للمرة الخامسة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بدأ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، زيارتة للشرق الأوسط، وفي أولى محطات جولته، وصل بلينكن، إلى المملكة العربية السعودية، ومن المقرر أن تشمل الزيارة مصر وقطر وإسرائيل في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن. وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات منظمات الإغاثة والأمم المتحدة من خطر المجاعة في قطاع غزة، نتيجة لنقص حاد في إمدادات الغذاء والمياه النظيفة بسبب الحرب الدائرة مع إسرائيل. وتهدف الزيارة الجديدة إلى محاولة إرساء هدنة ثانية بالتزامن مع استمرار المفاوضات بمشاركة قطرية مصرية وأمريكية وفرنسية، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة. وقبل جولته الخامسة للمنطقة أكد وزير الخارجية الأمريكي على ضرورة الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة. ويتوقع بأن يناقش بلينكن، مقترح الهدنة التي تجري حاليًا مناقشات حول اقتراح وقف إطلاق النار، والذي تم صياغته خلال محادثات في باريس قبل أسبوع بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومسؤولين من إسرائيل وقطر ومصر، حيث يهدف الاقتراح إلى وقف القتال مؤقتًا لمدة ستة أسابيع وتحرير الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من قبل إسرائيل. وأكدت حماس أنها تحتاج إلى وقت أطول لدراسة الاقتراح، مشيرة إلى عدم توفر بعض التفاصيل، وأشار القيادي في الحركة، أسامة حمدان، إلى ضرورة تحليل الصفقة بعناية، مع التركيز على المصالح القومية وحماية الشعب من أية عدوانات مستقبلية. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض إسرائيل قبول أي اتفاق بأي ثمن لإطلاق الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، مشددًا على أن جهود تحرير الرهائن ستستمر دون التوافق على أي صيغة من الاتفاقات. وينصّ مقترح الهدنة الجديد على وقف إطلاق النارلمدة ستة أسابيع مبدئيا، بينما تفرج حماس عن الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين. وصرح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، الأحد بأن القضايا الإنسانية في قطاع غزة ستكون من بين أولويات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال جولته الراهنة في منطقة الشرق الأوسط. ومن بين أولويات بلينكن في هذه الزيارة العمل على تأمين المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، الذين يواجهون تحديات كبيرة جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة. وأكد سوليفان لشبكة CBS الأمريكية أن احتياجات الشعب الفلسطيني ستكون في صلب اهتمامات الولاياتالمتحدة، مضيفًا أنه من الضروري الوصول إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، بما في ذلك مواطنون أمريكيون، خلال هدنة إنسانية. وأشار إلى أن هذا الإجراء يخدم مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، مؤكدًا التزامهم بالضغط بلا كلل من أجل تحقيق هذا الهدف الحيوي بالنسبة لهم. وأوضح أن الكرة الآن في ملعب حماس فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق مثل هذا، مشيرًا إلى قبول مقترح من جانب الإسرائيليين. وأعلن المسؤول الأمريكي عزم بلينكن ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل السماح بزيادة كميات الغذاء والماء والدواء التي يمكن دخولها إلى غزة، حيث تعاني القطاع من الدمار الشامل جراء القصف الإسرائيلي الشديد. ويأتي هذا في وقت تظهر فيه إدارة بايدن تزايد الإحباط بشكل تدريجي تجاه إسرائيل، حيث فرضت عقوبات قبل أيام على مستوطنين متطرفين، على الرغم من عدم دعم الولاياتالمتحدة للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.
