انطلق اليوم الإثنين، مؤتمر القاهرة الخامس للإعلام في العشرين من نوفمبر الجاري، بمقر الجامعة الأمريكية بالتحرير. قال الكاتب الصحفي علاء الغطريفي، رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، إنه من أنصار أن يطوع الإنسان التكنولوجيا لصالحه وليس العكس، موضحًا أنه عادةً لا يكتفى الناس باستخدام الأدوات التكنولوجية لصالح الصحافة بل ينتهي بهم الأمر متناسين الصحافة لصالح الأداة، وأن هناك ماضي في الاستخدام السيئ للأدوات التكنولوجية بشكل محدد خاصية البث المباشر في الصحافة المصرية والعربي، لذا أصابه القلق مع انتشار موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي في نهاية 2022. أضاف الغطريفي خلال ندوة بعنوان «الذكاء الاصطناعي: آفاق جديدة للصحافة والإعلام»، بمؤتمر القاهرة الإعلامي الخامس، أنه بدأ في استعمال أداة الذكاء الاصطناعي Chat GPT لتقييمها، ومن هناك نشر مقالات عن الأمر التي بدورها تحولت لورقة بحثية وفي النهاية إلى برنامج مصمم لتدريب الصحفيين على الاستخدام المهني في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومن خلال تجربته الشخصية في استعمال أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بناء على هذا الفيديو، لاحظ الغطريفي، أن الأداة بإمكانها إعطاء المستخدم معلومات مضللة وأحيانًا غير حقيقية، مؤكدًا أنه على الرغم من تحسن وتطور الذكاء الاصطناعي المستمر إلا أنه لا يصلح كمصدر أساسي للمعلومات. كما أوضح الغطريفي، أن هناك 14 قيمة ومعايير صحفية، لا يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي الالتزام بها، حيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي مراعاتها في القصة الصحفية، أهمها الاستيفاء، الاستدلال، التقييم الواقعي للقصص، الدقة والتوثيق، إلا في حالة تدخل عنصر بشري. وتطرق الغطريفي خلال كلمته، إلى مزارع المحتوى، وهي عبارة عن منصات تقدم محتوى منخفض الجودة عادةً ما يكون مسروق ومعاد نسخه، ويعمل بشكل مكثف على المواضيع الرائجة «الترند» لحصد الإعلانات، وقال إن الذكاء الاصطناعي التوليدي أعطى قبلة الحياة لمزارع المحتوى، وسيزيد من سرعة إنتاج وانتشار هذا النوع من المحتوى الأمر الذي بدوره سيؤثر على الصحافة بشكل سلبي. وفي النهاية أشار الغطريفي، أنه على الرغم من العوامل السلبية التي تصاحبه، يأتي الذكاء الاصطناعي التوليدي بفرص جديدة وأدوات مفيدة للصحافة، لكنها ستكون ناجحة فقط بإعمال المعايير الصحفية المهنية، وأن الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا للصحافة، مضيفاً أنه من الضروري أن يكون هناك توازن وأنه من الضروري على الصحفي عندما يطوع التكنولوجيا لصالح مهنته على أن لا يتركها تتسيده. الجدير بالذكر أن الندوة كانت بحضور الكاتب الصحفي خالد البرماوي، والكاتب الصحفي محمود التميمي، وهيلدنجن سوادل، مؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة ميديا كلينك برو.