المدارس المصرية اليابانية.. نقطة مضيئة بنظام التعليم

تشهد المدارس المصرية اليابانية، التابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، إقبالا كبيرا من أولياء أمور طلاب الطبقة المتوسطة من الشعب المصرى، لإلحاق أطفالهم بها، بعد أن بلغ عدد فروعها 51 فرعا بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك نظراً لما حققته من نجاحات بدءاً من العام الدراسى 2018-2019، حيث تسعى المدارس المصرية اليابانية إلى تطبيق النموذج اليابانى من الأنشطة التعليمية «توكاتسو».
وتشير التوكاتسو إلى مفهوم التنمية الشاملة للطفل من جميع الجوانب، والتى تركز على بناء شخصية الطفل المتمثلة فى سلوكياته ومهاراته وقيمه واتجاهاته بنفس درجة الأهمية لتنمية معارفه ومعلوماته ومهاراته العقلية، ومن ثم خلق مواطن صالح متزن منتج يحترم نفسه والآخرين ويقوم بأدواره فى المجتمع لما فيه صالحه الشخصى وصالح المجتمع ككل على حدٍ سواء.
وأكدت وحدة المدارس المصرية اليابانية أن ذلك يتحقق من خلال مجموعة من الأنشطة المرتبطة بالمهارات الحياتية التى تدرج فى الممارسات اليومية داخل المدرسة.
ويعتبر أهم خصائص النظام التعليمى باليابان هو أن اهتمام المدارس ليس منصبًا فقط على المستوى الأكاديمى للطالب وقدراته التحصيلية، ولكن هناك اهتماماً كبيرًا بمهاراته الاجتماعية ليصبح عضوًا مسؤولا فى المجتمع؛ لذا يتم تصميم المناهج القومية لتشجيع ما يسمى «متعة الحياة»، والذى يهدف بدوره إلى «التنمية الشاملة للطفل».
وتعتمد المدارس المصرية اليابانية على ثلاث ركائز أساسية وهى: القاعدة الأكاديمية الصلبة من خلال القدرة الذاتية على التعلم والتفكير، والصحة الجسمانية والعقلية، والشخصية السوية من خلال الالتزام، ومهارات العمل الجماعى والتعاطف وفهم الآخر.
وتعتمد فلسفة المدارس المصرية اليابانية على الأنشطة الخاصة التوكاتسو، والتى تستهدف تطوير قدرات التلاميذ بصورة شاملة متكاملة فى المجالات الثلاث الرئيسة وهى: التطوير المعرفى للتلاميذ (تطوير أكاديمى)، والتطوير غير المعرفى (تطوير عقلية التلاميذ، وعاداتهم الحياتية، وممارساتهم اليومية)، والتنمية البدنية (تنمية القوة البدنية للتلاميذ وصحتهم).
وأعلنت وزارة التربية والتعليم فى مصر تبنى نظام تعليمى جديد وهو نظام التعليم [2.0]، والذى يتنبى التحول من التأكيد على المعرفة إلى التأكيد على المهارات، والتحول من المنهج الواسع إلى المنهج العميق، والتحول من التعليم التلقينى إلى التعلم القائم على نشاط الطالب، والتحول من المواد الدراسية المنفصلة إلى محاور متعددة التخصصات، والتحول من التعلم النظرى إلى التعلم الممتع المرتبط بحياة الطالب، والتحول من المواد التعليمية الورقية إلى المواد التعليمية الورقية والرقمية معًا، وأخيرًا التحول من فلسفة الامتحانات إلى التقييم.
كما تستهدف وزارة التربية والتعليم تعزيز الأنشطة التعليمية فى نظام التعليم الجديد خاصةً فى مجال تكوين الشخصية والمشاعر والعلاقات الاجتماعية، كما سيتم تطبيق مدخل التعلم القائم على اللعب والأنشطة الخاصة ب التوكاتسو فى مرحلة رياض الأطفال ومرحلة التعليم الأساسى على التوالى حيث يعتبر التعلم من خلال اللعب إحدى الممارسات الأكثر استخدامًا فى تعليم الطفولة المبكرة، وهو مدخل للتعلم ينظم الأطفال من خلاله ويشكلون عوالمهم الاجتماعية، ويكتسبون المعارف والمهارات والقيم التى تشكل سلوكهم من خلال ممارستهم بعض الألعاب، والتفاعل مع زملائهم والأشياء من حولهم.
وأكدت وحدة المدارس المصرية اليابانية أنه من غير الممكن فصل لعب الأطفال عن تعلمهم، ونموهم فى مرحلة الطفولة المبكرة عن الطبيعة البشرية، فاللعب يشكل عقل الطفل، ويوفر استكشافا نشطا يساعد فى بناء وتنمية طرق التفكير، كما يؤدى إلى تحسين إمكانات التعلم فى وقت لاحق فى الحياة (التعلم مدى الحياة)، ويسمح اللعب للأطفال الصغار بالاستكشاف والتعارف والتفاوض والمخاطرة وإدراك المعانى، ومن المرجح أن يكون لدى الأطفال الذين يشاركون فى ممارسة اللعب مهارات متطورة لقوة الذاكرة، والنمو اللغوى، والقدرة على تنظيم سلوكهم، مما يؤدى إلى تحسين التكيف المدرسى والتعلم الأكاديمى.
وأشارت إلى أن التجارب والدراسات الميدانية أثبتت أن رياض الأطفال والمدارس التى تحقق قدرًا كبيرًا من التعلم عالى الجوده بتطبيق (التعلم القائم على اللعب) تتميز بالعديد من الخصائص منها:
وضع جدول يتضمن اللعب البدنى النشط داخل المدرسة وخارجها.
ودمج الموسيقى والنشاط الحركى والتعبير الإبداعى والفنون فى الأنشطة اليومية.
وكذلك التفاعل بين الأطفال والكبار بالمدرسة بمعنى أن المعلمين مثلاً كانوا يشاركون تلاميذهم فى اللعب والنشاط البدنى بصفة عامة.
بالإضافة إلى تخصيص أوقات كافية ومناسبة لترك الأطفال يلعبون بحرية بجانب وجود علاقات آمنة مع الأقران والمعلمين حيث يشعر الأطفال بالثقة عند القيام بالاستكشافات لإقامة علاقات مع الآخرين وتطوير الصداقات وتنظيم سلوكياتهم تلك.
وأخيرا توافر بيئة تعليمية منظمة جيدًا مثل تخطيط المساحات والفراغات، والأثاث، والموارد، والأنشطة، وما إلى ذلك؛ بما يحفز ويشجع الأطفال على الاستكشاف والتعلم والاستفسار.
وشددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى على أنه يشترط أن يكون الطفل المتقدم مصرى الجنسية أما التلاميذ الحاصلون على شهادة ميلاد صادرة من مصلحة الأحوال المدنية ولهم رقم قومى بجنسية غير مصرية أو أن يكون أحد الأبوين غير مصرى الجنسية، فلا يتم قبول أوراقهم ولا يجوز قبول قيدهم بالمدارس المصرية اليابانية وفقًا للقواعد المعمول بها فى وزارة التربية والتعليم الفنى.
وأعلنت المدارس اليابانية المصرية التابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، بدء استقبال طلبات التقدم لالتحاق الطلاب الجدد للعام الدراسى المقبل 20242025، بداية من اليوم، إلكترونيا لطلاب الصفوف الأولى فقط موضحة أنه لا يوجد تحويلات للصفوف العليا على أن تكون الأولوية للطلاب الأكبر سنا ووفق الكثافات المتاحة بالمدارس.