جدرى الماء مرض بين الحين والآخر، ومؤخرا بدأ ينتشر بين بعض الأطفال، خاصة في وقت الدراسة. والبعض يخطئ في اعتقاده بأنه هو مرض الجدرى وهو من أقدم الأوبئة في التاريخ. وقد انتهى وتم توفير اللقاحات الخاصة به منذ زمن بعيد. لكن الجدرى المائى مختلف وسريع الانتشار عن طريق الرذاذ، وغير مدرج بالتطعيمات الروتينية في مصر. فما سببه وأعراضه وكيفية الوقاية منه؟ يقول الدكتور هشام الغمرى، إخصائى أمراض الجلدية والتجميل، إن جدري الماء هو طفح جلدي ناتج عن الإصابة بفيروس يسمى الحماق النطاق «varicella zoster virus» ويبدأ بالظهور في الوجه ومنطقة البطن والظهر، ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم ويشمل أيضا الأغشية المخاطية للفم والعين، وقناة مجري البول وبمجرد أن يصاب الشخص بجدري الماء فإنه يحصل على مناعة ضد الفيروس مدى الحياة تحميه من الإصابة مرة أخرى. وأعراض الإصابة بجدري الماء تظهر خلال 10 إلى 21 يوما بعد تعرض الشخص للإصابة. وتبدأ بالشعور بالتعب والإرهاق والحمى والصداع، وفقدان الشهية. ثم يبدأ ظهور الطفح الجلدي خلال يومين من ظهور هذه الأعراض، ويمر الطفح الجلدي بثلاث مراحل مختلفة، المرحلة الأولى: يظهر الطفح الجلدي على هيئة نتوءات صغيرة وردية أو حمراء. المرحلة الثانية: تتحول هذه النتوءات الحمراء إلى بثور صغيرة تحتوي على سائل شفاف وتسمى الحويصلات وتكون مؤلمة ومثيرة جدا للحكة. المرحلة الثالثة: تبدأ البثور الصغيرة في تسريب السائل الموجود بداخلها وتتحول هذه البثور المفتوحة إلى قشور صغيرة. ويمر المريض بالثلاث مراحل من الطفح الجلدي في نفس الوقت، ويستمر المريض في نقل العدوى إلى الآخرين حتى تتقشر كل البثور. وعن كيفية انتشار عدوى جدري الماء، أوضح «الغمرى» أنها تنتشر عن طريق التعامل المباشر مع شخص مصاب. استنشاق الهواء المحمل بالرذاذ الناتج عن عطس أو سعال من الشخص المصاب. ملامسة السوائل الناتجة عن الفقاعات الجلدية، كما يمكن أن تنتشر عدوى الفيروس من الشخص المصاب للآخرين لمدة 48 ساعة قبل ظهور الطفح الجلدي ويظل الفيروس معديًا إلى حين تقشر البثور المفتوحة. ولفت «الغمرى» إلى أن جدري الماء هو مرض بسيط عادةً، ولكنه قد يصبح خطيرًا ويسبب مضاعفات مثل، العدوى البكتيرية للجلد أو الأنسجة الرخوة، الجفاف بسبب فقدان السوائل من الجسم، التهاب الرئة، التهاب الدماغ، متلازمة راي التي تصيب الأطفال والمراهقين الذين يتناولون الأسبرين خلال الإصابة بجدري الماء، تجلط الدم. وتزيد نسبة حدوث المضاعفات في بعض الحالات مثل الأطفال حديثي الولادة. السيدات الحوامل الأشخاص المصابون بأمراض مناعية، مرضى السرطان الذين يتلقون علاجا كيميائيا، الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة الذاتي HIV، الأشخاص الذين يتناولون الستيرويدات ومثبطات المناعة. وأشار «الغمرى» إلى أن الوقاية من جدري الماء ممكنة، عن طريق تلقي اللقاح في صورة جرعتين تؤخذ الجرعة الأولى بعد 12 إلى 15 شهرا من الولادة وتؤخذ الجرعة الثانية بعد 4 أو 5 سنوات ويفيد في الوقاية من الجديري المائي بنسبة 90%. أما إذا تجاوز الشخص عمر 13 سنة فمن الممكن تلقي اللقاح على جرعتين بفارق 28 يوما على الأقل. وأوضح أنه غالبا ما يشفى المريض من تلقاء نفسه ولكن قد يحتاج بعض المرضي إلى العلاج مثل استخدام خافض الحرارة مثل الباراسيتامول لتسكين الألم والصداع وعلاج الحمى، استخدام ملطفات الجلد أو بوتاسيوم برمنجانات. استخدام مضادات الهيستامين عن طريق الفم لعلاج الحكة، استخدام مضاد للفيروسات لتخفيف الأعراض تحت إشراف الطبيب. ووجه «إخصائى الجلدية» بعض النصائح أثناء العلاج، خاصة في ظل تلك الأجواء مرتفعة الحرارة، منها، عدم حك الجلد المصاب لتجنب الإصابة بالعدوى البكتيرية، وارتداء ملابس قطنية واسعة. الضغط على الجلد بقطعة من القماش مبللة بالماء البارد لتخفيف الحكة. يجب عدم استخدام الأسبرين للأطفال المصابين بالحمى لتجنب حدوث متلازمة راي التي قد تؤدي إلى الوفاة. تناول الكثير من السوائل للحفاظ على الجسم من الجفاف وتجنب درجات الحرارة العالية والعرق الغزير.
