حذر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من «مخاطر استمرار حظر إسرائيل إدخال الوقود إلى قطاع غزة في وقت تشتد الحاجة إليه لتشغيل المولدات الاحتياطية في ظل انقطاع الكهرباء بشكل تام». وأشار المكتب، في بيان، إلى أن وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهي أكبر جهة تقدم المساعدات الإنسانية في غزة، قد استنفدت تقريبًا احتياطاتها من الوقود وبدأت في تقليص عملياتها بشكل كبير. ويقدر «برنامج الأغذية العالمي» أن المخزون الحالي من السلع الغذائية الأساسية في غزة يكفي لنحو 12 يومًا، ومع ذلك، على مستوى المتاجر، من المتوقع أن يستمر المخزون المتوافر لمدة خمسة أيام فقط. وبحسب البيان، يواجه تجار التجزئة تحديات كبيرة عند إعادة التخزين من تجار الجملة بسبب الدمار واسع النطاق وانعدام الأمن، مؤكدة أنه لابد من توفير 74 مليون دولار لمواصلة الاستجابة الطارئة في قطاع غزة. ويوجد الآلاف من سكان قطاع غزة ينتقلون إلى مناطق أكثر أمانًا في جنوبغزة، في ظل مؤشرات تراجع سيطرة حماس على المناطق الشمالية والوسطى للقطاع، وذلك بعدما قامت القوات الإسرائيلية بدعوة السكان بعدم التورّط في الصراع ومغادرة المناطق الخطرة، وذلك استعدادًا لهجوم بري محتمل، لتستهدف البنية التحتية الاستراتيجية لحماس. وطلبت إسرائيل من المدنيين في شمال قطاع غزة، بمَن فيهم سكان مدينة غزة، الانتقال إلى جنوب القطاع، قائلة إن الوضع سيكون أكثر أماناً هناك مع الهجوم العسكري على حركة «حماس» في أعقاب هجومها عبر الحدود في السابع من أكتوبر، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ورغم ذلك، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف مواقع في جنوبغزة، ما أدى إلى نشر الخوف بين النازحين من تعرضهم للخطر هناك مثلما كانت الحال في منازلهم بالشمال. وحذرت الأممالمتحدة من تراجع خطير في إمدادات الغذاء والوقود ومياه الشرب في قطاع غزة، ما دعا رؤساء وزعماء العالم والمنظمات الإنسانية إلى السماح بدخول المساعدات الأساسية، في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس. وذكر تقرير يرصد الأوضاع الحالية في غزة، أن مخازن القطاع الساحلي لديها احتياطيات غذائية تكفي لأقل من أسبوع، وأن القدرة على تجديد هذه المخزونات مهددة بسبب الطرق المتضررة والمخاوف المتعلقة بالسلامة ونقص الوقود، بالإضافة إلى انخفاض مطرد في السلع الغذائية مثل الخضروات ودقيق القمح والبيض، مع ارتفاع أسعارها. وأشار التقرير أنه نتيجة للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والخدمات الأساسية، تم إغلاق 23 متجرا متعاقدا مع برنامج الأغذية العالمي، ولا تعمل سوى 4 مخابز من أصل 23 مخبزا متعاقدة مع برنامج الأغذية العالمي لكنها لا تزال معرضة لخطر الإغلاق العرضي بسبب نقص الوقود، بينما تضرر خمسة مخابز وسبعة متاجر ومطحنة واحدة في غزة، تعمل مع برنامج الأغذية العالمي. وناشد برنامج الأغذية العالمي، بضرورة حماية البنية التحتية الحيوية وحماية المدنيين، حتى يتمكنوا من الوصول إلى أماكن المساعدات الإنسانية والخدمات في غزة، حيث يوجد ثلاث شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي جزءا من قافلة مكونة من 20 شاحنة مساعدات انتقلت عبر معبر رفح الحدودي إلى غزة السبت الماضي. ونوه التقرير إلى أنه يوجد 40 شاحنة أخرى تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، تنتظر في العريش لدخول غزة عبر معبر رفح، بينما أكدت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن غزة تحتاج إلى الوقود بشكل عاجل مثل الماء والغذاء. من جانبها قالت مديرة الاتصالات بوكالة الأونروا تمارا الرفاعي، إن عدم توفر الوقود يجعل من غير الممكن التجول في غزة أو تشغيل محطة تحلية المياه للحصول على مياه شرب نظيفة أو تشغيل المستشفيات وآلات الإنقاذ، مؤكدة أن المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة تعد جزءا صغيرا مما هو مطلوب لأكثر من 400 ألف نازح يقيمون حاليا في المدارس التي تديرها «الأونروا» لأن الوضع خطير للغاية. وأضافت أن المواطنين في القطاع يضطرون إلى تقنين كمية الغذاء، نعتمد حقا على الوصول المستمر ودون عوائق لشاحنات المساعدة من رفح إلى غزة، تلك هي الوضعية الخطيرة التي تمر بها غزة حالياً، والسكان يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والوقود والإمدادات الطبية، وهم في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية. يتطلب الأمر تحركاً فورياً من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم الضروري للسكان في غزة. وذكرت مصادر أنه من المهم أيضاً التركيز على الجهود الدبلوماسية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، يجب دعم الحوار والمفاوضات والبحث عن حلاً سياسياً لحل النزاع، هذا هو السبيل لضمان مستقبل أفضل لسكان غزة وتلبية احتياجاتهم الأساسية.