كعادة الأهلي دائما في مواجهة عمالقة أوروبا، قدم الفريق المصري مباراة قوية جدًا أمام العملاق البافاري بايرن ميونيخ، في اللقاء الودي الذي جمع بينهما في قطر، ورغم مبالغة المارد الأحمر في الدفاع خلال الشوط الأول، فإن فرصًا أتيحت له خلاله كان يمكنه التقدم عن طريقها، وتلقى هدفًا ذاتيًا من خطأ دفاعي فردي. وانتفض العملاق الأفريقي في الشوط الثاني ليقدم واحدًا من أجمل الأشواط أمام بطل أوروبا صاحب الألقاب الأربعة، التي كان آخرها موسم 2000-2001، وينجح فى إدراك التعادل مقدمًا فاصلًا رائعًا من الأداء المتوازن القوي، قبل أن يستعيد الفريق البافاري السيطرة على اللقاء ويحرز هدفًا من خطأ جديد لحارس مرمى الأهلي في آخر ثواني المباراة. ومن خلال الأرقام والإحصائيات، برز بالتأكيد بعض الفوارق بين طبيعة الكرة الأوروبية الحديثة والكرة المصرية، وإن اجتهد الأهلي كثيرًا للتقليل من هذه الفوارق. - عدد التسديدات الألمانية على مرمى الأهلي كان أكبر من تسديدات الأخير، إلا أن عدد التسديدات الدقيقة بين القائمين والعارضة تساوت لدى كلا الفريقين، حيث سدد كل منهما 4 مرات بدقة على مرمى الآخر، في حين سدد لاعبو بايرن ميونيخ 7 مرات خارج القائمين والعارضة مقابل 3 للأهلي. - المباراة خرجت بشكل أوروبي من حيث عدد الأخطاء المرتكبة، والذي بلغ إجمالًا 23 للفريقين، كان نصيب الأهلي منها 11 ونصيب بايرن 12، إلا أن أربعة أخطاء ضد لاعبي الأهلي كانت في منطقة خطرة، خاصة كرة الهدف الأخير، مقابل خطأ واحد على حافة منطقة جزاء الألمان، وبطبيعة الحال حصل لاعبو البافاري على 9 ركنيات مقابل 4 للأهلي، في حين لجأ دفاع أبناء القلعة الحمراء إلى اللعب على مصيدة التسلل طوال الشوط الأول بشكل واضح، قبل أن يتغير الحال في الشوط الثاني بنسبة كبيرة، فوقع الألمان فى مصيدة التسلل الأهلاوية 6 مرات منها 5 في الشوط الأول، بينما سقط الأهلي فيها مرة واحدة فقط في الشوط الثاني. - كان من المنطقي جدًا أن يستحوذ البطل الأوروبي على الكرة بنسبة أكبر من نظيره المصري، حيث بلغت نسبة الاستحواذ النهائية 63% له مقابل 37% للأهلي، وإن تفاوتت نسبة الاستحواذ على مدار الشوطين خاصة في الشوط الثاني الذي تحسن فيه أداء الأهلي كثيراً. - مرر الفريق الألماني الكرة بشكل صحيح 476 مرة، مقابل 281 تمريرة صحيحة للأهلي، وظل بايرن هو الأغزر تمريرًا عبر كل فترات المباراة خاصة أول ربع ساعة، والتى مرر فيها الفريق 124 كرة صحيحة، وكان الفارق في عدد التمريرات لصالح الألمان بشكل كبير في الشوط الأول، قبل أن يعادل الأهلي الكفة في الشوط الثاني بل ويتفوق على منافسه الأوروبي، خاصة في الفترة قبل الأخيرة من اللقاء «بين الدقيقتين 61 و75» حيث مرر الأهلي 54 تمريرة صحيحة بينما هبط عدد تمريرات ميونيخ إلى 38، وهى الفترة الأفضل للأهلي خاصة بعد هدف التعادل. - لم يمرر الأهلى الكرة بشكل خاطئ في مرات كثيرة خلال هذا اللقاء، فمرر 49 كرة غير دقيقة مقابل 53 للفريق الألماني، وكانت آخر ربع ساعة من الشوط الأول هى الأقل دقة في تمريرات الأهلي، بينما كانت باقي فترات المباراة متوازنة بالنسبة للفريق المصري، وبلغ عدد التمريرات الأمامية الخاطئة له 33 كرة، بنسبة 67% من التمرير غير الدقيق، وهو بالطبع ما أثر على سلاسة انتقال الفريق من حالة الدفاع- المنطقية- إلى حالة الهجوم المرتد السريع. - شن الفريق الألماني 40 هجمة على مناطق الأهلي الدفاعية، مقابل 23 للأخير، واكتمل لبطل أوروبا 17 هجمة بنسبة نجاح بلغت 42.5% بينما اكتمل لبطل أفريقيا 10 هجمات بنسبة نجاح 