الامتحان الأصعب عالميًا، هو الخاص باختبار تفاصيل طبية ستتحكم مستقبلاً في حياة البشر وأرواحهم، فيدرس الأشخاص 7 سنوات على الأقل لاجتيازه، لكن كسر روبوت «شات جي بي تي Chat GPT» كل هذه القواعد بتخطيه اختبار الترخيص الطبي الأمريكي الحقيقي الذي يجتازه الأطباء لاختبار مدى قدرتهم على مزاولة المهنة بشكل فعلي على أرض الواقع. ما هو شات جي بي تي Chat GPT وكيف جاوب على الاختبار شات جي بي تي Chat GPT هو تقنية حديثة قادرة على محادثة البشر بطريقة سلسلة وتقديم إجابات وافية عن جميع الأسئلة، هو أيضاً قادراً على الاعتراف بالأخطاء، ورفض الأسئلة غير المناسبة، معتمدة في ذلك على الذكاء الاصطناعي. ومنها يحمل قاعدة بيانات ضخمة لمحاورة الأشخاص بطريقة بشرية تجعله المفضل لديهم بالمحادثة وتقديم الأسئلة، وهذا ما جعله حاملاً لحصيلة علمية كُبرى استطاعت الإجابة على جميع الأسئلة الطبية المُقدمة إليه بالاختباربشكل صحيح ومن بينها كانت أسئلة تدل على الممارسة الكافية للحصول على الترخيص الأمريكي. بين المخاوف الأخلاقية والإجابات المسترسلة.. فريق يختبر قوة شات جي بي تي Chat GPT اتجه العالم نحو التعرف عن قرب لتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تنوعت بين الترفيه والخدمات المختلفة، هذا ما دفع الجمعيات المهنية بالمجالات الطبية لإنشاء فرق عمل للتعرف عن قرب إذا كانت هذه التقنيات سيفيد استخدامها وتطويعها بالمجال الطبي أم لا. فشكلت شركة Ansible Health، الخاصة باختبار التقنيات الطبية، فريق عمل في كاليفورنيا، تحت إدارة الدكتور فيكتور تسينج، لعمل دراسة مُفصلة حول كفاءة شات جي بي تي Chat GPT واجتيازه الاختبار. وبالفعل نجح شات جي بي تي Chat GPT في تشخيص دقيق لمرضى افتراضيين، وفقاً للمؤلف المشارك في الدراسة د.«تسينج»، فقال: «لقد ذُهلنا حقًا قدر البلاغة والانسيابية في إجابات الروبوت لدرجة أننا قررنا إدخاله في عملية التقييم الرسمية لدينا والبدء باختبارها وفقًا لمعيار المعرفة الطبية». اختبار شات جي بي تي Chat GPT طبياً جاء معيار الاختبار متكوناً من ثلاثة أجزاء، التي يمر من خلالها خريجي كليات الطب في الولاياتالمتحدة، وعليهم تخطيه أولاً لأجل الحصول ترخيص الممارسة الطبية. وخلالها جاوب شات جي بي تي Chat GPT على 305 سؤال. ولا يتم طرح الأسئلة بشكل مباشرة إجابته تُتاح على النت، لذلك لن تكون جزءًا من المعلومات التي تدرب عليها «شات جي بي تي». فيختبر الامتحان العلوم الأساسية، والمعرفة الطبية، فضلاً عن إدارة الحالة، من ثم يقيِّم التفكير الإكلينيكي، والأخلاقيات، والتفكير النقدي، ومهارات حل المشاكل. فيضي الطلاب مئات الساعات في التحضير للاختبار، فتمكّن الذكاء الاصطناعي من الإجابة على كثير من الأسئلة دون أي تدريب متخصص، بل وأظهر مستوى عالٍ من التوافق والبصيرة في تفسيراته. هل ستحل التكنولوجيا محل الأطباء؟ في هذه النقطة أجاب د.«تسينج»، أن شات جي بي تي قادراً على تعزيز الممارسة الطبية، وسيجعل مهنة الطب أكثر سهولة، لكنه بالطبع لن يحل محل الأطباء، وستستمر الدراسات حول إمكانياته الطبية للتأكد من احتمالية حدوث أخطاء، والتعرف أكثر على المعايير الأخلاقية للروبوت.
