أشلاء داخل 4 نعوش، حولهم العشرات من الأهالي، يحملونهم لتشيعيهم إلى مثواهم الأخير.. المشهد كان من جنازة أحمد زكريا، الشاب الأربيعني، عامل، وأولاده الثلاثة «عبدالرحمن»، و«مصطفى»، و«زياد»، أصغرهم 5 سنوات، ضحايا حادث دهس قطار الصعيد بقرية أبورجوان قبلى في البدرشين جنوبالجيزة، الذين فارقوا الحياة في لمح البصر، أثناء مرورهم من المزلقان. ضحكات الأب وأطفاله، سجلتها كاميرات المراقبة المراقبة، أثناء جلوسهم سويًا قبل الحادث الأليم، وذاع انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعى، متبوعة بدعوات أن يتغمدهم ربنا برحمته، إذ حال عبورهم مزلقان الدكمي على «تروسكيل»، وجدوه مغلقًا وفوجئ بإطلاق صافرات الإنذار تُعلن قدوم القطار رقم «156» من بني سويف، ليطيح بهم وفي ثوانِ تحولت جثامين الضحايا لأشلاء. الأهالي عثروا أشلاء الأب وصغاره، التفوا حولها في صدمة، تعرفوا على هوية رب الأسرة من خلال بطاقة هويته، بكوه وكان أحدهم يعبر عن صدمته: «وقفته وحاولت أنادي عليه، لأمنعه من العبور ومسعمش خالص»، وآخر يقول: «ده كان لسة قاعد مع عياله وبيضحكوا»، وثالث يروي كيف أنه روحه كانت في عياله، وكأن «ربنا أراد أنهم يموته في حضن بعض». يوم كامل، انتظرته زوجة «أحمد» وأفراد عائلته، في حزن أمام ثلاجة حفظ الموتى، بعد سحب عينة من دمائهم للتعرف على هوية الأطفال الضحايا ووالدهم، إذ صرحت النيابة العامة عقب ذلك بالدفن بعد التعرف على هويتهم. جنازة مهيبة، خرجت من المستشفى إلى مقابر الشوبك الغربي حيث يوارى جثمان جثامين الضحايا الثرى.. وتلقت غرفة النجدة بلاغًا بوقوع حادث على مزلقان الدكمي بمدينة البدرشين جنوبالجيزة، انتقلت على الفور قوات الأمن وتبين من الفحص أنه أثناء عبور عامل وأبنائه الثلاثة من على المزلقان وأطاح بهم جميعًا.