«عويل» و«رعب» و«صرخات استغاثة» و«اتهامات» و«عواء خذلان» يتصاعد من المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لغلاف غزة، التي اقتحمها مقاتلو المقاومة الفلسطينية المتمثلة في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس من الجو والبر والبحر، حيث وجد سكان هذه المستوطنات أنفسهم في مواجهة الموت وجهًا لوجه أو الأسر، وتحت رحمة المسلحين الذين جاءوا من المجهول ليبددوا أكاذيب حكومتهم وجيشهم بأنهم في أمان مطلق تحت مظلة القبة الحديدية. «لا أحد يستطيع مساعدتنا» ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في تقرير حمل عنوان «لا أحد يستطيع مساعدتنا.. صدمة في عسقلان»، والذي سلط الضوء على ما واجهه المستوطنين من رعب، أمام مسلحي كتائب القسام، الذين جاءوا من غزة هابطين عليهم من السماء بمظلات محلية الصنع، ليصنعوا سيناريو من الرعب لم يره الإسرائيليون على مدار عقود طويلة. يقول أحد الإسرائيليين ل «بي بي سي»: «اتصلت بالشرطة لمدة ساعة ونصف لكن لا أحد يستطيع مساعدتنا، فجلسنا عاجزين بلا حراك، في انتظار المساعدة، وفي النهاية ركبت السيارة مع بعض الأشخاص، وعندما وصلت إلى مفترق طرق رأيت أشخاصًا يرتدون زي الجيش الإسرائيلي، لكنهم لم يكونوا عسكريين إسرائيليين وبدأوا في إطلاق النار على، الوضع كان أشبه بفيلم رعب». وأضاف: «صدم العديد من الإسرائيليين الذين قابلتهم من كيف أن قواتهم الأمنية القوية فشلت في التفوق على حجم وتعقيد عملية حماس، وسط العديد من الشكاوى من نقص المساعدة من السلطات، لا أحد في عسقلان يشعر بالأمان». وفي سديروت، يحكي ياكوف شوشاني (70 عاما) كيف سلح نفسه بسكين مطبخ ومفك براغ عندما عرف بدخول مسلحين إلى سديروت، وقال لفرانس برس «فشلت كل أنظمة الحماية، كل ما يتعلق بالاستخبارات العسكرية والمدنية، وكل ما يتعلق بأجهزة الاستشعار والسياج (مع غزة). فشل كل شيء». الهروب من طوفان الأقصى وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ازدحامًا كبيرًا في مطار بن جوريون بتل أبيب، وطوابير انتظار طويلة بسبب الإسرائيليين الذين تسابقوا لمغادرة البلاد بشكل جماعي، بعدما فشلت السلطات الإسرائيلية في حمايتهم. وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مطار بن جوريون يشهد حاليًا ازدحامًا شديدًا بالمغادرين الذين يفرون بسبب تصاعد الأحداث، بعدما طالب جيش الاحتلال المستوطنين بإخلاء 25 مستوطنة في منطقة غلاف غزة، بالإضافة إلى المستوطنات الواقعة بالقرب من الحدود مع لبنان، بسبب الحالة المستمرة من الهلع والرعب الناجمة عن صواريخ المقاومة الفلسطينية، خاصة مع استمرار دوي صافرات الإنذار بشكل متواصل. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطنين يرفضون التوقف لجيشهم ظنًا منهم أنهم عناصر حماس متنكرون بلباس جيش الاحتلال الإسرائيلي، والجيش يرد بإطلاق النار عندما يرفض المستوطنون الأوامر بالتوقف لاعتقاده أن المستوطنين فلسطينيون.
