في منتصف شهر رمضان من كل عام، يتجمع أهالي عزبة «حمادة» بحي المطرية التابعة لمحافظة القاهرة، على مائدة إفطار جماعي، وتستوعب أكثر من 3 ألف صائم، في شوارع الحي الضيقة، ما يجعلها تكتسب خصوصية تختلف عن أي إفطار جماعي، منذ 2013 ويحرص سكان حي المطرية على إعداد مائدة الإفطار وسط أجواء تسودها المحبة والود، تملئ بها القلوب وتظهر البهجة على وجوه المشاركين. أعد سكان المطرية مساء اليوم الخميس واحدة من موائد الإفطار الكبرى والشهيرة في محافظة القاهرة، والتي يشارك فيها سكان المطرية جميعا، وتحديدا سكان عزبة حمادة، «المصري اليوم» كانت هناك ورصدت إجواء الاستعداد للمائدة والمشاركة فيها، التي تملئ بكل أصناف الطعام. فعلي مدار أسبوع كامل يستعد سكان عزبة «حمادة» للمائدة، من خلال تقسيم للأدوار، حيث يتولى الشباب شراء مستلزمات المائدة، وتتولي السيدات إعداد أصناف مختلفة من الطعام، ويوم الإفطار يشارك أطفال العزبة في تنظيف الشوارع حتى تزيينها من جديد، لاستقبال الصائمين، ويحرص القائمين على الإعداد للمائدة على ارتداء تيشرتات مكتوب عليها «رمضان في المطرية» لخدمة الصائمين. البعض يجهز الطاولات، وثان يجهز الأطباق، وثالث يرتب الكراسي، بينما الآخر يهتم بشواء اللحم في الهواء الطلق، فعزبة حمادة تتحول إلى خلية نحل من أجل إعداد هذه المائدة التي تجمع أهالي المطرية جميعا دون تميز. أكد القائمون على التنظيم ل«المصري اليوم» أنهم لم يهتموا بالتكاليف فالجميع شارك في تمويل المائدة من أجل إدخال الفرحة والبهجة على أهالي المنطقة وغيرهم من المناطق المجاورة. وكان ابرز ما تقدمه المائدة الرمضانية الضخمة، كل أنواع الأطعمة، والحلويات والعصائر الطبيعية. ورصدت«المصري اليوم» في جولتها أثناء الإفطارب«عزبة حمادة» البهجة والسرور على أهالي العزبة معبريين عن فرحتهم بالزغاريد أثناء الإفطار، وقام الأطفال والنساء، بالقاء البالونات الملونة من نوافذ البيوت، أثناء رفع الأذان، والتقاط الصور التذكارية مع بعضهم البعض. وقال علاء صقر أحد المؤسسين للمائدة الرمضانية بالمطرية، إن هذا السنة تعد التاسعة، وهناك حالة من الانسجام والتفاهم بين المشركين والمنظمين. وقال على أبو الدهب، أحد القائمين على أعمال الطبخ، أن أهالي عزبة حمادة، من نساء وأطفال وشباب يشاركون بمجهود ذاتي، ويعملون لثلاثة أيام متواصلة بلا نوم من أجل الإعداد لها. يذكر أنة منذ عام 2013 لم تتوقف المائدة الرمضانية في المطرية إلا عام 2020 و2021 بسبب انتشار فيروس كورونا مراعاة للإجراءات الاحترازية.