يتساءل الكثير حول العالم عن من هو الجيل الأغني حاليًا؟، هل جيل الثمانينات أم أوائل التسعينيات أم الجيل الذي ولد في النصف الأخير من التسعيينات؟، وذلك في ظل ازدياد تولي الشباب بعض المناصب القيادية حول العالم. وفي ظل تصاعد الكثير من المهن المختلفة التي لم تكن حاضر في السنوات الأخيرة؛ قدم تقرير حديث نشرته صحيفة «ذي إيكونوميست» ردًا عن السؤال «من هو الجيل الأغني بين الأجيال الحالية؟» وكشف التقرير أن الجيل z «الجيل الذي ولد ما بين عامي 1997 ل2012» هو الأغنى في الوقت الحالي عن باقي الأجيال لأن نصفهم والذي يبلغ ما يقارب ال125 مليون شخص تقريبًا يعمل ويتولى مناصب متعددة وقيادية داخل سوق العمل. وفي التقرير، تمت الإشارة أن الذين يعملون بدوام كامل من هذا الجيل على وشك أن يتجاوز عدد الذين ولدوا في الفترة من عام 1945 إلى عام 1964، والذين بدأت حياتهم المهنية في الانخفاض، ووفقًا للتقرير تم التطرق إلى أن هناك أكثر من 6000 رئيس تنفيذي و1000 سياسي من هذا الجيل، بجانب ازدياد تأثير هذا الجيل في أغلب المجالات. يجد الكثير أن هذا الجيل هو جيل يجب القلق منه ومنهم العالم جوناثان هايدت، عالم النفس الاجتماعي في جامعة نيويورك، الذي أحدث كتابه الجديد «الجيل القلق» ضجة كبيرة بسبب أدائه وقدرته السريعة على الصعود داخل سوق العمل. ورصد تقرير «ذي إيكونوميست» السبب وراء اعتبار الجيل زد بإنه جيل غير عادي، أن الشباب اليوم أقل عرضة لتكوين علاقات مقارنة بالأمس، وهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وهم أقل عرضة للدخول في علاقة، أو في الواقع القيام بأي شيء مثير. على سبيل المثال، يقضي الأمريكيون الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا 38 دقيقة فقط يوميًا في التواصل الاجتماعي شخصيًا في المتوسط، بانخفاض عن ما يقرب من ساعة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وذلك وفقًا للبيانات الرسمية، بجانب أن أداء الجيل Z جيد للغاية وهذا بدوره يغير علاقة الجيل بالعمل. يقول الخبراء يتجنب جيل Z العلوم الإنسانية، ويتجهون بدلًا من ذلك إلى أشياء أكثر فائدة بشكل واضح مثل الاقتصاد والهندسة، ومن بين أولئك الذين لا يلتحقون بالجامعة، تحظى المؤهلات المهنية التي يلحتق بها هذا الجيل بشعبية متزايدة حول العالم ثم يواصلون الاستفادة من أسواق العمل الضيقة. في أميركا بلغ نمو الأجر بالساعة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا مؤخرًا 13% على أساس سنوي، مقارنة بنحو 6% للعاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً. وفي بريطانيا، حيث يتم قياس أجور الشباب بشكل مختلف، شهد متوسط أجور الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 21 عاما في العام الماضي ارتفاعا في الساعة بنسبة مذهلة بلغت 15٪، وهو ما يفوق ارتفاع الأجور بين الأعمار الأخرى بهامش واسع بشكل غير عادي. وفي نيوزيلندا، ارتفع متوسط الأجر بالساعة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة بنسبة 10%، مقارنة بمتوسط قدره 6%. وأشار التقرير إلى أن هناك بحث جديد أعده كيفن كورينث من معهد المشروع الأمريكي، وهو مؤسسة فكرية، وجيف لاريمور من بنك الاحتياطي الفيدرالي، يقيم دخل الأسرة الأمريكية حسب هذا الجيل وتم التوصل أن هذا الجيل «جيل الألفية» أفضل حالا إلى حد ما من الجيل العاشر «أولئك الذين ولدوا بين عامي 1965 و1980» عندما كانوا في نفس العمر. يبلغ متوسط دخل الجيل Z الذي يبلغ من العمر 25 عامًا أكثر من 40 ألف دولار سنويًا، أي أكثر من 50٪ أعلى من متوسط جيل طفرة المواليد في نفس العمر، ففي عام 2007، بلغ متوسط الدخل الصافي للفرنسيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا 87% من المتوسط العام والآن يساوي 92٪، وفي أماكن قليلة، بما في ذلك كرواتيا وسلوفينيا، يجلب الجيل Z الآن ما يصل إلى المتوسط. ويحتج بعض أبناء جيل زد، مدعين أن الدخول المرتفعة مجرد سراب، لأنها لا تأخذ في الاعتبار التكلفة الهائلة للتعليم الجامعي والسكن، لكن في الواقع، يتأقلم جيل Z مع الوضع الحالي لأنهم يكسبون الكثير، وفي عام 2022، أنفق الأمريكيون الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا 43% من دخلهم بعد الضريبة على الإسكان والتعليم، بما في ذلك الفوائد على الديون من الكلية. ولكن ماذا تعني هذه الثروة؟ قد يبدو الأمر كما لو أن جيل الألفية نشأ معتقدًا أن الوظيفة هي امتياز، وتصرف وفقًا لذلك، فهم يحترمون رؤسائهم ويتوقون إلى الإرضاء، على النقيض من ذلك، الجيل السابق نشأ على الاعتقاد بأن الوظيفة هي في الأساس حق، وهذا يعني أن لديهم موقفا مختلفا تجاه العمل، وفي العام الماضي، تفاخر الجيل Z ب «الاستقالة الهادئة»، حيث بذلوا ما يكفي من الجهد حتى لا يُطردوا من العمل. إلى متى ستستمر الميزة الاقتصادية للجيل Z؟ يقول التقرير إلى أن الركود من شأنه أن يضرب الشباب بقوة أكبر من غيرهم، كما تفعل فترات الركود دائما، وقد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي، حتى لو كان الشباب في الوقت المناسب في وضع أفضل للاستفادة من هذا الاضطراب، ومع ذلك، في الوقت الحالي، لدى الجيل Z الكثير مما يجعله سعيدًا.
