بين بقايا العشش التى هدمتها الحكومة فى منطقة الشهبة فى الدويقة، ظل وقتا طويلا يجمع قطع خشب وبقايا أقمشة ممزقة، وبعد أن انتهى منها بدأ فى تصنيع عشة ليقيم فيها بعد أن هدمت الحكومة بيته الذى كان يسكن فيه هو وأسرته منذ 25 عاما وسلمته شقة صغيرة فى محافظة 6 أكتوبر منذ 6 أشهر. ممدوح حمزة الذى يعمل فى ورشة لتصليح السيارات، هو أحد سكان منطقة الدويقة المتضررين من هدم الحكومة بعض منازل المنطقة، خوفا من تأثر منازلهم بسقوط الجبال المحيطة بها. تتكون أسرة ممدوح من 9 أفراد، سلمته الحكومة شقة لا تتجاوز 50 مترا فى مدينة 6 أكتوبر، من الصعب أن تكفى لإقامة 9 أفراد فيها رغم أن مساحة منزله الذى تعرض للهدم كانت كبيرة تتسع لثلاث أسر: «طول عمرى عايش فى الدويقة.. هنا حياتى وشغلى وأقاربى.. إزاى أسيب كل ده وأروح أقعد فى 50 متر.. إيه، هنقعد فوق بعضنا؟». ظلم شديد شعر به حمزة اضطره إلى تقسيم أسرته إلى مجموعتين، الأولى تضم زوجته وبناته، وهؤلاء يقمن فى شقة 6 أكتوبر، والثانية تضمه هو وأولاده الذكور وهؤلاء يقيمون فى العشة التى بناها فى الدويقة، وهذه التفرقة التى اضطرته الظروف إليها دفعته إلى التعبير عن حالة الظلم التى يعيشها بعبارتين كتبهما على أحد جدران عشته قال فيهما: «إذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل» و«حسبى الله ونعم الوكيل»: اضطريت أعمل كده عشان الشقة مش هتكفينا قلت البنات يناموا هناك وأنا أنام هنا، عشان كمان أكون جنب شغلى اللى بصرف منه على عيالى، لأنى لو فضلت آجى من هناك لهنا هصرف كتير فى المواصلات، مش أقل من 24 جنيه يوميا». أسرة «حمزة» التى اعتادت أن تتجمع ليلا بعد أن يعود كل أفرادها من العمل والدراسة أصبحت تلتقى فى صورة الزيارات على فترات متباعدة: «كنا متعودين إننا نتجمع كل يوم بالليل ناكل أكلة حلوة ونتفرج على التليفزيون لكن بعد ما انفصلنا كل جزء فى مكان أصبحنا بنتقابل على فترات، مراتى والبنات بيجولى كل فترة وأنا بروح لهم فى يوم الأجازة.. وهنفضل كده لحد الحكومة ما تحن علينا بشقة تكفينى أنا وأولادى».