ارتفعت حصيلة قتلى زلزال تركياوسوريا، الذى وقع فجر أمس الأول، إلى أكثر من 5 آلاف قتيل، حيث سقط فى تركيا 3432 قتيلًا وأكثر من 21 ألفًا و103 مصابين، فى حين أعلنت وزارة الصحة السورية أن عدد القتلى وصل لأكثر من 812 شخصًا وأكثر من 3548 مصابًا. وضرب زالزال جديد، صباح أمس، شرقى تركيا بقوة 5.7 درجات على مقياس ريختر دون ورود أنباء عن وقوع أضرار، وفق ما نقله موقع «بى بى سى». ورجحت منظمة الصحة العالمية أن يكون عدد قتلى الزلزال المدمر أعلى من الأرقام المعلنة بنحو 8 مرات فى البلدين، لافتة إلى أن عدد الأشخاص المعرضين للتأثر بتبعات الزلزال ربما يصل ل23 مليون شخص. وقال كبير مسؤولى الطوارئ فى المنظمة، أديلهيد مارشانج، للجنة التنفيذية بالمنظمة، إن هذا الرقم يشمل أكثر من مليون طفل. وأعلن نائب الرئيس التركى، فؤاد أقطاى، وصول فرق إنقاذ من 14 دولة، موضحًا أنها بدأت بالعمل ميدانيًا، مع وصول فرق من 70 دولة قريبًا، وبالرغم من الظروف الجوية الصعبة والبرد القارس، يواصل عمال الإنقاذ فى تركياوسوريا أعمالهم، أملًا فى العثور على الناجين العالقين تحت أنقاض الآلاف من البيوت المنهارة. كانت فرق الإنقاذ التركية أعلنت انهيار أكثر من 5600 مبنى فى العديد من المدن، مشيرة إلى انهيار مبان مكونة من عدة طبقات تضم عائلات كبيرة مكونة من عدد من الأفراد كانوا نياما عندما وقع الزلزال الأول المدمر فجر أمس الأول. وهناك مخاوف من أن يستمر عدد القتلى فى الارتفاع بهذه الوتيرة، خاصة أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن قرابة 20 ألف شخص لقوا مصرعهم. وحذر مدير منظمة الدفاع المدنى التابعة للمعارضة السورية، رائد الصالح، أمس، من خطورة التأخر فى إنقاذ العالقين والمحاصرين تحت أنقاض المبانى، قائلا: «هناك حاجة عاجلة لمساعدات من المنظمات الدولية من أجل جهود الإنقاذ التى تبذلها منظمة الدفاع المدنى المعروفة باسم (الخوذ البيضاء) فى شمال غرب سوريا الذى يسيطر عليه مقاتلو المعارضة». وطالب رئيس الهلال الأحمر السورى، المجتمع الدولى، برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية لمواجهة تداعيات الزلزال الذى خلّف المئات من القتلى والمصابين. وقال الدكتور ريتشارد إدوارد موون، من جامعة ديوك الأمريكية، إن كل شخص بالغ يفقد ما يصل إلى 1.2 لتر من المياه يوميا، مشيرا إلى الظروف بالغة الصعوبة التى يعانى منها العالقون والمحاصرون تحت الأنقاض من نقص للمياه وقلة فى الأكسجين، وأن نقصهما يهددان حياة المحاصرين، لافتا إلى أن حالة الإنسان تصبح حرجة عند فقده 8 لترات من المياه. ويفاقم الطقس بالغ البرودة فى البلدين الأوضاع على المحاصرين، خاصة فى حال استمر حصارهم لفترات طويلة لدرجات حرارة أقل من 21 درجة مئوية، وهو ما يؤثر على الجسم إذا ظل فى درجة حرارة دون 21 درجة مئوية لفترة طويلة. وفيما يتعلق برد الفعل الدولى إزاء الأزمة، أعلنت عدة دول تقديمها مساعدات إلى تركياوسوريا، فقد أعلنت الصين تقديمها مساعدات عاجلة إلى تركيا بقيمة 40 مليون يوان، أى ما يعادل 5.9 مليون دولار أمريكى مساعدات طارئة لجهود الإغاثة فى تركيا، بالإضافة لتقديم الصليب الأحمر الصينى مساعدة عاجلة بقيمة 200 ألف دولار أمريكى لكل من تركياوسوريا. وأعلنت كوريا الجنوبية إرسال فريق مساعدة وإنقاذ مؤلف من 110 أشخاص إلى