الرئيس السيسي: زيادة معدلات تشغيل ذوي الهمم ودمجهم بسوق العمل    طريقة الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني ل مسابقة معلم مساعد فصل في 12 محافظة    منها إجازة عيد العمال وشم النسيم.. 11 يوما عطلة رسمية في شهر مايو 2024    رئيس جهاز بني سويف الجديدة يتابع مع مسئولي "المقاولون العرب" مشروعات المرافق    وزير التعليم العالي يستقبل مدير المجلس الثقافي البريطاني لبحث آليات التعاون المُشترك    برعاية «ابدأ».. إطلاق أول صندوق للاستثمار الصناعي المباشر في مصر    ختام دورات ترشيد استخدام مياه الري وترشيد استخدام الأسمدة المعدنية بالوادي الجديد    وزير الإسكان: جار تنفيذ 64 برجاً سكنياً بها 3068 وحدةو310 فيلات بالتجمع العمراني "صوارى" بالإسكندرية    البنك المركزي: تسوية 3.353 مليون عملية عبر مقاصة الشيكات ب1.127 تريليون جنيه خلال 4 أشهر    مفتي الجمهورية ينعى الشيخ طحنون آل نهيان فقيد دولة الإمارات الشقيقة    توقع بإدراج إسرائيل الشهر المقبل على القائمة السوداء للأمم المتحدة    القرم ترد على تلميح كييف بقصف جسرها: «إشارة للإرهاب»    غرق عشرات الإسرائيليين في البحر الميت وطائرات إنقاذ تبحث عن مفقودين    وزير الخارجية السعودي يدعو لوقف القتال في السودان وتغليب مصلحة الشعب    أهالي الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريق محور أيالون بتل أبيب    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين    قمة روما ويوفنتوس تشعل الصراع الأوروبي    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    صباح الكورة.. الزمالك يفاوض ساحر دريمز وتطورات تجديد عقد نجم ريال مدريد ونجم الهلال يقتحم حسابات الأهلي    بسبب معاكسة فتاة.. نشوب مشاجرة بين طلاب داخل جامعة خاصة في أكتوبر    ارتفاع درجتين.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    حملات أمنية ضد محاولات التلاعب في أسعار الخبز.. وضبط 25 طن دقيق    ماس كهربائي.. تفاصيل نشوب حريق داخل مخزن ملابس في العجوزة    "فى ظروف غامضة".. أب يذبح نجلته بعزبة التحرير بمركز ديروط بأسيوط    القبض على 34 شخصا بحوزتهم مخدرات بمنطقة العصافرة بالإسكندرية    ماذا حقق فيلم السرب في أول أيام عرضه داخل مصر؟    عصام زكريا ل "الفجر": مهرجان القاهرة السينمائي أكبر من منافسة مهرجانات وليدة واسمه يكفي لإغراء صناع الأفلام    كيف تحتفل شعوب العالم بأعياد الربيع؟    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الأحد.. «أرواح في المدينة» تعيد اكتشاف قاهرة نجيب محفوظ في مركز الإبداع    على طريقة نصر وبهاء .. هل تنجح إسعاد يونس في لم شمل العوضي وياسمين عبدالعزيز؟    أول تحرك برلماني بشأن الآثار الجانبية للقاح كورونا «أسترازينيكا» (تفاصيل)    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    البصمة ب 1000 جنيه.. تفاصيل سقوط عصابة الأختام المزورة في سوهاج    المركزي يوافق مبدئيا لمصر للابتكار الرقمي لإطلاق أول بنك رقمي"وان بنك"    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار جزء من طريق سريع في الصين إلى 36 شخصا    نشاط الرئيس السيسي وأخبار الشأن المحلي يتصدران اهتمامات صحف القاهرة    فاتن عبد المعبود: مؤتمر اتحاد القبائل العربية خطوة مهمة في تنمية سيناء    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    «هونداي روتم» الكورية تخطط لإنشاء مصنع جديد لعربات المترو في مصر    الكشف على 1361 مواطنا ضمن قافلة «حياة كريمة» في البحيرة    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ديميترى بريجع يكتب: الإرهاب يضرب موسكو
نشر في المصري اليوم يوم 12 - 04 - 2024

فى أحداث مروعة هزت العاصمة الروسية موسكو فى 22 مارس (آذار)، وخلّفت مأساة كبيرة، شهد مبنى «كروكوس سيتى» واحدة من أبشع الهجمات الإرهابية فى تاريخ البلاد. بينما مازالت الأنظمة الأمنية تتابع الأحداث، وتسعى إلى التحقيق وتحديد المسؤوليات، يظل الرعب يخيم على الجميع، والأسئلة تتكاثر عن خلفيات هذا الحادث الأليم وتداعياته على روسيا والعالم.
