«ميراث الدم» هو ما تنتظره إسرائيل في اليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة، التي تنزف يوميًا المئات من أبنائها وتتفاقم أوضاعها الصحية، بعدما قررت إسرائيل أن صورة النصر التي ستحصل عليها انتقامًا من هجمات السابع من أكتوبر، هي اقتحام مستشفيات غزة وضربها والقبض على الطواقم الصحية داخلها. «ميراث الدم» هي حملة تقودها «المصري اليوم» من خلال نشر شهادات من المستشفيات في قطاع غزة عن حجم الجرائم الإسرائيلية وانتهاك جيش الاحتلال للقانون الدولي وميثاق حقوق الانسان للأمم المتحدة، واثبات عدم تفريق اسرائيل بين المدنيين وعملها المعمد على افقار القطاع حتى من منظومته الصحية التي حرمت كافة القوانين الدولية استهدافها. اقرأ أيضًا: مدير مستشفى النجار بغزة: «مصابنا بسبب الاحتلال أكبر من وباء كورونا» مستشفيات غزة.. مسؤولو القطاع الصحي يكشفون وقائع إجرامية للاحتلال وظروف العمل فضح جريمة الاحتلال في القطاع الصحي يمكن أن تتمحور حول صبحي سكيك فهو ليس مجرد اسم أو مدير مستشفى، حيث يشير إلى أنه كان مسؤولا عن مستشفى الصداقة التركي القريب من القطاع الشمالي من قطاع غزة قبل أن تستهدف قوات الاحتلال بالمدفعية والطيران واقتحاما من البر، حيث كان من أوائل المستشفيات التي تم استهدافها في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ويشير في تصريحات ل«المصري اليوم» إلى أن الفترة الماضية انتقل إلى 3 مستشفيات مختلفة وجميعها تم استهدافها من الجيش الإسرائيلي الذي يعمل على استهداف كل ما هو ممكن لمنع الحياة عن الشعب الفلسطيني، وخاصة أهالي قطاع غزة الذين يواجهون كافة أنواع الابادة للشهر الثالث على التوالي دون نظر من المجتمع الدولي. وحسب الدكتور صبحي سكيك، فإنه تحرك من مستشفى الصداقة التركي بعدما خرج من الخدمة ثم ذهب إلى مستشفى دار السلام في مدينة خان يونس جنوب القطاع والتي خرجت من الخدمة نتيجة المعارك الضارية وغير المسبوقة في المنطقة بين جيش الاحتلال والمقاومة فيما يعمل الآن لمساعدة القطاع الصحي في مستشفيات يوسف النجار وناصر في خان يونس وشهداء الأقصى في المنطقة الوسطى، ما يرفع عدد المستشفيات التي عمل بها خلال فترة الحرب إلى 6 تقريبًا وجميعها تم استهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ويعد مستشفى الصداقة التركي الوحيد المتخصص في علاج السرطان داخل قطاع غزة حيث تم انشاءه بموجب اتفاق تركي فلسطيني لإغاثة أهالي القطاع خاصة من مرضى السرطان الذين يواجهون معاناة مضاعفة نتيجة القصف الإسرائيلي والاستهداف للمدنيين والقطاع الصحي، فيما لم يعد هناك أي مستشفى متخصص لعلاج مرضى السرطان داخل قطاع غزة بعد خروج مستشفى الصداقة التركي عن الخدمة. ويشير الدكتور صبحي سكيك، الذي خدم في 6 مستشفيات خلال مدة شهرين فقط، إلى أن القطاع الصحي هو الهدف الرئيسي لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب حيث يحاول جمع صور مختلفة تثبت انتصاره وفي النهاية فشل في كل هذه المحاولات وبقيت غزة أبيّة مستمرة في مقاومتها رغم تخلي الجميع عنها، حسب قوله. اقرأ أيضا: مشاهد مأساوية يكشفها الأطباء تحت حصار النيران 7 أكتوبر.. طوفان الأقصى وتشن إسرائيل حرب إبادة جماعية غير مسبوقة بريا وبحريا وجويا على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة قطاع غزة، وأوقعت حتى الآن قرابة 20 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة للشهر الثالث على التوالي، فيما وقع أكثر من 3 آلاف قتيل في الضفة الغربية التي يحاصر فيها الاحتلال عدة مستشفيات منها مستشفى جنين. وأوقعت المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر أكثر من 1200 قتيل في مستوطنات غلاف غزة، بينما تخوض معارك ضارية على جبهات القتال ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اعترف بمقتل أكثر من 100 جندي منذ الحرب التي يخوضها ضد سكان قطاع غزة، وأكثر من 500 جندي منذ هجمات السابع من شهر أكتوبر الماضي.
