كثفت القوات الروسية هجومها على الجبهة الشرقية للقتال، متقدمة نحو ليمان وكوبيانسك، بهدف إحكام قبضتها دونيتسك ولوهانسك اللتان تعدان نقطة تمركز هجومها على هذه الجبهة الاستراتيجية، في حين احرزت نظيرتها الأوكرانية تقدما جهة الجنوب الشرقي وسط بدء الغرب إجراءات الحزمة ال11 للعقوبات على موسكو وطرح مقترح أوروبي للاستحواذ على أصول الدولة الروسية المقدرة ب 350 مليار دولار وتخصيص جانب منها لإعادة إعمار أوكرانيا. و اشتعلت المعارك على الجبهتين الشرقيةوالجنوبية للقتال، وبينما أعلنت موسكو تشكيل فيلق حربي جديد من المتطوعين وعدد جبهات هجومها على 10 ولايات أوكرانية بالتزامن، كثفت كييف هجومها متقدمة جهة الجنوب الشرقي، إضافة إلى إعلانها اعتزامها تعزيز قوام الجيش ليصل ل500 ألف جندي. على الصعيد الروسي، اجتمع الرئيس، فلاديمير بوتين، بأعضاء مجلس الأمن الروسي، صباح اليوم، للوقوف على آخر مستجدات الوضع الميداني للحرب. وخلال الاجتماع، استعرض سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، أمام بوتين خسائر القوات الأوكرانية منذ بدء الهجوم المضاد قبل 16 يوم. وقال باتروشيف أمام بوتين: «أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة، في الفترة ما بين 4 يونيو وحتى 21 من يونيو الجاري مؤكدا أن القوات الروسية أوقعت 13 ألف قتيل من صفوف الجنود الأوكران». وأوضح المسؤول العسكري الروسي بأن قواته دمرت 246 دبابة و595 عربة ومدرعة أوكرانية، إضافة إلى إسقاط 10 مقاتلات تكتيكية، و4 مروحيات، و264 طائرة مسير وتدمير 595 عربة ومدرعة، بينها 59 غربية، و59 عربة مصفحة، ومنظومتا دفاع جوي، و279 مدفعا سوفيتيا وغربيا. من جهته، قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، أن قواته دحرت القوات الأوكرانية على جبهات متعددة منذ بدءها الهجوم المضاد، وأجبرتها على إعادة تنظيم صفوفها، مشددًا أن كييف تكبدت خسائر فادحة خلال ال16 يوما الماضية. وأضاف «شويجو»: «على الرغم من أن احتطيات التعبئة الأوكرانية لا حدود لها؛ كون الغرب مستعد للقتال حتى آخر أوكراني، إلا أن العقوبات الغربية لن تثني بلاده عن تحقيق هدفها هذه العملية العسكرية». ولفت شويجو إلى أن الغرب سيسلم أوكرانيا، 250 دبابة خلال 2023 بما فيها 120 «ليوبارد» و«31 أبرامز» مؤكدا أن روسيا تعمل على تشكيل فيلقا احتياطيا من قوام المتطوعين والمتعاقدين حتى نهاية يونيو الحالي، على أن تمده بأكثر من 3 آلاف آلة عسكرية. على الصعيد الأوكراني، شنت القوات الأوكرانية قتالًا عنيفًا في محور زاباروجيا، وقالت الإدارة العسكرية في كريفي ريه إن انفجارات دوت في المنطقة الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا، فيما تحدثت أنباء عن محاولة مظليين أوكرانيين اختراق الدفاعات الروسية. ووفقا ل«كييف اندبندنت» دوت في منطقة زاباروجيا جنوب شرقي أوكرانيا، حيث وقعت الانفجارات بعد رصد إطلاق صواريخ روسية من قاذفات إستراتيجية فوق بحر آزوف. اتهم الرئيس، فلوديمير زلينسكي، اليوم، موسكو بالتخطيط لإحداث تسريب إشعاعي، في محطة زابوريجيا النووية. وقال زلينسكي، أن معلومات استخباراتية أولية تفيد بأن موسكو تخطط لتسريب إشعاعي من المحطة، لافتًا إلى اعتقال مواطنا في «ميكولايف» للاشتباه بتجسسه لصالح موسكو. ويأتي هذا الاتهام عقب يومين إثنين، من اتهام روسي لكييف بأنها تعمل على تصنيع قنبلة «إشعاعية قذرة» سيكون لها آثارا مدمرة على أووربا الشرقية وصولا للبلدان المشاطئة للبحر الأسود حال استخدمت في الحرب. ونقلت نقلت «برافدا» الأوروبية عن وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيرينكو، أن بلادها تخطط لتعزيز قوام الجيش ليصل إلى 500 ألف جنديا. وأكد بيان لوزارة الدفاع الأوكرانية، اليوم الخميس أن قوات الروسية هاجمت 10 ولايات أوكرانية مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 13 آخرين. من جهتها نائبة وزير الدفاع، حنا مليار، الوضع الميداني في الجبهة الشرقية للقتال ب«الصعب»، لكنها أ علنت أن القوات الأوكرانية أحرزت تقدما في الجهة الجنوبية مؤكدًا استعادة 113 كيلو مترًا مربعًا من القوات الروسية منذ بدء الهجوم المضاد شملت نوفوداريفكا وليفادين وستوروجيف وماكاريفكا وبلاوداتني ولوبكوف ونسكوتشني وبياتيكاتكي. قل مسؤولون عينتهم روسيا في منطقتي خيرسون والقرم إن القوات الأوكرانية شنت هجوما صاروخيا على جسر «تشونجارسكي» الذي يربط بين خيرسون في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، في حين اتهمت «فاجنر» موسكو بتضليل مواطنيها بشأن هجوم كييف المضاد. ووفقا للجنة تحقيق روسية، أطلقت القوات الأوكرانية 4 صواريخ تورم شادو التي حصلت عليها أوكرانيا من بريطانيا. وفي إطار الضغوط الغربية على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا، قالت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي إن سفراء الدول الأعضاء اتفقوا على الحزمة ال11 من العقوبات على روسيا. ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالاتفاق، معتبرة أن العقوبات ضربة أخرى للكيانات الداعمة للكرملين. من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقديم مساعدات أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 1.3 مليار دولار. و قال رئيس مجموعة العمل التابعة للاتحاد الأوربي المكلفة بالاستحواذ على الأصول الروسية، أن على الاتحاد التركيز على الاستحواذ على أصول البنك المركزي الروسي والمقدرة ب350 مليار دولار، مقترحا الاستحواذ عليها وتخصيص جانبا منها لإعادة إعمار أوكرانيا.