بعد هذا الهجوم الدامى أصدر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف تصريحًا يشير فيه إلى محاولات دول الغرب إقناع روسيا بأنه لا علاقة لأوكرانيا بالهجوم الإرهابى. ورغم محاولات الإقناع، فإن موسكو ترفض بشدة استبعاد هذه الفرضية.
التصريحات التى أطلقها لافروف تسلط الضوء على التوترات السياسية المتزايدة بين روسيا وأوكرانيا، وهى لم تكن مجرد تصريحات، بل كانت دعوة للتحقيق الدولى فيما حدث. وهى تشير أيضًا إلى الجهود الجادة التى يبذلها الغرب لتبرئة أوكرانيا من الشبهات، لكن مع تواصل التحقيقات، ظهرت تفاصيل تشير إلى وجود صلات ربط بين المهاجمين والقوميين الأوكرانيين.
وقد كشفت السلطات الروسية عن هويات المشتبه فى تنفيذهم الهجوم الإرهابى، والذين اعتُقلوا ووُجهت إليهم تهمة العمل الإرهابى وفقًا للقانون الجنائى الروسى.
تصاعدت الأصوات التى تدعو إلى ضرورة التصدى بحزم لظاهرة الإرهاب الدولى، سواء داخل روسيا أو خارجها، وضمان توفير الأمن والسلام للمواطنين، فالإرهاب لا يمثل تهديدًا للدولة التى يحدث فيها فقط، بل يمثل تحديًا عالميًّا يتطلب تعاونًا دوليًّا للتصدى له، ومحاسبة من يقف وراءه.
بالنظر إلى هذه الأحداث المأساوية، يتعين على المجتمع الدولى الوقوف بجانب روسيا فى مواجهة الإرهاب، وتعزيز التعاون الدولى لمواجهة هذا التحدى الخطير. ولابد من أن يكون الرد على الإرهاب شاملًا وفعّالًا، ويشمل جهودًا لمكافحة الفكر المتطرف، وتعزيز التعاون الدولى فى مجالات الأمن والمخابرات.
تجدر الإشارة إلى أن الهجوم على مركز التجارة «كروكوس سيتى» ليس الحادث الأول من نوعه الذى تشهده روسيا؛ فقد شهدت البلاد سلسلة من الهجمات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، مما يجعل مكافحة الإرهاب أولوية قصوى للحكومة الروسية، والمجتمع الدولى بأسره.
من الضرورى أن تكون الاستجابة للإرهاب شمولية ومتعددة الأوجه، وتشمل جميع الجوانب السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، فالقضاء على الإرهاب ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل يتطلب تضافر الجهود من المجتمع الدولى بأسره، بما فى ذلك الجهات الحكومية، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدنى.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغى للدول أن تعمل على محاربة جذور الإرهاب وعوامله المحفزة، مثل الفقر، والظلم الاجتماعى، وانعدام الفرص الاقتصادية، التى قد تجعل الأفراد عرضة للتطرف والإرهاب؛ ومن ثم، يتعين على المجتمع الدولى العمل على تعزيز التنمية المستدامة، وتحقيق العدالة الاجتماعية للحد من انتشار ظاهرة الإرهاب.
يجب على الدول أيضًا تعزيز التواصل والتعاون الدولى فى مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتحقيقات الجنائية، وتبادل الخبرات والتجارب فى مكافحة الإرهاب، فالتعاون الدولى فى هذا الجانب يمكن أن يسهم كثيرًا فى تقليل خطر وقوع هجمات إرهابية، وضمان أمن المواطنين وسلامتهم.