43.5%، أى أنه بعيدًا عن النتيجة النهائية وفارق الهدف لصالح بايرن ميونيخ، كانت هجمات الأهلي بالرغم من قلتها مؤثرة، وكان يمكن لو صادف الفريق بعض التوفيق أن يحرز منها، إلا أنه لا يمكن إغفال عدد الفرص التهديفية التي أتيحت للفريق البافاري، وبلغت 12 فرصة مقابل 7 للأهلي. - أفضل جبهات الأهلي الهجومية كانت للهجوم من العمق، وشن الفريق عبرها 12 هجمة بنسبة نجاح 66% بينما هاجم الألمان من العمق والجبهة اليسرى «18 و15 هجمة على التوالي» في حين نجحت الجبهة اليسرى الدفاعية للأهلي في إغلاق مناطقها مبكرًا أمام غزوات الألمان بقيادة سيد معوض. - عبد الله السعيد، رغم خروجه مبكرًا، كانت له تسديدتين على مرمى الألمان، إلا أن كلَا من محمد بركات ومحمد أبو تريكة سددا كرتين أحرز منها الأول هدفه الرائع من تمريرة الثاني الساحرة، قبل أن يسدد تريكة بنفسه كرة رائعة من الركلة الحرة التي اقتنصها بركات ببراعة، وكادت أن تسكن الشباك هي الأخرى، وكان أبو تريكة هو أفضل اللاعبين صناعة لفرص التهديف بتمريرتين ساحرتين أحرز من إحداهما بركات هدفه الجميل. - رغم أن عدد الأخطاء المرتكبة لم يكن كبيرًا لفريق الأهلي، إلا أن بعضها كان قريبًا وخطرًا للغاية على مرماه، وإذا كان سيد معوض وأحمد فتحي هما أكثر من ارتكب الأخطاء «2 لكل منهما»، إلا أن الخطأ الذي ارتكبه وليد سليمان في اللحظات الأخيرة من المباراة كان بلا داع خاصة أنه كان بالقرب من منتصف الملعب وبعيدًا عن أى خطورة، وتسبب في الهدف القاتل الذي أهدى الفوز للفريق الألماني، واستحق عليه سليمان بطاقة صفراء. - لم يمرر الفريق كرات عرضية كثيرة في هذا اللقاء، وبلغ العدد 6 عرضيات فقط بينها 2 أُرسلت بشكل صحيح، ومرر بركات من الجبهة اليمنى عرضيتين كأكثر اللاعبين بين فريقه إرسالًا لها. - نجح دفاع الأهلي ووسطه في قنص العديد من الكرات وتشتيتها وقطعها من الفريق الألماني، وكان الأبرز هو محمد شوقى «17» وشكل حائط صد قوي في وسط الملعب، تلاه حسام غالي «14»، ثم جمعة والسيد ولكل منهما 12 كرة، ثم فتحي «11» ومعوض «10»، في حين برز محمد بركات باستخلاصه 6 كرات في مناطق دفاع بايرن ميونيخ شكلت خطورة لسرعة تحولها إلى هجمة عكسية، كما نجح أبو تريكة في استخلاص 4 كرات هو الآخر منها كرة الهدف التي قطعها ثم مررها في لمح البصر لبركات الذي أودعها الشباك. - أحمد فتحي كان الأغزر فقدًا للكرة «6 مرات» ثم محمد ناجى جدو «5» في حين لم يفقد حسام عاشور أى كرة في وسط الملعب، بينما فقد غالي الكرة مرتين في مناطق دفاع فريقه مشكلاً خطورة عليه. - ظهر أغلب لاعبي الفريق بدقة تمرير جيدة، كان الأبرز هو حسام غالي «91%» وتساوى أغلب اللاعبين في نسبة دقة التمرير «89%» منهم أبو تريكة، بركات، عاشور، شوقي ومعوض، بينما كان الأقل دقة في التمرير هو عبد الله السعيد رغم خروجه المبكر بنسبة «63%»، وهو ما أثر على مهامه في الشوط الأول ودفع الجهاز الفني لتغييره، خاصة أنه كان أكثر اللاعبين في المباراة تمريرًا خاطئًا «7 تمريرات»، ثم تلاه محمد شوقي ووائل جمعة وأحمد السيد، ولكل منهم 5 تمريرات خاطئة. - شريف إكرامي، رغم الخطأ الواضح في كرة الهدف الثاني، إلا أنه قدم مباراة جيدة وأنقذ مرماه من عدة كرات خطرة للغاية، فتصدى لتسديدتين خطيرتين منهما واحدة من انفراد للنجم الهولندي روبن وأخفق في واحدة فقط، بينما تعامل بنجاح في كرتين عرضيتين خطيرتين وأخفق في واحدة، كما خرج من مرماه فى توقيت صحيح في مرة واحدة بشكل ناجح، مثلما فعل في تشتيت الكرة 3 مرات بشكل صحيح وأخفق في واحدة فقط.
