لم يستبعد الرئيس التركي عبد الله جول، في نهاية الأسبوع، أن تفتح حركة المقاومة الإسلامية حماس مكتب ارتباط في تركيا، في وقت تواترت فيه أنباء عن عزم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، مغادرة سوريا بشكل نهائي. وتواجه علاقات تركيا بإسرائيل توترًا منذ هجوم الأخيرة على سفينة تركية في المياه الدولية، كانت متوجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عليه، وقتلها 9 نشطاء أتراك، كما تدهورت علاقتها بسوريا مع العنف المفرط الذي يواجه به الرئيس السوري بشار الأسد موجة الاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد نظام حكمه. وصرح جول للصحفيين، في سياق رده الأحد على معلومات صحفية تحدثت عن تدشين مكتب ارتباط لحماس قريبًا في تركيا «تركيا دولة تدافع بقوة عن الملف الفلسطيني، وحماس حزب سياسي مهم شارك في الانتخابات وفاز بها». ونقلت الصحف التركية، الإثنين، عن جول قوله: «سنرى مستقبلًا إلى أين سيفضي هذا التعاون» بين أنقرة وحماس. وتعتبر الدول الغربية وإسرائيل «حماس» منظمة إرهابية خلافًا لتركيا. وكانت مصادر دبلوماسية في دمشق قالت إن مشعل الذي يقيم في سوريا سيترك هذا البلد الذي يشهد موجة احتجاجات واسعة ضد نظام الأسد، تطورت لاحقًا إلى ثورة مسلحة إثر انشقاق عناصر من الجيش النظامي لرفضها استخدام القوة ضد المتظاهرين. من جهة أخرى نفى دبلوماسي تركي المعلومات التي تناقلتها الصحف الإسرائيلية، بأن تركيا تتعهد بتقديم مساعدة مالية لحماس بقيمة 300 مليون دولار. وقال الدبلوماسي، الذي طلب عدم كشف اسمه، حسب وكالة الأنباء الفرنسية «ليس هناك مساعدة مماثلة لكن بالطبع تركيا تساهم بمشاريع إنسانية في غزة»، لاسيما إعادة إعمار هذا القطاع الذي شنت إسرائيل عليه هجومًا كبيرًا في 2008. وكان رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية استقبل بحفاوة خلال زيارة قام بها مطلع الشهر الحالي لتركيا في إطار أول جولة إقليمية له. وكرم هنية في إسطنبول الأتراك التسعة الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي على أسطول المساعدات الإنسانية الذي كان متوجهًا إلى غزة في مايو 2010. وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل إلى حد كبير بعد هجوم الكوماندوز الإسرائيلي على هذا الأسطول، ورفض إسرائيل الاعتذار عن الحادث.
