شهدت فعاليات الدورة 25 لمهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، عرض النسخة المرممة لفيلم صبيان وبنات، الليلة، بحضور مخرجه يسري نصر الله، داخل قصر ثقافة الإسماعيلية، وهو فيلم تسجيلي عن حياة الفنان باسم سمرة وعائلته وأصدقاءه ونشأته ويناقش قضية ارتداء الحجاب، بحضور رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا، د.حسين بكر رئيس المركز القومي للسينما. وخلال فترة عرض الفيلم تم انقطاع التيار الكهربائي أكثر من مرة الأمر الذي دفع القائمين على المهرجان ترحيل كافة العروض التي كانت مقررة بعد عرض صبيان وبنات لحين انتهاء مشكلة انقطاع الكهرباء. [image:2:center] وعقب عرض فيلم صبيان وبنات كشف المخرج يسري نصرالله في ندوة سبب إقدامه على التصدي للفيلم كونه عمل تسجيلي قائلًا: «في تلك الفترة تم نشر مقال بمجلة روزا اليوسف عن لقاء جمع بين أحد منفذي عملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع وزير الداخلية وقتها، وكان هذا الشخص سعيد جدًا وسأله الوزير عن سبب تلك الفرحة، ورد عليه لأنهم انتصورا وكل السيدات أصبحن محجبات في الشارع». وأضاف يسري نصرالله: «وبعدها كنت شاهدا على فترات بداية التيارات المتشددة في جامعة القاهرة، تلك الأمور استفزتني جدًا، وبعدها انتشرت قضية سياسية كبرى في فرنسا بسبب ارتداء فتاة الحجاب أثناء تواجدها في المدرسة هناك». وتابع: «بعدها قررت التصدي لفيلم صبيان وبنات لهذا السبب، وبمجرد أن تحدثت مع باسم سمرة عن فكرة عمل يتناول تلك التحولات الإجتماعية عرض على فكرة تصوير عائلته، رفضت في البداية، لأنني كنت أدرك أنه يحلم بأن يصبح ممثل، لكننى اكتشفت شىء مثير في باسم أن عائلته من بلقاس وتعيش في القاهرة، شاب يتحرك داخل أوساط الكاستينج، يعمل في مدرسة في الصعيد، عائلته جذبتني جداً». وشدد نصرالله: «ناقشت من خلال الفيلم تفسير ارتداء الحجاب، وحرصت على معايشة والتقرب من حياة المشاركين في الفيلم، وبعدها بدأت تصويره، وتركت الحياة هي التي تحرك الأحداث». وعن صعوبة تصوير مثل هذه التجارب أكد: «الفيلم صعب لانني صورت قرابة 75 ساعة ب2 كاميرا، وعملية المونتاج استمرت 8 شهور تقريباً، حاولت تقويل المادة المصورة عن سبب تغير المجتمع، واكشتفت أن المحور الأساسي العلاقات بين الصبيان والبنات في مجتمع محافظ، هذا كان هدف الفيلم في النهاية رغم أن ذلك لم يكن مخطط من البداية». وعن كواليس التصوير أكد: «في مشهد طلبت من كل الأبطال أن يحكوا قصص قصص الحب في حياتهم وفوجئت أن كلها قصص فاشلة وعرضت عليهم اعادتها ورفضوا». وأوضح يسري نصر الله: «حاولنا رصد فكرة الازدواجية التي يعاني منها المشاركين في الفيلم، وأسباب انتشار الحجاب، وأن اطرح أسئلة علىالمتلقي وعلى نفسي كصانع للفيلم، وكانت هناك ثقة بيني وكل شخصيات صبيان وبنات، أنني لن أسيء لأي منهم، وبعد انتهاء التصوير ذهبت لد.درية شرف الدين رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية آنذاك للحصول على تصريح العرض وطلبت حذف مشهد رقص المحجبات في الأتوبيس بنهاية الفيلم وقلت لها انتي مالك،وردت في حال اعتراض أي من المشاركات حول هذا المشهد سوف تقوم بحذفه». وشدد: «ليس لدي القدرة على التصديلفكرة فيلم عن ناس مبحبهاش خاصة افلام المعايشة التسجيلية».