تفاصيل الهجوم الإرهابى فى موسكو
التفاصيل الجديدة التى كشف عنها الأمن الروسى تسلط الضوء على طبيعة التخطيط الدقيق والتنظيم الذى قام به المهاجمون فى هجوم كروكوس الإرهابى، فإشعال النار عمدًا فى مخارج الطوارئ يظهر أن المهاجمين كانت لديهم استراتيجية محكمة، وذلك بقطع طريق الهروب، ومنع عمليات الإخلاء والإنقاذ.
تلك الأفعال تعكس درجة الوحشية التى تتسم بها جماعات الإرهاب كتنظيم الدولة الاسلامية، وتبرز حاجة الدول إلى تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتصدى لهذه الأعمال الشنيعة. كما تظهر أهمية تعاون الأجهزة الأمنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية للتصدى للتهديدات الإرهابية على الصعيدين الوطنى، والدولى.
من جهة أخرى، يلقى هذا الكشف الضوء على أهمية تأكيد الإجراءات الأمنية، وسلامة المبانى، وخطط الطوارئ فى الأماكن العامة، وضرورة تحسين التدريبات والتحضيرات لمواجهة حوادث الإرهاب، والتصدى لها بفاعلية.
يعكس ارتفاع عدد الجرحى والقتلى تفاقم الوضع الإنسانى الذى يخلفه الإرهاب، ومن ثم فإن الاستجابة الفعّالة لهذه الأحداث ليست فقط بتحقيق العدالة، ولكن أيضًا بتقديم الدعم والرعاية للضحايا وعائلاتهم، وتعزيز التضامن الدولى لمساعدة الدول المتأثرة فى مواجهة آثار الإرهاب.
مقارنة بين الهجوم الإرهابى فى كركوس هول سيتى وأزمة رهائن مسرح موسكو عام 2002 يمكننا أن نجد عدة تشابهات واختلافات بين الهجوم الإرهابى فى كروكوس سيتى وأزمة رهائن مسرح موسكو عام 2002:
التشابهات
الهدف: فى كلتا الحادثتين، كان الهدف من الهجوم الإرهابى هو لفت الانتباه إلى مطالب سياسية معينة، حيث طالب المهاجمون فى كلتا الحالتين بانتهاء الحرب، وانسحاب القوات الروسية من مناطق معينة.
العنف والتهديد: فى كلتا الحادثتين، استخدم المهاجمون العنف والتهديدات لتحقيق أهدافهم، مما أدى إلى سقوط ضحايا، وإحداث حالة من الفوضى والذعر بين السكان المحليين.
الرد الأمنى: فى الحالتين، استخدمت السلطات الروسية القوة لإنهاء الأزمتين، سواء من خلال إطلاق غازات سامة فى المواقع المحتجزة، أو من خلال الاقتحام المباشر للمبانى.
الاختلافات
الوقت والمكان: وقع الهجوم فى كروكوس سيتى عام 2024، فى حين حدثت أزمة رهائن مسرح موسكو عام 2002، مما يعكس انقضاء فترة زمنية طويلة بين الحادثتين.
الطريقة المستخدمة: فى كروكوس سيتى، أطلق المهاجمون النار داخل مركز تجارى مزدحم، فى حين حاصر المسلحون فى أزمة المسرح مبنى المسرح، واحتجزوا رهائن داخله.
عدد القتلى والضحايا: يعكس عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا فى كلتا الحادثتين الفارق فى نطاق الأزمة، وحجم الهجمات، حيث تسببت أزمة المسرح فى وفاة أكثر من 170 شخصًا، فى حين أسفر الهجوم فى كروكوس سيتى عن وفاة أكثر من 130 شخصًا، وإصابة أكثر من 140 آخرين.
تقارير التنظيم بخصوص الهجوم الإرهابى
فى تقرير تنظيم الدولة الإسلامية بعد أسبوع من الهجوم الارهابى، تم تسجيل هجوم إرهابى فى منطقة الزعفران، وقد أسفر هذا الهجوم، الذى لم يُنسب إلى ولاية خراسان التابعة للتنظيم فى أفغانستان، عن مقتل وإصابة 44 شخصًا، كما جاء فى مخطط المعلومات الرسومى المرفق بالتقرير.
