في تسعينيات القرن الماضي بدأ توهجها الفني، عامًا بعد عام، لتصل إلى مرحلة النضج مبكرًا، ومع بداية الألفية الثالثة فرضت وجودها في عدد كبير من المسلسلات والأفلام والمسرحيات، وصلت إلى المشاركة في 4 و5 أعمال فنية في عام واحد، كانت تقضي ليلها ونهارها في التنقل بين الاستديوهات حتى تتمكن من تصوير الأعمال المتهافتة عليها، خاصة في شهر رمضان، وبعد 20 عامًا بدأ سهمها الصاعد بسماء الفن في الهبوط تدريجيًا حتى أصبحت تجلس في منزلها لا تجد فرصة عمل واحدة لإعانتها على نفقات الحياة. الفنانة شمس، واسمها الحقيقي صابرين العسكري، مرت بظروف عائلية صعبة جعلتها تبتعد عن الوسط الفني، ثم نسيها المخرجين والمنتجين وانحسرت عنها الأضواء فكتمت أحزانها وانزوت في منزلها نادمة على أنها ضيعت عمرها في مهنة «مالهاش عزيز»، على حد تعبيرها. تحكي «شمس» ل«المصري اليوم»، أن السبب وراء ابتعادها عن التمثيل هو مرض والدتها ووفاتها، ثم وفاة شقيقيها في حادث بعد 4 شهور فقط من موت والدتها، أما شقيقها الثالث فتعرض إلى بتر في قدمه، بخلاف مرض ابنها، كل ذلك في عام واحد: «موت اخواتي خلاني انكسرت ومبقاش عندى أي طاقة للشغل، أنا في سنة واحدة فقدت أمي واخواتي، ومكنتش قادرة أشتغل»، مؤكدة أنها عادت إلى الفن بعد مطالبة الكثيرين لها بالعودة، لكنها بحسب قولها: «رجعت لقيت الناس غير الناس، كل حاجة اختلفت، وأنا مش هقدر اتصل بالناس أقولهم شغلوني، مش بعد كل ده ههين نفسي عشان لقمة العيش». تسترجع شمس ذكريات زمنها الجميل، أيام كانت تظهر في 4 و5 مسلسلات رمضانية في وقت واحد، بخلاف أفلام العيد في الموسم التالي، وقالت: «كنت بشتغل مع كبار المخرجين اللي في الوسط اتربيت على إيديهم وعرفت يعني ايه فن، زي حسين كمال وجلال الشرقاوي وإيناس الدغيدي، ودول دلوقتي مش موجودين على الساحة». موضحة أنها لا تعرف معظم المخرجين والمنتجين وصناع الدراما الموجودين حاليًا، وترى أنها ليست مشكلتها فقط، وإنما أزمة يواجهها معظم الفنانين من جيلها. خسائر شمس منذ عملها في الفن وابتعادها عنه كبيرة، ففي أثناء عملها في مسلسل الباطنية تعرضت للإجهاض بسبب الإجهاد في العمل والسهر خلال ساعات التصوير، وبعد 25 يناير 2011، تعرضت للنصب من مخرجين ومنتجين، كما خسرت كثيرًا في مسلسل «أولاد إمبابة»، كذلك دخلت في عدد من المشاريع وفشلت بحسب قولها: «ما زال هناك عدد كبير من أصدقائي نجوم في التمثيل، اتكسف أقول لحد منهم محتاجة شغل، معنديش القدرة على طلب ده، شخصيتي أمام الكاميرا مختلفة تماما عن خارجها، أنا شخصية خجولة جدًا، حتى صديقي المخرج محمد النقلي مقدرش أطلب منه شغل». «الحمد لله مستورة»، تقولها شمس مؤمنة بأنها ليست الممثلة الوحيدة التي تعاني من قلة العمل فهناك عدد كبير من النجمات مبدون عمل، قائلة: «فعلا إحنا في خيبة»، مشيرة إلى أنها ليست نادمة على علاقات الصداقة مع عدد من العاملين في الفن، فكل شخص له أعذاره ومشاكله التي تقدرها، مشيدة بمواقف الدكتور أشرف زكي معها سواء في مرض ابنها أو وفاة والدتها أو حادث أشقائها، وهو الذي طلب منها العودة للتمثيل، ولكن حالتها النفسية لم تكن جيدة في تلك الفترة: «مش ندمانة على صحابي اللي بيتفرجوا عليا ومش بيشغلوني، لكن ندمانة على إني ضيعت عمري في مهنة ملهاش عزيز». وعرض بعض المنتجين على شمس، تقديم فيديوهات على تيك توك، ولكنها رفضت لأنها لا تستطيع تقديمها، وقالت: «رفضت أقدمها ومش بقلل من الفنانين اللي اتجهوا للتيك توك، كل واحد حسب شخصيته».
