حرص المتحف اليونانى الرومانى في الاسكندرية، تزامنًا مع يوم المياه العالمي لعام 2024، على إلقاء الضوء على الدور المحوري للمياه في إرساء السلام والاستقرار والازدهار، حيث أدرك المصريون منذ أقدم العصور أهمية مياه النهر من أجل قيام الحضارة، ولعل العبارة الشهيرة للمصريين القدماء «أنا لم ألوث مياه النهر»،جاءت حاضرة بهذة المناسبة التاريخية. وقالت ولاء مصطفى، مدير عام المتحف، إن المصري القديم حرص على الحفاظ على مياه هذا النهر وجعل من عدم تلويث مياهه شرطًا لذهابه إلى النعيم في العالم الأخر، ولم يعبد المصري القديم نهر النيل كإله ولكن جسد الفيضان السنوي المثمر في صورة الإله «حعبى»، مشيرة إلى أنه في العصر الروماني أصبح للنهر إله يجسده وهو المعبود نيلوس، وكلمة نيلوس، هو الاسم الذي أطلقه الإغريق على النهر في مصر ومن هذا الاسم جاءت كلمة نيل. وأوضحت أنه بهذة المناسبة، يعرض المتحف اليوناني الروماني جزع للمعبود «حعبى» الذي يجسد فيضان النيل، وتمثالًا للمعبود نيلوس مضجعًا وممسكًا بيده اليمنى سنابل القمح التي ترمز إلى دور مصر باعتبارها سلة القمح للعالم القديم وممسكًا بيده اليسرى قرن الخيرات الذي يرمز إلى الوفرة والرخاء والخير . كما يعرض المتحف، تمثال الملكة كليوباترا السابعة، باعتبارها ملكة بطلمية الأصل مصرية الهوية، ولدت عام 69 قبل الميلاد، وهي ابنة بطليموس الثاني عشر، حيث أثبتت كليوباترا أن جمال المرأة وجاذبيتها دائمًا ما يكون في ذكائها وعقلها وثقافتها، حيث كانت متعلمة ومثقفة بدرجة واسعة وتتقن العديد من اللغات، وكان ذلك سبباً في تربعها على عرش مصر وقلوب قادة روما ليس ذلك فحسب بل حولت الاقتصاد المصري المتهالك إلى إقتصاد قوي ودولة قوية. وظهرت كليوباترا في التمثال بملامح رقيقة وتسريحة شعر مميزة، مع ظهور حيات الكوبرا تحيط بقرص على رأسها بالإضافة إلى كوبرا أخرى تنتصب فوق جبينها على أنها حاكمة مصر، ويتميز تصميم الوجه البيضاوي بعيون كبيرة، واجفانها العلوية والسفلية محددة بوضوح، وتوضع في تجاويف ضحلة تحت الحاجب وطرف الأنف مفقود، والتمثال مصنوع من الحجر الجيري، يعود إلى العصر البطلمى خلال الفترة من 30 إلى 50 قبل الميلاد.