ويلاحظ أن تقرير تنظيم الدولة الإسلامية قد أشار إلى روسيا بشكل محدد، حيث وُضعت هذه البلاد فى سطر منفصل، مع الإشارة إلى العدد 500 فى العمود المتعلق بعدد القتلى والجرحى.
كما وُجِد فى الجدول المخصص لعدد العمليات التى نفذتها الولايات المختلفة لتنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسبوع، أن ولاية خراسان نفذت عمليتين، فى حين نفذت ولاية روسيا عملية واحدة.
من الجدير بالذكر أن تقارير الدولة الإسلامية سابقًا لم تتضمن ولايات خاصة بروسيا فى القوائم المعلنة، وهو ما يعنى أن التنظيم أصبح يعتمد فى سياسته أن روسيا هى مركز عملياتى منفرد عن سوريا والعراق، وأفغانستان، وهو أمر خطير بالفعل؛، لأن هذا يعنى أنه قد يكون للتنظيم عدد كبير من الخلايا النائمة فى الداخل الروسى، وقد يكون هناك تهديد مستقبلى من التنظيم، وأعتقد أن هذه الخلايا قد تكون موجودة فى منطقة القوقاز، وفى مناطق أخرى.
نتائج هجمات جنود الدولة الإسلامية
تهديد باستهداف روسيا قبل الهجوم الإرهابى
فى شهر فبراير (شباط) قدم تنظيم الدولة الإسلامية ما يشبه النداء إلى السلطات الروسية. فى الثامن عشر من فبراير (شباط) 2024، نشرت إحدى القنوات على تطبيق التليجرام، المرتبطة بوكالة أخبار تتبع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مقطع فيديو مدته 55 دقيقة عن التوتر بين فرع داعش فى أفغانستان وحركة طالبان.
فى هذا الفيديو، يُدين داعش أولئك الذين دعموا طالبان فى تولى الحكم، ومنها الولايات المتحدة، والهند، والصين، وروسيا.
فى الجزء المتعلق بروسيا، يُقدم التعليق الصوتى الآتى: «من بين المجرمين الذين سعوا لإقامة علاقات مع طالبان، هناك الروس، الذين خربوا الأرض بالفساد. لقد اقتحموا بيوت المسلمين، وتجاوزوا كل الحدود، قاتلوا وشردوا الناس فى مناطق متفرقة.
ومع تغير إيمانهم، تغيرت العلاقة معهم اليوم، حيث أصبحوا حلفاءً للروس من خلال التعايش السلمى مع طالبان.
ومع ذلك، لدى الأفغان فى خراسان رأى آخر، ولذلك قاموا بعملية ضد الروس، خلطوا دماءهم بدماء الصليبيين الروس فى السفارة الروسية فى خراسان بتاريخ 5 سبتمبر (أيلول) 2022.
يتبع ذلك فى الفيديو مقاطع من حفل استقبال فى السفارة الروسية، حيث كان السفير الروسى فى أفغانستان، ديميترى جيرنوف، ونائب وزير الخارجية فى الحكومة المؤقتة لطالبان، محمد عباس ستانيكزاى، حاضرين.
وفيما بعد، يأتى نداء من شخص متشدد يزعم أنه نفذ عملية تفجيرية قرب جدران السفارة الروسية.
تتبع النداء أغنية باللغة الروسية تقول: «قريبًا، قريبًا جدًّا، سوف يسفك الدم…»، وهى الأغنية التى استخدمتها داعش فى حملتها الدعائية عام 2015.
يبدو أن هذا النداء يندرج ضمن استراتيجية داعش لتوجيه التهديدات والضغوط النفسية إلى الدول والمجتمعات التى تتعارض مع أهدافها الإرهابية.
يبدو أن روسيا، إلى جانب الهند، والصين، والولايات المتحدة، وغيرها من الدول، كانت ضمن الدول التى استهدفها داعش بهذا النداء، مما يظهر توسع نطاق أهداف التنظيم، وتصاعد مستوى التهديد الذى يمثله.
