حينما تكون أصغر سناً يكون من السهل أن تخدع نفسك فتظن أن كل الأمراض التى تسمع عنها وتخشاها والمهددة للحياة سوف تصيب الآخرين فقط دون أن تصيبك. ولكن هل لديك مناعة حقاً ضد جميع حالات العدوى بأنواعها المختلفة؟ وهل سيتجنبك مرض السرطان ويتخطاك؟ هل أنت خال من حالات الحساسية أو أحد أمراض المناعة الذاتية مثل الروماتويد، والذئبة الحمراء، وتصلب الأعصاب المتعددMS؟ وهل تتكرر إصابتك بالأنفلونزا مرات عديدة فى الموسم نفسه؟ لعل الإجابة عن كل هذه الأسئلة إحصائياً تثبت أن البشرية قد تكون على حافة أزمة عالمية لجهاز المناعة، إذا استمرت الاتجاهات الحالية السائدة للأمراض المتعلقة بالمناعة وإليكم المؤشرات: بحلول عام 2017 يتوقع أن تصير قابلية الإنسان للإصابة بالسرطان عموماً أكثر من الضعف عما هى عليه الآن، ولو أخذنا سرطان الثدى كمثال نجد أنه فى الوقت الحاضر تصاب واحدة من كل 12 امرأة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وواحدة من كل ثمانى فى إنجلترا بسرطان الثدى، والأرقام فى تزايد مستمر، ويحدث الآن بصورة أكثر شيوعاً وفى مراحل مبكرة من عمر النساء عما كان عليه منذ عشر سنوات. وعلى الرغم من التقدم الواضح فى وسائل التشخيص المبكر والعلاج إلا إننا حاليا نتجه إلى خسارة معركة السرطان وليس كسبها. تضاعفت الوفيات بسبب الأمراض المعدية فى خلال عقد واحد. وفى كل من الولايات التحدة وإنجلترا تتزايد أعداد حالات العدوى بشكل مذهل على الرغم من تقدمهما العلمى والطبى، وكذلك الحال فى القارة الأفريقية على الرغم من تأخرها وتخلفها فى هذا المجال. وقد كشف مسح ميدانى لجميع الوفيات فى الولاياتالمتحدة بين عامى 1980 و2000 عن وجود زيادة خطرة فى الوفيات بسبب الأمراض المعدية بنسبة 58%. تضاعفت الوفيات بسبب الأمراض المعدية فيما بين عمرى 25، 44 سنة بمعدل ستة أضعاف، وهذا يرجع جزئياً فقط إلى زيادة عدد الوفيات بسبب عدوى فيروس الإيدز، وقد زادت الوفيات من حالات العدوى التنفسية وحدها بنسبة 20%. وطبقا لما قاله «سبنس جالبريث،» المدير السابق لمركز مراقبة الأمراض المعدية، فإن معدل تغير العدوى البشرية يبدو أنه يتزايد، وقد صار معلوماً الآن أنها يمكن أن تكون مسألة وقت فقط حتى يبرز إلينا التهديد الميكروبى المقبل للجنس البشرى، بعد ظهور 15 فيروساً جديداً خلال العشرين عاماً الماضية. يموت مليون شخص كل عام بسبب التسمم الغذائى، ولعل المعدل المتزايد لحدوث الأمراض الناتجة عن الميكروبات فى الطعام - الذى صار يتبع نزلات البرد فى الترتيب مباشرة فى بعض الدول الغربية والأفريقية - يكون أحد الآثار الضارة الناتجة عن الاستخدام العالمى لما يصل إلى 50 ألف طن من المضادات الحيوية سنوياً لعلاج البشر أو الحيوانات أو النباتات، مما يؤدى إلى تهيج الأمعاء، والقضاء على البكتيريا المعوية الصحية النافعة (التى يمكن أن تحتاج إلى ما يزيد على ستة شهور حتى يتم تعويضها)، كما أن استخدامها على مدى واسع يؤدى أيضا إلى إنتاج سلالات من البكتيريا الشرسة المقاومة المهددة للحياة. يعانى واحد من كل ثلاثة أشخاص من حالات الحساسية، مما يظهر زيادة حالات الخلل التى أصابت أجهزتنا المناعية. هناك ازدياد ملحوظ فى نسب الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل السكر من النوع الأول – الروماتويد – الذئبة الحمراء – تصلب الأعصاب المتعددMS – مرض بهحت - ذو الفقاعة وغيرها.
