شهدت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ، التي تقام في جدة، بالمملكة العربية السعودية، عرض الفيلم الأردني «إن شاء الله ولد» ، ضمن مسابقة البحر الأحمر ، بحضور عدد كبير من رواد المهرجان، وهو من إخراج أمجد الرشيد، وبطولة منى حوا، هيثم العمري، يمنى مروان. وتدور أحداث الفيلم حول ربة منزل أردنية تدعى «نوال» من مجتمع لأسرة متوسطة ، تستيقظ لتجد زوجها ميتًا إلى جانبها في الفراش وتبدأ مشاكلها، حيث تجد نفسها معرضة للهجوم من قبل صهرها الّذي أخذ يطالب بنصف منزلها، وبحضانة ابنتها، وبسداد ديون زوجها الّتي لم تكن على علم بها، ليكون أملها الوحيد هو أن تكون حاملاً بولد، إذ سيكون له الحق في إرث منزلهم، فتخوض «نوال» معركة يائسة من أجل حقها في عيش حياة طبيعيّة. وعقب عرض الفيلم تم تنظيم ندوة بحضور مخرجه أمجد الرشيد، أدارها أنطوان خليفة، مدير برنامج «روائع عربية» بالمهرجان. وقال مخرج الفيلم، إنه فخور بعرضه للجمهور العربي من خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، لافتا أنه يتواصل مع الجمهور من خلال قصة مليئة بالحزن الذي تعيشه المنطقة غب غزة وفلسطين، متمنيًا أن يسود السلام ويتوقف الرعب، وأن يحل السلام أيضا على السودان، ولكل العرب. وأضاف: « أول فيلم طويل بالنسبة لي قررت تناول قضية نسائية متعلقة بالميراث، فالعمل يناقش قضية حقوقية، والمرأة تستحق أن يتم مساندتها لأنها نصف المجتمع حتى يتطور ويتقدم فيجب أن تحصل على حقوقها، والقصة إنسانية يتخللها قضايا إجتماعية، والأحداث حول قصة امرأة بالفعل لكن بالنسبة لي أعتبرها قصة مجتمع». وتابع: «انقسام السيناريو ما بين امرأة تريد الإنجاب وأخرى تريد الإجهاض والتخلص من ابنها ، كان مقصود من البداية مرحلة الكتابة بيني و«رولا»، وتحدثنا أن تكون القصة الرئيسية حول امرأة يطلب منها المجتمع أن يكون لها ولد، ولكن في الجانب الآخر هناك امرأة تريد الانفصال وتواجه الكنيسة وحملها في نفس التوقيت ، وبالتالي فإن «اإن شاء الله ولد» يناقش القوانين الاقتصادية والاجتماعية على المرأة. واستكمل مخرج الفيلم: «القصة مستوحاة من إحدى المقربين لي، لسيدة أعطت كل حياتها لزوجها وابنتها، وأنفقت على البيت من أموالها الخاصة، وكتبته باسم زوجها، وبعد وفاته جاءوا أهله ليقولوا لها لن نسمح لك العيش في البيت»، مضيفًا: «كان السؤال هل من الممكن أن تواجه «نوال»، وتقول لهم أنه حقها وهي من دفعت ثمن المنزل من ميراثها وليس لولدكم أم تستسلم لمعاملتهم السيئة؟». وأضاف: «مهموم برصد قصة سيدات نجحن في المجتمع الأردني، وهو ما أثرى على شخصية «نوال» التي أبحث عنها، قوية لا تستلم بسهولة، يجدن نفسهن الحلقة الاضعف بسبب القانون والمجتمع وهو ما أعكسه من خلال شخصية «نوال»، والتي حاولت التصدي لقانون معين في مجتمعنا العربي والأردن تحديدا، ولكن من خلال مناقشة الفيلم في السوق الغربي وعرضه في نيويورك، وفي كل عرض اكتشفت رد فعل الجمهور خاصة السيدات بأنهم تعاطفوا مع شخصية «نوال»، ويرون أنفسهم فيها،هي قصة تعكس واقعنا لكنها تحاكي قصص لسيدات من مجتمعات مختلفة».
