انضم أعضاء ائتلاف شباب الثورة وأعضاء حملة «امسك فلول» للمحتجين المنددين بالانتهاكات التى وصفت ب«الصارخة» للعملية الانتخابية بالدائرة الثالثة، ومقرها مركز شرطة نجع حمادي. واستخدم المحتجون، الذين قطعوا شريط السكك الحديدية بنجع حمادي، مكبرات الصوت، ورددوا العديد من الهتافات، منها: «يا اللي بتسأل نازلين ليه.. الفلول من تاني يا بيه»، و«اضرب اضرب بالمطاطي إحنا كرهنا الصوت الواطي»، و«الانتخابات باطلة باطلة»،و «عادل لبيب باطل باطل»، مطالبين برحيل جميع القيادات المشاركة فى عملية« تزوير» تلك الانتخابات، على حد قولهم. وأشعل المحتجون النيران على شريط السكك الحديدية بالإطارات القديمة والأخشاب وسط تجمع المئات من المرشحين وأنصارهم، الذين طالبوا بإعادة الانتخابات البرلمانية بالدائرة، وأن يكون جميع القضاة المشرفين على العملية الانتخابية من خارج محافظات جنوب الصعيد، مع النظر فى محل ميلادهم وإقامتهم، وكذلك تغيير جميع الإداريين باللجان، على أن يكونوا أيضا من خارج محافظات الصعيد، وأن تكون عمليات الفرز داخل المراكز وبعملية منتظمة ومرتبة وأكثر دقة من ذلك. وقالت الدكتورة نهلة المحرزي، عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة شمال قنا، المرشحة على رأس قائمة حزب (العدل): «إن ترتيب حزب العدل كان رقم 4 من بين القوائم، إلا أن هذا الترتيب تبدل مع إعلان النتائج». وأضافت - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن هناك 4 صناديق سرقت من دوائر مركز أبوتشت، وتساءلت: «لصالح من تمت عمليات التزوير؟»، مشيرة إلى أن تأخر إعلان نتائج التصويت تم لصالح أحد المرشحين، وأن هناك 12 صندوقا انتخابيا وصلت للجان الفرز دون إغلاقها بالشمع الأحمر، وبعضها تم تشميعه بشوارع المدينة، ما يعد انتهاكا صارخا، على حد قولها. وتابعت: «قاضي إحدى اللجان قرر حبس أحد المواطنين ما يقرب من 13 ساعة، بسبب اعتراضه على عملية تزوير واضحة لصالح حزب الوفد، ومثبت ذلك في محاضر رسمية، بالإضافة إلى وجود أخطاء واضحة وكبيرة فى عمليات الفرز، منها واقعة أن أحد الإداريين قد أملى مستشار اللجنة بأحد الصناديق أن هناك 2280 صوتا فسجلها القاضي 280 صوتا، وعندما أراد الإداري تصحيح الخطأ قال القاضي (سجلتها وخلاص)» . وقطع ما يزيد على 200 من أنصار المرشحين بمركز أبو تشت شريط السكك الحديدية بمحطة سكك حديد أبو تشت، ليصبح بذلك آخر محطة لوصول القطارات المتجهة من القاهرة إلى الصعيد محطة البلينا بمحافظة سوهاج. في الوقت نفسه، قام عدد من أنصار المرشحين المستقلين بالدائرة الثالثة بقطع الطريق السريع (سوهاج/قنا) الشرقى، اعتراضا على نتيجة انتخابات مجلس الشعب، وحطموا أتوبيسا خاصا بالشرطة أمام قرية المصالحة، أثناء مروره من أمام المحتجين على الطريق، وقام المرشحون المستقلون الذين خرجوا من المنافسة، وكذلك عدد من المرشحين على قوائم الأحزاب، بحشد المواطنين للمشاركة فى المظاهرات الاحتجاجية. وعلى الصعيد الأمني، تحركت قيادات مديرية أمن قنا وعناصر القوات المسلحة، فى محاولة منها لتهدئة المحتجين والسيطرة على تزايد أعداد المرشحين وأنصارهم، وقال حسني عبد الظاهر، ناظر محطة نجع حمادي، إن حركة القطارات المقبلة من الاتجاهين القبلي والبحري تأثرت بشكل كامل، حيث تعطل القطار رقم 80 المميز، والقادم من القاهرة تجاه أسوان بمحطة سكك حديد فرشوط، كما تعطل القطار رقم 163 القادم من أسوان تجاه الإسكندرية بمحطة سكك حديد دشنا. وأضاف عبد الظاهر أن أكثر من 30 قطارا ستتعطل بالاتجاهين وهي القطارات التى من المقرر وصولها للمحطة، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ جميع ملاحظى البلوكات بالواقعة وإبلاغ جميع المسؤولين بالهيئة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وقال جمال عبد اللاه، مسؤول جماعة الإخوان المسلمين بشمال قنا، أحد مؤسسي حزب الحرية والعدالة: «إن الإخوان غير مشاركين فى احتجاجات السكك الحديدية بمدينة نجع حمادى أو قطع الطرق حتى ولو بصفة فردية»، مشيرا إلى أن الإخوان لا يلجأون لأي أسلوب يهدد سلامة أو أمن المجتمع. وأضاف عبداللاه أن هناك خطوات منظمة لجماعة الإخوان المسلمين وتعليمات مشددة لعدم استخدام قطع لطرق أو المظاهرات، وقال: «سنسير فى طريقين لأخذ حقوقنا، الأول الضغط الإعلامى لتوصيل صوتنا للمسؤولين، والثاني القضاء من خلال تقديم دعوة مستعجلة أمام القضاء الإداري». وأكد أن الاعتراض منذ بداية العملية الانتخابية على ما وصفها ب«عمليات التزوير واسعة النطاق والتى بدأت بضرب مندوبة الحرية والعدالة بقرية المصالحة، والتسويد الذى تم بلجان قرية الشعانية»، وتابع: «لا نشكك فى نزاهة القضاة، بل كان هناك مجموعة من الصناديق لم يتم تشميعها من الأساس، ولدينا الدليل على ذلك».
