«مطر، وحرب، ومصابون، وشهداء»... كان هذا تعليق المراسل الصحفى الفلسطينى، حمزة الدحدوح، أثناء تغطية الوضع في غزة، أمس الأول، تحديدًا بعد هطول كميات غزيرة من الأمطار، والرياح الشديدة، وحدوث انخفاض مُفاجئ في درجات الحرارة، ما جعل الأمور أكثر صعوبة عن أي يوم مضى. وبعد أن كان يحتفل أهل غزة بهطول الأمطار كل عام، أصبحت مثل كابوس بالنسبة لهم، لم يجد الآلاف الموجودون في الشوارع مكانًا للجوء إليه، أما بالنسبة لآلاف النازحين في الخيام لم يستطيعوا النوم بسبب تسرب المياه إليهم، بجانب الصعوبة الشديدة في نقل المصابين والمرضى، الذين ينقل عدد كبير منهم على العربات الكارو، وصعبت الأمطار رجال الحماية المدنية في عمليات البحث تحت الأنقاض. مصير مجهول يواجهه أهالى غزة مع قدوم الشتاء، ونشر عدد منهم صورًا وفيديوهات يوثقون الوضع، مع دعوة موحدة: «يارب المطر يتأخر هذا العام». ونشرت الناشطة الفلسطينية، بيسان عودة، فيديو لها وهى تجلس في خيمة بسيطة بالشارع وفى حالة من الانهيار: «الجو يُمطر.. وعشرات الآلاف ينامون في الشارع، ليس لديهم مكان يذهبون إليه، وأنا واحدة منهم.. الجو ممطر وبارد جدًا ومغيم». بينما علق حساب باسم محمود زعيتر: «أول مرة في حياتنا نتمنى المطر يتأخر، ارحم يارب عبيدك، الناس مش عارفة تعمل ايه». وأضاف: «90% من سكان غزة موجودون في الخيم والمدارس والشوارع والمخازن.. كلنا نعيش نفس الظروف السيئة والمعاناة.. المطر والسقعة مفاجأة وما حد فينا عامل حسابه». بينما علق الصحفى وائل دحدوح، الذي فقد أغلب أفراد عائلته في قصف وحشى لجنود الاحتلال على منزله: «كأن التاريخ يعيد نفسه والجغرافيا تُفرض ديكتاتوريتها على غزة، ولكن معاناة الهجرة والنزوح في الشتاء طعم آخر». وعلق صالح الجعفراوى: «يارب الشتاء جاء.. ويوجد الكثير لا مأوى لهم»، ووثق عبدالله العطار فيديو للنازحين من الشمال إلى الجنوب، مكتظين داخل مدار الإيواء، وعلق عليه: «نازحون يعانون مرارة الحرب والبرد».
