس الماضي، بحسب المرصد. وكان أردوغان اعتبر الخميس بعد زيارة إلى الصين، الحليفة لسوريا، أن دمشق لا تحترم وقف اطلاق النار ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى سحب دباباته من المدن السورية. وقال أردوغان قبل توجهه إلى الرياض «هناك خطة من ست نقاط اقترحها عنان.. هل يتم تطبيقها؟ لست متفقا مع الرأي القائل بأنه يتم تطبيقها». من جهتها، أعربت السعودية عن استنكارها للقمع العنيف للاحتجاجات الشعبية في سوريا واغلقت في مارس سفارتها في دمشق بعد أن استدعت سفيرها في أغسطس، وهو ما حذت خمس دول خليجية أخرى حذوه. وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اعتبر في الرابع من مارس أن «من حق المعارضة السورية أن تتسلح للدفاع عن النفس»، وهو موقف أيدته قطر التي تستضيف في 18 أبريل اجتماعا للجنة الوزارية للجامعة العربية حول سوريا. ومن المفترض أن يبحث اردوغان المساعدة الإنسانية إلى اللاجئين السوريين في تركيا، فضلا عن البدائل «في حال فشلت خطة كوفي عنان، وبحث دعم المعارضة السورية بما يمكنها من الدفاع عن نفسها، أي بحث إمكانية تسليحها وتحديد نوعية الأسلحة التي يمكن أن تحتاجها المعارضة». وكانت تركيا التي تستضيف قرابة 25 ألف لاجئ سوري قد شددت لهجتها إزاء دمشق، بعد تصعيد مفاجئ للتوتر على الحدود بين البلدين إثر اطلاق نار من الجانب السوري، أدى إلى اصابة أربعة سوريين وتركيين اثنين في مخيم للاجئين على الأراضي التركية.