ارتفعت دعوات المقاطعة والعزوف عن شراء الأسماك في محافظة دمياط، وتأثر سوق عزبة البرج بالدعوات في أول أيام المقاطعة، وعزف الأهالي عن الشراء فتكبد بائعو الأسماك خسائر كبيرة في اليوم الأول من المقاطعة. لكن هناك وجها آخر لهذه الدعوات، ربما ليست في مصلحة الجميع سوى عدد قليل من التجار وأسواق دول أخرى تنتظر إنتاج دمياط من الأسماك. زيادة معدلات التصدير مكسب تجار الأسماك في دمياط بسبب المقاطعة يستعد تجار أسماك الجملة في محافظة دمياط لتصدير أصناف مختلفة من الأسماك خلال الفترة الحالية، وربما ترتفع معدلات التصدير بشكل أكبر حال استمرار مقاطعة أهالي المحافظة لشراء الأسماك، وقد يؤثر ذلك على الشق المحلي وبائعي التجزئة فقط لكن بكل تأكيد هناك من يستعد لاستغلال تلك الأزمة من أجل التربح. التونة والجمبري على قائمة الأكثر تصديرًا خلال الفترة المقبلة احتلت أصناف الجمبري المتنوعة داخل أسواق دمياط مكانة كبيرة بين قائمة الأصناف الأكثر تصديرًا، وربما ترتفع نسب تصديرها خلال الفترة المقبلة حال استمرار دعوات المقاطعة. كما جاءت أصناف البلطي لتحتل هي الأخرى مكانة كبرى بين قائمة الأصناف المرتقب تصديرها بشكل كبير لأسواق الغرب. عزوف الأهالي عن الشراء يعصف ببائعي الأسماك في دمياط أثّرت دعوات المقاطعة والعزوف عن شراء الأسماك بشكل كبير على تجار التجزئة بشكل كبير، كما أن البائع المتجول سيجد صعوبة في الحصول على فرصة للعمل. يقول محمد عوض بائع سمك متجول: «نتجول داخل المحافظة سيرا على الأقدام بحثا عن لقمة العيش، أتسلم أصناف الأسماك بأسعار مبالغ فيها هنا، وأضطر لإضافة هامش ربح بسيط، لا يمكنني التحكم في الأسعار لكنني أحاول قدر الإمكان البيع بسعر مناسب». سوق السمك بمدينة عزبة البرج وأضاف قائلًا: «اليوم مبعتش ولا سمكة، أثّر ذلك على حياتي، وقف الحال خسرني النهاردة كتير وماليش ذنب في ارتفاع الأسعار». وتابع: «بيوتنا تتخرب لو استمر الحال على كده، دعوات المقاطعة مش هتأثر على السوق، تجار الجملة هيصدّروا السمك ويكسب أكتر، وإحنا اللي هنخسر». بائعات السمك في دمياط ينتظرن الفرج تقول «أم محمد» بائعة سمك في دمياط: «اعتبرت نفسي أجازة النهاردة، نزلت الشغل ومبعتش بسبب دعوات المقاطعة، أنتظر الفرج وعودة حركة البيع مجددا». وأضافت: «رغم الخسارة اللي تعرضت لها اليوم، لكني داعمة لموقف الأهالي إذا نجحوا في وقف تجار الجملة، نتسلم الأسماك بأسعار عالية ولا دخل لنا في ذلك». سوق السمك بمدينة عزبة البرج وواصلت قائلة: «نعلم ما يتم الآن، تجار الجملة مستفيدون بهذه الدعوات، السمك هيتم تصديره لأسواق الخارج، والباقي سيتم بيعه للمطاعم الكبرى، نحن فقط من يتحمل الخسارة». ويقول حسن رحمون، تاجر أسماك جملة في دمياط: «أسواق الغرب تنتظر أسماك دمياط تحديدا، لدينا فرص تصديرية كبيرة وأصناف الأسماك تجد رواجًا كبيرًا في تلك الأسواق». وأضاف: «حركة تصدير الأسماك بشكل عام تسير بنسب معقولة، قد ترتفع تلك النسب حال استمرار المقاطعة، تمكنّا من غزو أسواق الصين في الآونة الأخيرة وأعتقد أن فائض الإنتاج المحلي سيكون له سوق كبير في أسواق الخارج، إذا كانت نسب التصدير 50% مثلا ستصل تلك النسب إلى 70% بسبب المقاطعة، سيلجأ التجار إلى التصدير لتجنب الخسارة». وتابع: «أسعار الأسماك تتأثر بعدة عوامل، رحلات الصيد أصبحت مكلفة جدًا ارتفعت تكلفتها بشكل كبير وهذا يؤثر حتما على الأسعار، البعض يتجاوز في تحديد السعر وبائعي التجزئة يريدون تحقيق ربح سريع من خلال رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه». وسيطرت حالة من الترقب وسط بائعي الأسماك في عزبة البرج اليوم، لمتابعة تأثير دعوات مقاطعة شراء الأسماك على حركة السوق، بينما يستعد بعض من تجار الجملة لفتح أسواق جديدة بعد وجود كميات كبيرة من الإنتاج وفّرتها مقاطعة شراء الأسماك.
