ما كدنا ننتهى من مشكلة اللاعب محمد ناجى جدو، الذى وقّع للزمالك وللأهلى، حتى فوجئنا بمشكلة الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذى وقْع للبرادعى ولجمال مبارك، ويُقال إن اللاعب وقّع على «بياض» والدكتور وقّع على «صفار» وتركا لنا قشر البيضة نمشى عليه.. ويا حلو قل لى على طبعك وأنا أمشى عليه.. فابعد عن المثقف وغنى له، ففى بلادنا، اللاعب يلتحم بالجماهير والمثقف يلتحم بالسلطة والأمن المركزى يلتحم بالجميع.. ويقول السياسيون دائماً «إن مصر» ويقول المثقفون دائماً «الواقع إن»، لذلك تجد الموضوع بينهما دائماً فيه «إن».. وأنا أحترم اللاعب وأقدر الدكتور وكلاهما حر فى اختيار لون الفانلة، التى يرتديها، لكننى ضد الاستهانة بعقول الناس، عندما يقول اللاعب «إن هذا ليس انتقالاً» ثم يقول الدكتور: «إن هذا ليس توريثاً».. وبين «النخبة» و«المنتخب» يا قلبى لا تحزن.. وعندنا تقليد أن كل «ميت» لازم يمر بالنعش من أمام المقهى، الذى كان يجلس فيه ليراه أصحابه ويسامحه القهوجى، وكل عريس لازم يروح الكوافير مع أصحابه بعربية نصف نقل ليحضر عروسته ويكسر المحل، وكل لاعب لازم يضرب الحَكَم، وكل مثقف لازم يحضن الحكومة.. ومرة، تقدم مثقف يرتدى نظارة ل«لواحظ» بنت الباتعة الكيكى، ثم اكتشفوا أنه متزوج فطلبوا منه أن يكتب «النظارة» باسم «لواحظ» لتأمين مستقبلها وفعلاً، وقّع على العدسات للواحظ ووقع على الشنبر لزوجته الأولى، فالملائكة فى السماء والمثقفون فى الأرض وحضرتك على الكنبة.. ويقول الدكتور سعد الدين إبراهيم إنه وقّع فقط على حق السيد جمال مبارك فى الترشح، وأنا أحترم الدكتور سعد الدين وأقدره، لكننى أحترم أكثر عقول الناس لأن «عبده العجلاتى» يعلم أن هذا الحق يكفله «الدستور» وليس «الدكتور».. المثقف ليس لاعباً يوقّع على الكرة للمعجبين.. ومن يشاهد ثلاجات المصريين هذه الأيام سوف يتأكد أن العالم مقبل على حروب مياه، فثلاثة أرباع هذه الثلاجات ماء والربع هواء، وباحب اتنين سوا الميه والهوا، لذلك «أوقع» لهما. [email protected]