شهد المتحف المصري بالتحرير، فعالية افتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير المتحف، بحضور أحمد عيسي وزير السياحة والآثار، مساء اليوم الإثنين. مشروع التطوير يجري بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار والاتحاد الأوروبي، وبمشاركة لجنة علمية تضم عددا من علماء المصريات بالجامعات المصرية وخمسة متاحف أوروبية كبري هي متحف اللوفر والمتحف البريطاني والمتحف المصري بتورين ومتحف برلين، والمتحف الوطني للآثار في ليدن بهولندا. أقدم متاحف الآثار المصرية في العالم واستهل أحمد عيسى وزير السياحة والآثار كلمته مرحبا بالحضور في رحاب المتحف المصري بالتحرير، أعرق وأقدم متاحف الآثار المصرية في العالم، وأيقونة الحضارة المصرية القديمة على مدار 120 عامًا مضت، وهنأ الدكتور على عبدالحليم على توليه مهام منصبه مديرًا للمتحف المصري بالتحرير متمنيًا له النجاح والتوفيق في مهام عمله، وووجّه الشكر لصباح عبدالرازق المدير العام السابق للمتحف لبلوغها السن القانوني، على ما بذلته من جَهد وعمل دؤوب خلال أكثر من ست سنوات. وقال عيسي: «اليوم هو الإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى من مشروع تطوير المتحف والذي هو رسالة للعالم أجمع بأن المتحف المصري بالتحرير لا زال يطور من نفسه، ما يُمكنه لينافس باقي المتاحف الحديثة الكبرى كالمتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري الكبير، وأنه مستمر في أداء دوره ورسالته كصرح ثقافي، وتعليمي، وحضاري عريق». متحف التحرير مرجع لكل دارسي علم المصريات وأضاف: «المتحف المصري بالتحرير كان وسيظل واحداً من أهم المتاحف في العالم، فهو قبلة الزائرين المصريين والسائحين وعشاق الآثار من كل دول العالم، وأقدم مؤسسة مصرية قائمة لحفظ الآثار المصرية منذ افتتاحه عام 1902، ومجموعاته الأثرية الثرية والفريدة تعتبر مرجعاً أساسياً لا غنى عنه لكل دارسي علم المصريات وعشاق الحضارة المصرية». وأثنى الوزير على افتتاح المرحلة والتي تمثل نموذجاً للتعاون المتميز بين مصر والاتحاد الأوروبي، وبمشاركة لجنة علمية أثرية مصرية وفريق عمل من المتحف المصري بالتحرير، وتحالف من أهم 5 متاحف أوروبية، لوضع رؤية استراتيجية جديدة للمتحف المصري بالتحرير، وتطوير نظام العرض المتحفي للمجموعات الأثرية به وفقاً للمعايير الدولية وبالشكل الذي يؤهله لاستقبال أكبر عدد مُمكن من الزائرين والسائحين. ولم ينسَ «عيسي» توجيه الشكر للدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق، على مجهوداته خلال توليه وزارة السياحة والآثار. وشكر الوزير فريق العمل من المتاحف الخمسة والجانب المصري، وأعضاء اللجنة العلمية المصرية على جهودهم لإنجاح هذه المرحلة الهامة من مشروع تطوير المتحف، بما يفيد في دعم نقل ملف تسجيل المتحف من القائمة التمهيدية إلى القائمة الدائمة لمواقع التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، كما تُقدم بنود خطة التطوير استراتيجيات للتنمية المستدامة تشمل زيادة موارد المتحف والمشاركة المجتمعية، ورفع الكفاءة الإنشائية والمعمارية لمبنى المتحف، وتفعيل النشر العلمي، وتطوير الأرشيف والخدمات الرقمية. خطة تستهدف تحقيق 30% نمو سياحي وشرح «عيسي» الاستراتيجية الوطنية لتنمية صناعة السياحة في مصر والتي تهدف إلى تحقيق نمو سريع في الصناعة يتراوح ما بين 25% إلى 30% سنوياً، ومن أبرز محاورها العمل على تحسين التجربة السياحية في المتاحف والمواقع الأثرية والمقاصد السياحية في مصر، لافتا إلى ما تعقده الوزارة من شراكات مع شركات القطاع الخاص لتقديم وتشغيل ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بالمتاحف والمواقع الأثرية المختلفة، مع التأكيد على الحفاظ على هوية هذه المتاحف والمواقع وطابعها المميز، والتي جاء من بينها المتحف المصري بالتحرير. وقال وزير السياحة والآثار: «المتحف المصري بالتحرير لم يبح بعد بجميع أسراره، وما زالت مخازنه تحتوي على عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تنتظر إعادة اكتشافها وإبراز جمالها وعرضها للجمهور». وأشار الوزير إلى أن الدكتور مصطفى وزيري سيعرض بردية لأول مرة بالمتحف، من نتاج الاكتشافات الأخيرة في منطقة سقارة الأثرية وتحمل اسم «بردية وزيري». تطوير سيناريو العرض بالمتحف واستعرض الدكتور حسن سليم أستاذ المصريات بجامعة عين شمس أعمال المرحلة الأولى من المشروع والتي تمثلت في تطوير قاعة عصور ما قبل التاريخ والعصر العتيق بالدور الأرضي بالمتحف، وتطوير سيناريو العرض المتحفي لمقتنياتها والتى تتبلور فيها فكرة الملكية ومنتجات تلك الفترة من الأدوات الحجرية والأواني الفخارية وأدوات الزينة المصنوعة من العاج. كما أُعيد عرض أول تمثال ملكي في الحضارة المصرية في تلك القاعة ونقوش مقبرة 100 من عصر الأسرة صفر من هيراكونبوليس، وتطوير قاعات الدولة القديمة بالدور الأرضي وسيناريو العرض المتحفي والتي تضم أهم فنون النحت والنقش خلال عصر الدولة القديمة مع إعادة عرض وترميم نقوش مقبرة «نفر ماعت» و«اتت» والدي المهندس خم-ايونو الذي بنى الهرم الأكبر، بالإضافة إلى تطوير قاعات العصر المتأخر بالدور الأرضي والتي تضم أهم الآثار المكتشفة من تونة الجبل وأهمها التابوت النادر الخشبي ل با-دي-اوزير، وأخيراً إعادة عرض كنوز تانيس في الدور الأول حيث تعرض لأول مرة آثار الملك الفضي بسوسنس كاملة في قاعة منفردة وإعادة عرض آثار الملك امون-ام-اوبت والملك شيشنق وقائد الجيش ون-جباو-أن-جد. تعاون مثمر بين مصر و5 متاحف أوروبية بدوره، وصف د. كريستيان جريكو مدير المتحف المصري بتورين ورئيس تحالف المتاحف الأوروبية الخمسة، المشروع بالعمل الرائع، مثنيا على التعاون الوثيق الذي شهده هذا المشروع بين شركائه بما دفع في تحقيق أهدافه، لافتا إلى أن نتائج هذه المرحلة هي الأساس الذي سوف يبني عليه المستقبل الرائع للمتحف المصري بالتحرير، وتوجه بالشكر لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع. شارك في الاحتفالية كل من الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، ومؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور على عبدالحليم مدير عام المتحف المصري بالتحرير، والدكتور حسن سليم أستاذ المصريات بجامعة عين شمس وعضو اللجنة العلمية للمشروع، وحضر كذلك كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، وسفراء دول المتاحف المشاركة في المشروع ومنها فرنسا وإنجلترا وإيطاليا.