من المهم التنبه أن تنظيمات مثل داعش لديها القدرة على التخطيط وتنفيذ أعمال إرهابية فى أى مكان، بما فى ذلك روسيا؛ لذا يجب على السلطات الروسية والمجتمع الدولى أن يكونوا على يقين من ضرورة مواجهة هذا التهديد بكل حزم وفعالية.
من الأمور المثيرة للتساؤل فى هذا السياق: ما أسباب هذا النوع من الهجمات وجذوره؟ وكيف يمكن للسلطات الروسية تعزيز جهودها فى مكافحة الإرهاب وتأمين البلاد؟ وما الإجراءات التى يجب اتخاذها لضمان عدم تكرار هذه الهجمات فى المستقبل؟.
بمراجعة الوقائع والتحليل الدقيق، يمكننا فهم السياق السياسى والاجتماعى لهذه الأحداث، وتطبيق الحلول اللازمة للتصدى للتهديدات الأمنية، والمحافظة على استقرار المجتمعات.
ردة فعل تنظيم الدولة الإسلامية بعد اتهام روسيا للغرب وأوكرانيا
الهجوم الإرهابى الذى شهدته قاعة مدينة كروكوس فى روسيا أثار موجة من الانتقادات والاتهامات، حيث تعمدت السلطات الروسية توجيه اللوم إلى الدول الغربية. وفى بيان صادر عن المسلحين المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تم تأكيد فشل روسيا فى مواجهة هذا الهجوم الدموى.
بيان المسلحين أشار إلى أن السلطات الروسية لم تكن قادرة على منع الهجوم، الذى كان من المقرر أن يكون أكثر دموية مما كان عليه فى النهاية، حيث كان المهاجمون ينوون إطلاق النار على الحاضرين، وإشعال النيران فى المبنى. وبالرغم من امتلاك المسلحين أسلحة كافية لارتكاب مزيد من الجرائم، فإن عطلًا فنيًّا فى بعض البنادق حال دون تنفيذهم هذا الخطط الدموية، مما دفعهم إلى الانسحاب بسرعة.
وفى محاولة لتفادى الاعتراف بالفشل الكبير فى مواجهة المجاهدين، حاولت السلطات الروسية تحميل الدول الغربية مسؤولية الهجوم، معتبرة أنها تتواطأ مع الإرهاب. ويعكس هذا التصريح البيانى للمسلحين استراتيجية التضليل التى تستخدمها تنظيمات الإرهاب للتغطية على هزائمها، وفشلها فى تحقيق أهدافها.
"ومن اللافت أن (النبأ) (الصحيفة التى تُوزَّع نيابة عن تنظيم داعش) تسعى إلى توجيه اتهامات بالتواطؤ لروسيا بخصوص استجواب المعتقلين، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تخدم مصالحها السياسية، وتهدف إلى تغطية الخسائر التى منيت بها من جراء هجمات المجاهدين.
بشكل عام، يبرز هذا النص أهمية التعامل الحذر مع البيانات الإرهابية، وضرورة عدم الوقوع فى فخ التضليل والتشويش الذى تسعى إليه هذه التنظيمات، ومن ثم يعزز النص دور وسائل الإعلام فى نقل المعلومة بدقة وموضوعية، دون أن تكون مجرد وسيلة لنقل رسائل الإرهاب، ولكن تلك الوسائل الإعلامية مهمة لفهم أن داعش يستغل كل الفرص الممكنة لضرب روسيا من الداخل، كما فعلها فى 22 من مارس (آذار)، وقد يستغل فرصًا فى دول أخرى.
تزامنا مع مرور عقد على إعلان الخلافة
اتهام روسيا للطرف الأوكرانى بتمويل الهجوم الإرهابى فى كروكوس
تلقت لجنة التحقيق أدلة تشير إلى اتصال الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم على قاعة كركوس بالقوميين الأوكرانيين. وفقًا لتحقيق اللجنة، تأكد هذا الاتصال بناءً على دراسة الأجهزة التقنية التى تم الحصول عليها من المهاجمين، وتحليل المعلومات المتعلقة بالمعاملات المالية.
