«تعودنا على دخول الأماكن الأثرية والانبهار بالفن المعمارى، لكن دون أن نعرف ما الذى دونه القدماء على هذه الآثار، رغم أن ذلك الأهم لأنه يساعدنا على فهم حضارتنا جيدًا، كما أنه يعطى سحرًا خاصًا فى كمال المعلومة عند أى مصرى يتعرف على معالم بلده، أو حتى من الخارج ليعرف ماذا فعل الأجداد»، من هذا المنطلق، تقدم المذيعة والمعدة هدى عبدالعزيز، برنامجها «لغتنا القديمة» لتعلم اللغة الهيروغليفية على التليفزيون المصرى. حلقات قصيرة لا تتجاوز 10 دقائق، تقدم فيها «هدى» جرعة تعليمية مكثفة للغة الهيروغليفية، تناسب مختلف أفراد الأسرة، مع وجود صورة بصرية جذابة وممتعة، وأكدت على أن استخدام موسيقى احتفال طريق الكباش مع وضع النطق الصوتى والترجمة للعربية والإنجليزية حتى يستطيع غير الناطقين باللغة العربية تعلم هذه اللغة، ومن الحلقات التى طرحتها كيفية قراءة النصوص الشهيرة مثل حجر رشيد. «هدفى أن ندافع عن تاريخنا ووطننا أمام من يشكك فيها أو يحاول نسبها لنفسه»، كلمات قالتها «هدى» فى حديثها ل«المصرى اليوم»، فهى ترى أن حركات «الأفروسنتريك» -الأفارقة الذين يحاولون نسب الحضارة المصرية لأنفسهم- خطيرة وتقوم بحملات ممنهجة للهجوم على أى خطوة نحو تعلم الحضارة، مؤكدة أن معرفة المصريين اللغة الهيروغليفية ستجعلهم أكثر جرأة. «هدى» الفنانة التشكيلية خريجة كلية الفنون الجميلة، عملت فى التدريس 15 عامًا، وأصبحت استشارى مناهج تعليمية متخصصة فى الحضارة المصرية القديمة وفنونها، بينما تطرقت لفكرة تعليم اللغة الهيروغليفية لغير المتخصصين، وقت دراستها ماجستير فى طرق التدريس الحديثة، فكانت بعنوان تأثير الحضارة المصرية وربطها بالعلوم الدراسية، ما تطلب منها أن تتعلم اللغة المصرية القديمة وقتها. أطلقت صاحبة «لغتنا القديمة» وقتها مبادرة «المكتشف الصغير» لتستعرض بها قراءة الطلاب للغة المصرية القديمة لجدران المعابد والمتاحف، ومدى استجابتهم للتعلم، ولاقت المبادرة شهرة وقبولا، حتى تواصلت معها أميرة مطر، كبيرة المخرجين فى التليفزيون، ليتم إنتاج البرنامج لها من قبل الشركة المتحدة على التليفزيون المصرى. « هدى قالت إنه تم إطلاق تطبيق على الهواتف أيضًا عبارة عن قاموس للنطق والمعنى، مشيرة إلى أنه مهم فى استخدامه لتعلم اللغة، لأن الحروف تظل ثابتة لأطول فترة، وهو طريقة سهلة لأى شخص موجود فى مكان أثرى ويحاول قراءة ما هو مكتوب.
