تواصلت الإدانات الدولية بعد دعوة جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، سكان شمال قطاع غزة لترك منازلهم والتوجه ناحية الجنوب وأمهلهم 24 ساعة لتنفيذ التحذير، وقوبلت الدعوة برفض أممي وتنصل أمريكي من الدعوة وتنديد عربي. ولم تتقصر إدانة دعوة الاحتلال على الدول العربية والداعمة للقضية الفلسطينية فقط، بل شمل دولًا حليفة لإسرائيل، ففي الوقت الذي أدانت فيه الأممالمتحدة التحذير الإسرائيلي، تنصلت واشنطن من التحذير، مؤكدة أن إسرائيل لم تستشرها في تلك الخطوة. البيت الأبيض: «إسرائيل لم تجر أي مشاورات معنا» والإجلاء خلال 24 ساعة «أمر صعب» وقال جون كيربي منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، إن «إسرائيل لم تجر أي مشاورات مع واشنطن قبل إصدار جيشها تحذير الإخلاء من غزة». وتابع كيربي: «قلقون حيال سقوط أي خسائر إضافية في صفوف المدنيين ونعمل على إيجاد ممر آمن للخروج من غزة» كما اعتبر كيربي أن تنفيذ ذلك خلال 24 ساعة سيكون «أمرا صعبا»، مضيفًا «هذا يعني انتقال عدد كبير من الأفراد في فترة زمنية قصيرة جدا». الأممالمتحدة تدين الدعوة الإسرائيلية وتحذر من كارثة إنسانية وناشدت الأممالمتحدة إسرائيل إلغاء قرار الإخلاء، معتبرةً أنه «من المستحيل تنفيذ مثل هذا الأمر من دون عواقب إنسانية مدمرة»، ودعا الأمين العام الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريش إسرائيل لتفادي «كارثة إنسانية» وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة يوم الجمعة إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في مؤتمر صحفي، قال إنه من الضروري أن تقوم السلطات الإسرائيلية بحماية جميع المدنيين، بما في ذلك في ملاجئ الأممالمتحدة في غزة. وأدانت عدد من المنظمات الأممية على رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومنظمة الصحة العالمية، الدعوة التي أطلقها جيش الاحتلال، مؤكدة أنه من المستحيل تنفيذها، كما تشكل كارثة إنسانية. ووصف فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا، نقل أكثر من مليون مدني فلسطينى يعيشون في شمال قطاع غزة خلال 24 ساعة أمرا مروعا. وقال لازاريني- في بيان صحفي صادر عن مكتبه- «أن هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى دفع سكان القطاع إلى الهاوية» من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أنه «من المستحيل» إجلاء المرضى الضعفاء من مستشفيات شمال قطاع غزة، بحسب ما ذكر المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش خلال مؤتمر صحفي، مؤكدًا أنه «لم يعد هناك أي مكان آمن يمكن للمدنيين الذهاب إليه». روسيا: حصار غزة أمر غير مقبول من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة بأنه أمر غير مقبول، مشبهًا إياه بأنه يشبه حصار مدينة لينينجراد (سانت بطرسبرج) خلال الحرب العالمية الثانية. أبومازن: تهجير سكان غزة نكبة ثانية وخلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي اليوم، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن»، على رفضه تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرًا أن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية للشعب الفلسطيني. مصر: مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني من جانبها، حذرت مصر الدولة الحدودية مع قطاع غزة في بيان صادر عن وزارة الخارجية من الدعوة لمغادرة الفلسطينيين لمنازلهم خلال 24 ساعة والتوجه جنوبًا. وأكدت مصر على أن هذا الإجراء يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسوف يعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلًا عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها. الأردن: ضرورة «عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين» كما حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار في ظل الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل. وحذّر الملك من «أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم»، مؤكدا ضرورة «عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين»، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي. وأشارت الأونورا إلى أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الجاري، نزح أكثر من 423 ألف شخص، ومن بينهم لجأ أكثر من 270 ألفا إلى ملاجئ الأونروا، حيث يتم توفير الغذاء والدواء الأساسي والدعم للإبقاء على كرامتهم وعلى بصيص من الأمل. وتقدر أعداد سكان قطاع غزة بنحو 2.2 مليون، يسكن منهم حوالي 1.1 مليون في شمال القطاع.