«مصري ولا ضمن المقاطعة» ؟.. سؤال يكاد لا ينقطع عن آذان محمود البائع في أحد محلات السوبر ماركت بمدينة 6 أكتوبر، حيث يشير إلى أنهم احتاجوا إلى التأكد من كافة معلومات تصنيع المنتجات التي يتم ترويجها داخل السوبر ماركت حتى لا يدلون بمعلومة غير حقيقية للزبائن. سارة صاحبة ال23 عاما لم تكن تعرف شيئا عن فكرة موطن الشيء الذي تشتريه، إلا أنها اعتادت على منتجات بعينها سواء للأكل والشرب أو في الملبس، إلا أنه في منتصف أكتوبر الجارى، والأمر اختلف حيث تعتبر اتجاهها لشراء أي من المنتجات التي دعمت جيش الاحتلال الاسرائيلي على الأقل من الصعوبة أن تتعامل معها من جديد مهما حاولت اثبات أن فروعها في مصر لا تخضع للشركة الدولية. ماذا حدث؟ محمود البائع في محل سوبر ماركت وسارة التي تشتري ليسا وحيدين في مسار تغير الاستهلاك في الأسواق المصرية بكافة منتجاتها حيث اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي حملات لمقاطعة المنتجات الأجنبية وخاصة بعد اعلان بعض منها دعم اسرائيل في حربها ضد قطاع غزة على إثر الهجمات التي نفذتها حركة حماس ضد المستوطنات الاسرائيلية. على الفور، اهتمت شركات لها فروع في الدول العربية التأكيد على أنها تنتمي لأوطانها المحلية بشكل كامل ومن هذه الشركات ماكدونالدز والتي فجرت الأزمة حيث تبرعت في الدول العربية بعشرات الملايين للجانب الفلسطيني أيضا وفي مصر أصدرت عدة بيانات من شركة مانو فودز الوكيل لها حيث علقت العلم الفلسطيني على كافة فروعها بالاضافة إلى التأكيد على مصريتها بنسبة 100 %. في جولة داخل سلسلة ماركت شهيرة في القاهرة، ظهر حجم عروض هائلة على عديد الشركات الأجنبية خاصة المشروبات وهو الأمر الذي يظهر في عدد من محلات الأكل الشهيرة التي تحمل أسماء عالمية بينما في سياق متصل يظهر اقبال واضح على منتجات مصرية في نفس المحلات التي لا تزال تبيع كافة المنتجات. ويرى أشرف خيري المسؤول بشعبة الإعلانات باتحاد الصناعات، أنه لا يمكن قياس التأثير بدعوات المقاطعة للمنتجات الأجنبية والإقبال على المصرية إلا بعد 3 شهور، فيما لم يمر سوى 3 أسابيع فقط، مشيرًا إلى أن الأمر بدأ يظهر بشكل واضح ويتم مقابلته بعروض من الشركات الأجنبية، لكن نسب التأثير غير قابلة للقياس في الوقت الحالي. وأضاف خيري أنه على مستوى الإعلانات لم يظهر شيئا ولا يوجد حتى اللحظة اتفاقات جديدة مع شركات مصرية من التي ظهرت بشكل مكثف على مواقع التواصل الاجتماعي حيث لم يتم رصد أي تغيير في خريطة الاعلانات خلال الفترة المقبلة وهو أمر طبيعي ولا تستطع شركة أي ما كانت أن تصرف اعلانات في هذه الفترة في ظل ضبابية واضحة. فيما يشير جلال عمران رئيس شعبة الغذاء في الغرف التجارية إلى وجود تراجع في نسب البيع لدى الشركات الحاملة لأسماء شركات أجنبية بنسبة تصل إلى 40 % خلال الأسابيع الأخيرة منذ إعلان المواطنين المقاطعة لهذه المنتجات رفضا لدعم الشركات لإسرائيل في ظل تعرض الأطفال في فلسطين للقتل. وأضاف رئيس شعبة الغذاء ل«المصري اليوم» أن هناك تراجعا واضحا لبيع المنتجات الأجنبية في مجال الغذاء بينما ارتفاع واضح في الطلب على المنتجات المصرية والتي وصل بعضها إلى حالة يأس خلال الشهور الماضية نتيجة الركود الاقتصادي بينما تشهد ارتفاعا واضحا في الإيرادات وزيادة الطلب عليها من الوكلاء والموزعين. وأشار إلى أن هذا الأمر إيجابي ولأول مرة يتم الترويج للمنتجات المصرية بهذه الطريقة، مطالبا أن يشمل هذا الموضوع كافة المنتجات وليس المنتجات الترفيهية فقط وإنما الصناعية والتجارية خاصة وأن هذه المنتجات لطالما تسببت في أزمة مع ارتفاع أسعار الدولار خلال الفترة الماضية. الخبير الاقتصادي هاني أبوالفتوح قال إن مقاطعة منتجات الشركات العالمية الداعمة لموقف إسرائيل من الأساليب التي دعت إليها العديد من الحركات الشعبية العربية والإسلامية. غير أن الأراء تختلف حول مدى فاعلية هذه المقاطعة، حيث يرى المعارضون أنها غير فاعلة، بينما يرى المؤيدون أنها فاعلة. وأضاف ل«المصري اليوم» تهدف مقاطعة منتجات الشركات العالمية الداعمة لموقف إسرائيل إلى تحقيق الضغط على الشركات العالمية لتغيير سياساتها الداعمة لإسرائيل، وإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال الإسرائيلي، قائلا إن هناك بعض الأدلة على فاعلية مقاطعة منتجات الشركات العالمية الداعمة لموقف إسرائيل، ومنها تراجع مبيعات بعض الشركات العالمية في البلدان العربية والإسلامية بعد إطلاق حملات مقاطعة ضدها. وكذلك إعلان بعض الشركات العالمية عن تغيير سياساتها الداعمة لإسرائيل بعد إطلاق حملات مقاطعة ضدها. وأكد أنه من أجل زيادة فاعلية مقاطعة منتجات الشركات العالمية الداعمة لموقف إسرائيل، لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات مثل زيادة وعي المواطنين بقضية الاحتلال الإسرائيلي وأهمية مقاطعة الشركات الداعمة له، وتشجيع استخدام المنتجات المحلية أو الاستغناء تماما عن المنتجات غير الضرورية. تعد مقاطعة منتجات الشركات العالمية الداعمة لموقف إسرائيل من الأساليب التي دعت إليها العديد من الحركات الشعبية العربية والإسلامية. غير أن الأراء تختلف حول مدى فاعلية هذه المقاطعة، حيث يرى المعارضون أنها غير فاعلة، بينما يرى المؤيدون أنها فاعلة.