تحل اليوم الجمعة 4أغسطس 2023 الذكري الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، نتجت عنه سحابة دخان ضخمة وموجة صادمة هزّت العاصمة اللبنانيةبيروت، أودى الأنفجار بوفاة أكثر من 220 شخصا، وأصابة 6500 آخرون، وخسائر تقدر ب15 مليار دولار، ونزوح أكثر من 300 ألف شخص، وتضرر مئات الأحياء، وقد وصفة محللون حينها بأكبر الانفجارات غير النووية في العالم، والذي فاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان. ومازالت التحقيقات انفجار المرفأ مجّمدة كليا منذ اكثر من عام، وذلك منذ أن تم استدعاء مسؤولين نافذين للتحقيق، حيث رفض رئيس وزراء سابق ووزراء ونواب ومسؤولون أمنيون المثول أمام قاضي التحقيق في لبنان. ماذا حدث في بيروت في صباح يوم الثلاثاء 4 أغسطس 2020، اندلع حريق ضخم في مرفأ بيروت، تلاه بعد ساعات قليلة انفجار آخر في السادسة مساءآ، والذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصا وسقوط 6500 جريح وأدى الانفجار الثاني إلى تدمير البنايات القريبة من المرفأ وتسبب في دمار وأضرار بالغة في أحياء العاصمة اللبنانية التي يقطنها نحو مليوني . حجم الانفجار؟ دمر الانفجار منطقة رصيف ميناء بيروت، وخلف حفرة يقدر عرضها بنحو 140 مترا امتلأت بمياه البحر، كما سويت المستودعات التي اشتعلت فيها النيران بالأرض وتعرضت صوامع تخزين الحبوب المجاورة للمرفأ إلى أضرار كبيرة. وقد أدي دوي الانفجار إلى تحطيم زجاج النوافذ في مطار بيروت الدولي الذي يقع على بعد 9 كيلومترات عن موقع الانفجار، وقد سُمع دوي الانفجار في جزيرة قبرص الواقعة على بعد 200 كيلومتر في البحر الأبيض المتوسط. وبحسب خبراء الزلزال في مركز المسح الجيولوجي بالولايات المتحدةالأمريكية فأن قوة الانفجار تعادل هزة أرضية بدرجة 3.3 على مقياس ريختر. وفي تصريحات لمسئولين بعد حدوث الانفجار قال جورج كتاني رئيس منظمة الصليب الأحمر اللبناني: «ما شهدناه كارثة مهولة والضحايا في كل مكان». وقال مروان عبود محافظ بيروت، إن نحو 300 ألف نسمة من سكان العاصمة بيروت أصبحو بلا مأوى، وقد وصل مجمل الخسائر إلى نحو 10 إلى 15 مليار دولار وفقآ للمحافظ. مادة نيترات الأمونيوم وبعد ساعات من وقوع الانفجار، قالت السلطات اللبنانية أن الانفجار حدث بسبب مادة نيترات الأمونيوم، والتي كانت مخزنة بشكل عشوائي وتقدر بنحو 2750. وذكرت وسائل الأعلام العالمية حينها أن كمية كبيرة من مادة نترات الأمونيوم وصلت على متن سفينة شحن تحمل علم مولدوفا تدعى أم في روسوس ( MV Rhosus)، رست في مرفأ بيروت في عام 2013 جراء مشكلات تقنية، حيث كانت في رحلة من جورجيا إلى موزمبيق، وقد فتشت السلطات اللبنانية السفينة ومنعتها من المغادرة، وبعد فترة تخلى عنها مالكوها، بحسب نشرة «شب أريستد دوت كم» المهتمة بأخبار احتجاز السفن البحرية، ثم تم مصادرة الشحنة ونقلها إلى مستودع في الميناء لأسباب تتعلق بالسلامة. انفجار مرفأ بيروت 4 أغسطس 2020 ونقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها إن النيران بدأت جراء أعمال لحام كانت تُجرى في عنبر رقم 12 من المستودع، كما أكد حسن قريطم مدير المرفأ، أن أعمال صيانة كانت تجرى لباب المستودع قبل الانفجار. وبعد يومين من وقوع الحاذث قام إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي بزيارة بيروت حيث تفقد المرفأ والأحياء المتضررة، ودعا إلى تحقيق دولي في التفجير، وهو ما رفضته السلطات اللبنانية، وقد أعلن عدد من الوزراء استقالتهم تباعا، إلى أن أعلن رئيس الحكومة في ذالك الوقت حسان دياب في 10أغسطس استقالة حكومته. معارك قضائية وتعليق التحقيقات تم تعليق التحقيق في الانفجار أربع مرات جراء دعاوىقضائية قدمت ضد المحقق العدلي، كان آخرها في 23 من ديسمبر 2021، وبعد 13 شهرًا من تعليق التحقيقات في ال 23 يناير 2023، أعلن المحقق العدلي طارق بيطار استئناف تحقيقات أنفجار مرفأ بيروت بشكل مفاجئ، وذلك جراء دعاوى رفعها ضده عدد من المدعى عليهم، وقرر بيطار إخلاء سبيل خمسة موقوفين من أصل 17 منذ الانفجار، ومنعهم من السفر، بينهم عامل سوري ومسؤولان سابقان في المرفأ، وقد قرر الادعاء على ثمانية أشخاص آخرين بينهم النائب العام التمييزي غسان عويدات، وحدد مواعيد لاستجواب 13 شخصا مدعى عليهم. وفي اليوم التالي، أعلن النائب العام التمييزي رفض قرارات المحقق بيطار وادعى عليه «على خلفية التمرد على القضاء واغتصاب السلطة»، وأصدر قرار بمنعه من السفر كما قرر إطلاق سراح جميع الموقوفين في القضية، حيث دخل التحقيق فصل جديد من معركة قضائية غير مسبوقة. ومنذ ذلك الوقت توقفت التحقيقات ويتراجع الأمل في الوصول إلى الحقيقة، حيث مازال التحقيق في طي النسيان ويواجه عراقيل عديدة، نتيجة ضغوط سياسية وقضائية غير مسبوقة عرقلة التحقيقات منذ انطلاقها. أنفجار مرفأ بيروت 4 أغسطس 2023 أنفجار مرفأ بيروت 4 أغسطس 2023 أنفجار مرفأ بيروت 4 أغسطس 2023 أنفجار مرفأ بيروت 4 أغسطس 2023 أنفجار مرفأ بيروت 4 أغسطس 2023