تركيا، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكى، نيد برايس، أن وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، أبلغ نظيره التركى مولود جاويش أوغلو بأن عليه أن يرفع سماعة الهاتف ويخبرنا كيف نستطيع المساعدة، كما طلب من كبار موظفيه تحديد التمويل لمساعدة تركيا والمنظمات والهيئات غير الحكومية فى سوريا. وأرسلت عدة دول أوروبية وغربية مساعدات إلى تركيا، ووصلت طائرات ومعدات وعمال إنقاذ من عدة دول مثل: ألمانيا وإسبانيا وصربيا ورومانيا وباكستان، كما وصلت مساعدات من إيران والعراق إلى سوريا. وناشدت كل من تركياوسوريا، جميع الدول والجهات المعنية، الحصول على مساعدات دولية فى مواجهة تبعات الزلزال المدمر، كما أعلنت العديد من الدول، منها الدول الأوروبية وحتى المعارضة منها لتركيا، على الفور، إرسال أطقم الإنقاذ لمحاولة انتشال الناجين من تحت الأنقاض. وقالت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات، جينس لينارتشيك، فى تغريدة على «تويتر»: «قمنا بتنشيط آلية الحماية المدنية فى الاتحاد الأوروبى، وينسق مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع للاتحاد الأوروبى نشر فرق الإنقاذ الأوروبية». وأرسلت فرنسا حوالى 140 فردًا من رجال الإنقاذ والإطفاء والأمن المدنى، وعلى الرغم من الخلافات بين الدولتين، أبدت اليونان استعدادها لمساعدة تركيا، إذ تواصل رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وعرض عليه المساعدة الفورية. وأوضح رئيس الوزراء الهندى، ناريندرا مودى أنه يشعر بالأسف بسبب الخسائر فى الأرواح والأضرار بالممتلكات، معلنا تضامن الهند مع الشعب التركى واستعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة لمواجهة هذه المأساة. وأرسل رئيس الوزراء الباكستانى، شهباز شريف، تعازيه لشعبى تركياوسوريا فى سلسلة تغريدات. وقال مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، جيك سوليفان: «كنت على اتصال مع المسؤولين الأتراك لإبلاغهم بأننا على استعداد لتقديم كل المساعدة المطلوبة، سنواصل مراقبة الوضع عن كثب بالتنسيق مع تركيا». وأعربت البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى تركيا عن حزنها العميق للخسائر المأساوية والأضرار الجسيمة التى سببها الزلزال. وفى لفتة إنسانية، أرسلت الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية فرق الاستجابة للطوارئ والفرق الطبية إلى تركيا للإنقاذ والإغاثة، وصرح مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنه تم إرسال فرق الاستجابة للطوارئ من الأممالمتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق إلى تركيا لمساعدة البلاد فى هذه الأوقات الصعبة، علاوة على ذلك، تم حشد فرق الطوارئ الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى تركيا للمساعدة. وتقوم 10 وحدات من الجيش الروسى، تتألف من أكثر من 300 فرد، تقوم بتنظيف الأنقاض والمساعدة فى جهود البحث والإنقاذ فى سوريا، بحسب وزارة الدفاع الروسية. وأعلنت وزارة الخارجية اليابانية إرسال فريق الإنقاذ من الكوارث التابع للبلاد إلى تركيا للمساعدة فى التغلب على هذه الأزمة. وفى بيان، قالت الحكومة اليابانية إنه بناءً على طلب حكومة تركيا، وفى ضوء العلاقات الجيدة التى تربط بين اليابانوتركيا، قررت اليابان تقديم المساعدة لتركيا لتخطى الأزمة.
