تعهد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أمس، بأن تحقق بلاده جميع أهداف حملتها العسكرية فى أوكرانيا، بينما أشاد بالجنود الروس باعتبارهم «أبطالا». وفى الوقت نفسه، حذرت روسيا من أن شحنات الأسلحة الأمريكية الجديدة إلى أوكرانيا لن تؤدى سوى إلى تفاقم النزاع مع موسكو. وفى إشارة إلى شحنات أسلحة أمريكية جديدة إلى كييف، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميترى بيسكوف، إن «كل هذا يؤدى بالتأكيد إلى تفاقم النزاع ولا يبشر بالخير لأوكرانيا». وأكد أنه لا يتوقع تغييرا فى موقف الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بشأن رفضه التفاوض مع الرئيس فلاديمير بوتين بعد الزيارة التى يجريها الأول إلى واشنطن. بدوره، قال الرئيس الروسى، أمس، إن بلاده ستواصل تطوير إمكاناتها العسكرية بما فى ذلك الاستعداد القتالى لقواتها النووية. وأضاف بوتين، خلال اجتماع مع كبار ضباط الجيش لتحديد مهام المؤسسة العسكرية للعام المقبل، أن «القوات المسلحة والقدرات القتالية لها تتزايد باستمرار كل يوم. وهذه العملية بالطبع سوف تتطور»، موضحا: «سنواصل الحفاظ على الاستعداد القتالى لثالوثنا النووى وتحسينه». وتابع بوتين أن تجهيز القوات النووية وصل إلى 91%، معتبرا أن الطائرات المسيرة باتت «أمرا واقعا» ما يستدعى أن تكون معرفة استخدامها لدى كل جندى. كما أعلن بوتين أن الأسطول الروسى سيحصل اعتبارا من مطلع العام المقبل على صواريخ جديدة، قائلا «فى مطلع يناير، ستكون الفرقاطة أميرال جورشكوف فى الخدمة ومزودة بصواريخ زيركون جديدة لا مثيل لها فى العالم». وطالب وزارة الدفاع بتزويد المجندين بأحدث الأسلحة وغيرها من التجهيزات المطلوبة، ودعا إلى توظيف الذكاء الاصطناعى فى التصنيع العسكرى. وقال وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، إن بلاده تقاتل فى أوكرانيا «قوات الغرب المتضافرة»، بسبب دعمها المالى وشحنات الأسلحة إلى كييف. وأضاف فى تقرير خلال اجتماع بين الرئيس بوتين وكبار المسؤولين العسكريين أن «الميناءين فى برديانسك وماريوبول يعملان بكامل طاقتهما. وتم التخطيط لنشر قواعد فيهما لدعم السفن وخدمات إنقاذ فى حالات الطوارئ ووحدات تصليح سفن البحرية». فى سياق متصل، وفى أول زيارة خارجية له منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، تقرر أن يزور زيلينسكى واشنطن ليلتقى نظيره الأمريكى، جو بايدن، الذى يعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات وأسلحة جديدة لكييف تشمل لأول مرة صواريخ باتريوت. ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، لم يغادر زيلينسكى أراضى بلاده، لكنه أجرى محادثات مع قادة دول، وأعضاء برلمانات حول العالم، عبر الفيديو أو الهاتف. وغرد زيلينسكى على تويتر قائلا: «فى طريقى إلى الولاياتالمتحدة لتعزيز المرونة والقدرات الدفاعية لأوكرانيا». من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان، فى بيان إن هذه الزيارة تؤكد أن الولاياتالمتحدة ستدعم أوكرانيا «طالما اقتضت الضرورة». فيما أرسلت رئيسة مجلس النواب الأمريكى، نانسى بيلوسى، أمس الأول، رسالة إلى أعضاء المجلس تحثهم فيها على المشاركة «حضوريا». وفى رسالتها كتبت بيلوسى إلى النواب «من فضلكم احضروا لجلسة سيتم فيها التركيز بشكل خاص على الديمقراطية». وفى سياق زيارة زيلينسكى للولايات المتحدة، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمانة العامة ليست على علم بنية زيلينسكى زيارة مقرها خلال زيارته المحتملة. وقال دوجاريك: «لا نعرف شيئا عن مثل هذه الزيارة». وقال الرئيس الصينى، شى جين بينج، خلال اجتماعه مع رئيس حزب روسيا الموحدة، دميترى ميدفيديف، فى العاصمة الصينية، أمس، إن الحل الأمثل للأزمة فى أوكرانيا هو تسوية سياسية سلمية. وعبر الرئيس الصينى عن أمل بلاده فى أن يحافظ جميع الأطراف المعنية بالأزمة الأوكرانية على ضبط النفس وإزالة المخاوف الأمنية من خلال الطرق السياسية، مشيرا إلى عزم بكين على المساهمة فى استعادة السلام بين روسياوأوكرانيا. فيما تمسك الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، بموقفه بشأن منح روسيا ضمانات أمنية إذا جرت مفاوضات سلام فى نهاية الحرب فى أوكرانيا. وقال ماكرون، فى مقابلة أذيعت مساء أمس الأول على «تى إف 1» و«إل سى إى» الفرنسيتين إن «يوم السلام يتطلب محادثات. أولا وقبل كل شىء بشأن الضمانات لأوكرانيا، لسلامة أراضيها وأمنها على المدى الطويل. ولكن أيضا لروسيا، باعتبار أنها ستكون طرفا فى معاهدة هدنة وسلام». واستمرارا لمسلسل الاتهامات المتبادلة بين روسيا والغرب، قال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أمس، إنه من الواضح عدم إجراء أى دولة أوروبية لتحقيق ملائم فى سلسلة الانفجارات التى ضربت خطى أنابيب غاز نورد ستريم فى سبتمبر الماضى. وقال لافروف: «بعد الانفجارات التى وقعت فى نورد ستريم، والتى يبدو أنه لا توجد دولة فى الاتحاد الأوروبى ستحقق فيها بموضوعية، أوقفت روسيا نقل الغاز عبر الطرق الشمالية». إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام روسية عن مبعوث روسيا إلى المؤسسات الدولية فى فيينا أن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى، يزور روسيا، اليوم، لمناقشة إنشاء منطقة آمنة حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية فى جنوبأوكرانيا.