وأكدت لجنة التحقيق، بعد اجتماع عملياتى، أن هناك أدلة مؤكدة تشير إلى أن مرتكبى الهجوم الإرهابى تلقوا تمويلًا كبيرًا من الأموال والعملات المشفرة من أوكرانيا، استُخدم فى التحضير للجريمة.
وفى تعليق كونستانتين سيمونوف، المدير العام للصندوق الوطنى لأمن الطاقة، والأستاذ فى الجامعة المالية، أشار إلى أن الوكالات الإنفاذية ستقدم دليلًا على تورط أوكرانيا فى الهجوم الإرهابى.
المتهمون فى الهجوم الإرهابى.. من هم؟
المتهمون فى الهجوم الإرهابى
المتهم الأول هو داليرجون باروتوفيتش ميرزوف، يبلغ من العمر اثنين وثلاثين عامًا، وأقر بذنبه بالكامل فى أثناء الجلسة القضائية. قد حصل على تسجيل مؤقت فى نوفوسيبيرسك، لكن صلاحيته انتهت قبل الهجوم، ويُعتقد أنه انتهك قوانين الهجرة مرارًا وتكرارًا، وكان تحت مراقبة الشرطة منذ عام 2011.
المتهم الثانى هو سيداكرامى مورودالى راشاباليزودا، يبلغ من العمر ثلاثين عامًا، ولم يكن يعمل رسميًّا فى أى مكان. اتُّخذ قرار بحبسه خلف القضبان بعد تغريمه فى بودولسك لتجاوز فترة الإقامة فى روسيا، واعتُقل فى منطقة بريانسك بعد محاولته الاختباء فى الغابة.
المتهم الثالث هو شمس الدين فريدونى، يبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، وأقر أيضًا بتنفيذ الهجوم. وصل إلى روسيا من إسطنبول بداية شهر مارس (آذار)، ونشر صورًا على وسائل التواصل الاجتماعى، من بينها صور فى مسجد الفاتح. ادعى أنه سافر إلى تركيا للحصول على وثائق.
أما المتهم الرابع، محمد سوبير زوكيرشونوفيتش فايزوف، فهو الأصغر بعمر تسعة عشر عامًا، وغير متزوج، وكان يعمل مصفف شعر قبل أن يترك هذا العمل فى يناير (كانون الثانى). تم توزيع مقطع فيديو على الإنترنت يظهر فيه إرهابى يجبر على أكل جزء من أذنه، وقد اعتُقِل على كرسى متحرك.
يُواجَه المتهمون اتهامات بموجب القانون الجنائى الروسى، بالفقرة «ب» من الجزء الثالث من المادة ال 205، التى تتعلق بارتكاب هجوم إرهابى تسبب فى وفاة شخص. وتُنص هذه المادة على عقوبة السجن لمدة تتراوح بين خمسة عشر وعشرين عامًا أو السجن مدى الحياة.
الالتفاف على التحقيق
عندما نُشرت فيديوهات التحقيق مع الإرهابيين، كانت هناك بعض الفرضيات عن أن الإرهابيين قدموا معلومات غير صحيحة فى أثناء التحقيق، للتلاعب مع جهات التحقيق، وقد يكون ذلك صحيحًا، فمن الواضح أن هؤلاء الإرهابيين مروا بتدريب معين للتلاعب مع جهات التحقيق، وحمل السلاح.
الإرهابيون يمكن أن يستخدموا عدة استراتيجيات لخداع جهات التحقيقات، وهذا قد يتضمن عددًا من الطرق والتكتيكات المختلفة، وإليك بعض الأمثلة التاريخية والأدلة التى تشير إلى كيفية قيام الإرهابيين بذلك:
التمويه والاندماج فى المجتمع
بعض الإرهابيين قد يتبنون هويات زائفة، ويُظهرون أنهم أعضاء فى المجتمع المستهدف. يمكنهم أن يندمجوا فى المجتمع المحلى، ويبنوا شبكات اجتماعية للحصول على معلومات، ويمكنهم إخفاء عملياتهم الإرهابية.
ينشر بالتعاون مع مركز الدراسات العربية الأوراسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.