«قبل سنوات أصيبت والدتي بسرطان الرئة، مما كان له الأثر الأكبر في أن أنذر علمي وأن أبذل كثير من الجهد لتخفيف معاناة المرضى، وأن أسعى بكل جهد في تحقيق خطوات ملموسة على أرض الواقع، حولت المحنة إلى منحة لعلي أجد في تخفيف آلام المرضى سبيلا لتخفيف آلامي».. كلمات جاءت على لسان الدكتور أحمد السنهوري، المصري الذي تمكن من ابتكار بروتوكولات علاج جديدة لالتهاب عضلة القلب الفيروسي. فقبل أيام احتلقت الجامعة الألمانية في مصر بمرور 20 عاما على افتتاحها، وكان ضمن الحضور أحد خريجيها الذين حققوا نجاحات كبير في ألمانيا في عالم الطب، وهو الدكتور أحمد السنهوري، الذي يقول ل«المصري اليوم»: «تخرجت من كلية الصيدلة الجامعة الألمانية وتم تعييني كمعيد بقسم علم الأدوية، ثم سافرت إلى برلين للتدريس ومن ثم التحق بكلية الطب جامعة برلين شاريتية، وحصلت منها على الماجستير والدكتوراه في علاج امراض القلب، وبفضل الله تم تعييني في قسم علاج أمراض عضلة القلب كباحث ومدرس». وفي محاول لفهم ماذا قدم الطبيب المصري خلال فترة عمله، يقول: «ابتكرت بروتوكولات علاج جديدة لالتهاب عضلة القلب الفيروسي، وقمت بتصميم تجارب إكلينيكية لها، ونشرت أبحاثي في مجلات علمية عالمية، حيث ساهمت في 15 بحثا في هذا المجال، وقمت بإلقاء عدة محاضرات في مؤتمرات عالمية عن طرق العلاج الجديدة، ولكني لم اخترع دواء معين فهذا خارج مجال تخصصي». ويضيف عن أسباب اختياره هذا التخصص: «أحب هذا التخصص لأن العديد من المرضي يعانون من امراض القلب، حيث أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم». وبحسب دراسة طبية قامت بها جامعة هارفارد شارك فيها أطباء وباحثين مصريين إلى أن أمراض القلب تأتي في مقدمة أكثر أسباب الوفاة في مصر. ووفقا لنتائج الدراسة، التي نشرها موقع «للعلم»، فإن معدلات الوفاة في مصر على خلفية الإصابة بأمراض القلب تبلغ نحو 266 شخصًا لكل 100 ألف شخص، وهو ما يعني وصول أعداد الوفيات لكل مليون إلى ما يقرب من 260 ألف حالة وفاة، يليها السرطان بمعدل 59 شخصًا لكل 100 ألف من السكان، يليها أمراض السكري والكلى في المرتبة الثالثة بمعدل 43 شخصًا لكل 100 ألف من السكان. ويشير السنهوري إلى أن البروتوكولات التي قدمها في صورة أبحاث ودراسات ساهمت بالفعل في علاج العديد من المرضي، ووصلت نسب الشفاء إلى 70%. عن تلك النسبة يقول السنهوري: «كانت لحظة فخر واعتزاز لامست قلبي ومدتني بطاقة كبيرة للاستمرار أكثر فأكثر، فأن ترى نتائج جهدك أمام عينيك هو فضل ومنّة من الله، ودليل على أنه بالعمل الجاد يمكن أن تحقق المزيد من النجاح». وبرأيه، أن مصر تمتلك مجموعة كبيرة من خيرة أطباء القلب، ليس داخل مصر فقط ولكن حول العالم، وأبرزهم الدكتور مجدي يعقوب، ويتابع: «أتمنى التواصل معه فهو قيمة وقامة ومثل أعلى وقدوة للأطباء والعلماء في جميع أنحاء العالم فلا يوجد مؤتمر لا يذكر فيه اسمه، بالطبع أدرك أن أبحاثي تعتمد على العلاج الدوائي وهذا تخصص يختلف عن السير مجدي يعقوب فهو جراح عالمي، ولكن كلا التخصصات مكملة لبعضها البعض». النجاح الذي حققه «السنهوري» يعتبره خطوة على الطريق الصحيح، لكنه يؤكد أن ما زال أمامه الكثير ليضيف إليه اسهامات وأبحاث في سبيل تخفيف الآلام عن المرضى. ويختتم السنهوري حديثه: «والدتي رحمها الله كانت الداعم الرئيسي لي، حيث بذلتْ كل غالي ونفيس من اجل تعليمي، بالإضافة إلى دعائها لي بالتوفيق، وقد غرست فيّ منذ الصغر أن من أحيا نفسا كمن أحيا الناس جميعًا، فأنا مهمتي الأساسية هي تقليل معاناة المرضي».
