قال المعهد الأرومتوسطى لحقوق الإنسان، في بيان، اليوم الإثنين، إن المدنيين في قطاع غزة يواجهون كارثة صحية وبيئية غير مسبوقة في خضم الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة للشهر السابع، وذلك وفقا لما نقلته وسائل إعلام فلسطينية. وحذر المعهد في بيان، من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية والفتاكة في قطاع غزة، خاصة بين «الفئات الهشة» في إشارة منه للأطفال وكبار السن. وتابع المعهد أن «السكان يواجهون تهديدا متزايدا في ظل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بسبب المياه الملوثة، والاكتظاظ، وارتفاع درجات الحرارة، وانهيار النظام الصحى، وشح الأدوية ومستلزمات التعقيم، وانتشار وتراكم النفايات الصلبة. وأشار إلى حصول السكان على كميات مياه نظيفة أقل بكثير مما يحتاجون إليه، ومنهم من يضطر إلى استخدام مياه ملوثة غير صالحة للشرب، وهو ما يؤدى إلى انتشار للأمراض مثل الكوليرا والإسهال والدوسنتاريا والالتهاب الكبدي الوبائة، موضحة أن نقص الوقود في ظل أزمة انقطاع الكهرباء كليا أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحى، ما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية. ولفت إلى أن تراكم أكثر من 270 ألف طن من النفايات الصلبة في قطاع غزة، وانتشارها في التجمعات السكانية والطرقات والمستشفيات، بسبب تدمير مرافق إدارة ونظام جمع ومعالجة النفايات، يشكل كارثة بيئية وصحية، ويهدد بأن يكون مصدرا آخر لانتشار أمراض وأوبئة. وأضاف أن وجود آلاف الجثث في الطرقات وتحت أنقاض المنازل وتحللها، ونهشها من القطط والكلاب يشكل عاملا إضافيا لانتشار الأوبئة والأمراض المعدية وتهديد للصحة العامة والبيئية، لافتًا إلى أن الجهات الصحية في غزة رصدت نحو مليون إصابة بأمراض معدية، وسط نقص الإمكانيات الطبية اللازمة لمعالجتها، بينهم آلاف المصابين بالتهاب الكبد الوبائى الفيروسى. وحذر من أن عشرات آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل التي ألقتها الطائرات الإسرائيلية على المنازل وما خلفتها من عوادم ودخان إلى جانب ما ورد عن استخدام قنابل دخانية وفسفورية من شأنه مضاعفة التدمير الصحى والبيئى الخطير. واعتبر أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة تحمل آثارا وخيمة على الصحة العامة والبيئية وعلى الاراضى الزراعية وجودة المياه والتربة والهواء.
