كشفت مصادر مسؤولة بجماعة الإخوان المسلمين عن أن الجماعة ستحسم، الثلاثاء، موقفها من انتخابات الرئاسة، خلال الجلسة الطارئة لمجلس شورى الجماعة، فى المركز العام بالمقطم. يأتى ذلك فى الوقت الذى قرر فيه عدد من شباب الجماعة تنظيم وقفة احتجاجية جديدة أمام مكتب الإرشاد، لمطالبة الجماعة بالالتزام بقرارها بعدم ترشيح أحد منها فى الانتخابات. وقالت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها، إن «اجتماع، الثلاثاء، سيحسم مسألة ترشيح الجماعة أحداً منها للرئاسة، وتنحصر الترشيحات بين المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، والدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، التابع للجماعة». وأضافت أن «ترشيح (مرسى) كان قد عرضه بعض قيادات الإخوان، فى ظل الوضع القانونى ل(الشاطر) الذى يمنعه حتى الآن من الترشح، وهناك اتجاه لترك الموضوع مفتوحا لأعضاء الجماعة، واتجاه آخر ضعيف لدعم محمد سليم العوا، المرشح المحتمل فى انتخابات الرئاسة». من جانبه، قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، إنه من الوارد حدوث تغيير فى موقف الإخوان بشأن ذلك خلال الاجتماع، وأضاف خلال لقائه نحو 3 آلاف من قيادات وأعضاء الإخوان بمحافظة كفر الشيخ، مساء الأحد، أنه «سبق أن اتخذنا قراراً وقلنا بالتحديد وبكل صدق خوفاً على مصر، ومازال هذا قرارنا أننا لن نترشح للرئاسة، لكن مجلس الشعب الحالى بلا سلطات تحاسب الحكومة». وتابع «بديع»: «هناك أيضا من يهدد برفع دعوى بحل مجلس الشعب وتلك لعبة صغيرة لا نقبلها، لأن مجلس الشعب جاء بانتخابات نزيهة، شهد بها العالم كله رغم ما شابها من بعض التجاوزات، وفوجئنا بأقوال بأن عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، سيترشح للرئاسة، والبعض الآخر يوكل حسنى مبارك للترشح». وقال: «لابد إن يعاد النظر فى الأمر، ولن أقول شيئا حتى يصدر قرار ثان من مجلس شورى الإخوان، ونقول بكل الوضوح مجلس شورى الإخوان سيعرض عليه قريبا كل الخيارات ونحن لا نسعى للسلطة، ومصلحة مصر فوق الجميع». وحول موقف الجماعة من ترشيح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح للرئاسة، قال «بديع»: «أبوالفتوح خالف قرار الجماعة من البداية، على الرغم من اتفاقنا حول هذا المبدأ وهو عدم الترشح، ولذلك لن تكافئ الجماعة من أخطأ». على جانب آخر، ذكرت صفحة «خيرت الشاطر رئيساً»، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، التى أسسها عدد من شباب الإخوان، أن «الحلم اقترب برئيس من الجماعة»، ووضعت الصفحة جملة «مبنتهددش يا عسكرى»، ردا على بيان المجلس العسكرى الأخير تجاه الإخوان. وأطلقت مجموعة «صيحة إخوانية»، التى كانت قد نظمت أول وقفة احتجاجية فى تاريخ الجماعة، أمام مكتب الإرشاد منذ أيام، لمطالبة الجماعة بالالتزام بقرارها بعدم ترشيح أحد منها للرئاسة، الإثنين ، حملة جديدة تحت عنوان «يا مجلس شورتنا حافظ على مصداقيتنا». وقال بسام قطب، أحد شباب الإخوان، إنهم سينظمون وقفة اليوم أمام مكتب الإرشاد أثناء انعقاد مجلس شورى الجماعة للمطالبة بالتزام «الإخوان» بقرارها وعدم ترشيح أحد منها للرئاسة، والتعاون مع شباب الجماعة دون فصلهم أو إقصائهم. وشدد أحمد قريطم، أحد شباب الجماعة، على أنهم يرفضون ترشيح «الشاطر» للرئاسة، وسيكون ذلك من مطالبهم خلال وقفة الثلاثاء. وعلق الدكتور مسعد الزينى، عضو شورى الجماعة، على تنظيم عدد من شباب الإخوان وقفة اليوم، قائلا: «من حق أى أحد التعبير عن رأيه بأى وسيلة، والإخوان يحترمون الجميع، وكل الآراء سيتم طرحها خلال الاجتماع، ولا يوجد اتجاه محدد مسبقا لترشيح شخص بعينه». وأضاف: «الجماعة مؤسسة ديمقراطية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وتؤمن بالشورى، وكل الآراء مطروحة للدراسة، وحسب رأى الأغلبية فى اجتماع شورى الجماعة سيتم اتخاذ القرار». كانت أزمة الرئاسة قد تصاعدت داخل الجماعة خلال الفترة الماضية، عقب تحرير عدد من شباب الجماعة توكيلات ل«أبوالفتوح»، وفشلت الجماعة فى إقناع عدد من الشخصيات بالترشح، فيما تسبب وجود اتجاه لدى الجماعة لترشيح خيرت الشاطر، فى حدوث انقسام داخلها. من جهة أخرى، قدم حسن أبوالأشبال، القيادى السلفى، استقالته من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، بسبب عدم إعلان الهيئة تأييد ترشيح حازم أبوإسماعيل فى انتخابات الرئاسة، رغم أنه المرشح الوحيد الذى أعلن أنه سيطبق الشريعة الاسلامية حال فوزه فى الانتخابات، على حد قوله. وقال «أبوالأشبال» فى نص الاستقالة: «الاستقالة جاءت بسبب الموقف السلبى من تأييد (أبوإسماعيل)، والذى سيكون سببا فى شق صف المسلمين وضياع فرصة تنفيذ مشروعها الإسلامى، وسيأتى رئيس من العلمانيين والليبراليين، لذا قدمت استقالتى خوفا من المحاسبة يوم القيامة، إذا استمر وجودى فى مكان لا يؤيد (أبوإسماعيل(». وكشف جمال صابر، مسؤول حملة حازم أبوإسماعيل، عن أن عدد التوكيلات التى جمعها «أبوإسماعيل»، تجاوزت 100 ألف، والحملة مستمرة فى جمع التوكيلات، رغم طلب «أبوإسماعيل» من مسؤولى الحملة التوقف والاكتفاء بالتوكيلات التى حصل عليها حتى الآن. وقال «صابر»: «معظم القيادات السلفية أعلنت تأييدها ل(أبوإسماعيل) باستثناء قيادات حزب النور وبعض مشايخ الهيئة الشرعية، وجميع قواعد حزب النور فى المحافظات انضمت إلى (أبوإسماعيل)، وهناك آلاف الاستقالات سيقدمها أعضاء وقيادات فى حزب النور حال إعلان تأييد غيره». وأضاف: «السلفيون وراء النجاح الذى حققه (النور) فى الانتخابات الماضية، لأنه أعلن عن تطبيق الشريعة الإسلامية، وجميع قيادات (النور) كانوا مجهولين قبل الانتخابات، والفضل فى نجاح الحزب يرجع إلينا».
