شن جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، عدة هجمات على مناطق متفرقة فى غزة بعد ساعات من اغتياله 3 من أبناء رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، و4 من أطفالهم فى غارة استهدفت سيارتهم فى مخيم الشاطئ غرب غزة، فى الوقت الذى تواصل فيه إسرائيل التلويح باجتياح رفح رغم التحذيرات الدولية. ولاتزال المفاوضات بشأن تبادل أسرى بين الجانبين الإسرائيلى وحركة حماس مستمرة فى انتظار رد حركة المقاومة الإسلامية حماس على الورقة التى قدمها المفاوضون فى اجتماع القاهرة الأخير، إذ تصر حماس على عودة النازحين من شمال غزة لمناطقهم وبلداتهم وسط وشمال القطاع دون قيد أو شرط وانسحاب قوات الاحتلال من أراضى القطاع. ميدانيًا، بدأت الفرقة 162 التابعة للجيش الإسرائيلى والمدعومة بسلاح الجو الإسرائيلى عمليات عسكرية محدودة فوق الأراضى وبلديات وسط قطاع غزة، فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى حربها التدميرية وارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والتجويع فى قطاع غزة فى ثانى أيام عيد الفطر، إذ صعدت من قصفها الجوى والمدفعى على مخيم النصيرات، فى وقت استمرت فيه بارتكاب المجازر. وبدأ الاحتلال أمس «ثانى أيام العيد» عدوانًا واسعًا على شمال مخيم النصيرات، إذ شنت طائرات الاحتلال غارات مكثفة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ودمرت العديد من الأبراج السكنية واستهدفت مسجدين، وأفادت مصادر محلية باستشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال شقة سكنية ومدرسة شمال مخيم النصيرات. كما شنت طائرات الاحتلال أحزمة نارية متتالية شمال المخيم، واستهدفت مسجدى ذو النورين ومعاذ بن جبل، وقصفت مدفعية الاحتلال أحد أبراج الصالحى شمال النصيرات. وتوغلت دبابات الاحتلال شمال مخيم النصيرات من جهة شارع صلاح الدين، والمغراقة، وسط إطلاق نار من قبل الطيران المروحى، وتدمير عدد كبير من الأبراج السكنية فى مدنية الزهراء. وأفادت مصادر محلية باستشهاد مواطنين، فى قصف زوارق الاحتلال الحربية منازل المواطنين فى مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، واقتحمت آليات الاحتلال المدينة من محورها الجنوبى قادمة من بوابة شوفة، واتجهت صوب ضواحى العزب وتحديدًا عزبة الطياح وعزبة ناصر وعزبة الجراد، وجابت شوارعها وتمركزت فى عدة محاور فيها. وارتفع عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر الماضى، إلى نحو 33.482 شهيد، و76049 مصابا، فيما لايزال آلاف المواطنين فى عداد المفقودين تحت الأنقاض وفى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم. فى سياق آخر، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يف بالوعد الذى قطعه مع الرئيس الأمريكى بفتح ميناء أسدود أمام المساعدات لقطاع غزة، وقالت حركة حماس إن استهداف «جيش الاحتلال النازى» لقادة الحركة وأبنائهم وعائلاتهم ما هو إلا «محاولات يائسة من عدو فاشل فى الميدان ومذعور من ضربات المقاومة وبسالتها وكمائنها المحكمة ضد جيشه الجبان». وشددت حماس، فى بيان أمس، على أن هذه المحاولات «لن تفلح فى كسر إرادة الصمود لدى كل أبناء الحركة والشعب الفلسطينى العظيم فى قطاع غزة، ولن تزيدهم إلا ثباتًا وإصرارًا على مواصلة المعركة حتى دحر الاحتلال وتحقيق تطلعات شعبنا فى التحرير والعودة». وقالت حماس إنها «تبارك بكل آيات الفخر والاعتزاز، وبمزيد من الرضا والتسليم والإيمان والصبر والثبات على درب ذات الشوكة، ومواصلة مسيرة طوفان الأقصى البطولية، للقائد إسماعيل هنية، استشهاد سبعة من أبنائه وأحفاده، وهم الشهداء: حازم وأمير ومحمد وأولادهم: منى وآمال وخالد ورزان». وأشارت إلى أنهم استشهدوا إثر «غارة صهيونية غادرة وجبانة» استهدفتهم فى مخيم الشاطئ فى أول أيام عيد الفطر، وهم ملتحمون مع شعبهم فى خندق واحد، ليلتحقوا بركب نحو ستين شهيدًا من شهداء آل هنية الكرام الأبطال، وقوافل شهداء شعبنا الميامين الأبرار فى معركة طوفان الأقصى. وقالت: «شعبنا بكل مكوّناته وأطيافه موحد فى طريق التحرير والعودة، فى البذل والعطاء والصبر كما فى التضحية والفداء والاستشهاد، ويقدم من دماء وأرواح قادته ورموزه وأبنائهم وأحفادهم، كما يقدّم كلّ أبناء الشعب الفلسطينى فى هذه المسيرة المباركة». فى حين قال «هنية»: «يتوهم الاحتلال حالما أن تصعيد إرهابه وحرب الإبادة الجماعية وقصفه الهمجى ضد المدنيين العزّل من أبناء شعبنا فى قطاع غزة، سيحقّق له إنجازا فى مسار المفاوضات بعد فشله الذريع فى تحقيق أى من أهدافه العدوانية». وفى سياق آخر، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، حملة دهم فى أرجاء متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة، واقتحمت العديد من المنازل ونفذت اعتقالات. وفى طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس، 5 مواطنين من مدينة طولكرم وضاحية شويكة شمالها، وأفادت مصادر محلية باعتقال قوات الاحتلال المحرر فؤاد الشلبى بعد مداهمة منزله فى عزبة الطياح، ويمان شديد من منزله فى عزبة الجراد شرق طولكرم، وصهيب غانم الشيخ غانم والمحرر أحمد الشيخ غانم من ضاحية شويكة.
