عادت الحياة لطبيعتها فى شارع الكيلانى، هذا الشارع الرئيسى الذى تقع به كنيسة أبوسيفين بإمبابة، والتى شهدت حريقًا هائلا أمس الأول، راح ضحيته 41 شخصًا، فضلا عن أعداد من المصابين. فى اليوم التالى لحادث حريق كنيسة أبوسيفين، «المصرى اليوم» زارت المكان ورصدت أعمال البناء والتعاون بين الجيران من المسلمين والمسيحيين فى إزالة الحطام وبقايا الكنيسة، وأيضا تواجدهم المستمر لحماية محتويات الكنيسة السليمة، بجانب تقديم واجب العزاء لأسر الضحايا، المحال مفتوحة والشوارع ممتلئة بالمارة، البعض ذهب لرؤية الكنيسة وأعمال الترميم، والبعض الآخر ساعد العمال فى حمل محتويات وبقايا الكنيسة، ومنهم من جاء لتقديم واجب العزاء للأسر الموجودة بجوار الكنيسة. منذ مساء أمس الأول، وفور الانتهاء من التحقيقات، بدأ العمال والمهندسون التابعون للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، العمل على ترميم الكنيسة، فتم نصب السقالات، وبدأت أعمال الترميم للمبنى من الداخل والواجهات، وتفريغ الكنيسة من محتوياتها والبقايا المحترقة، والمحتويات السليمة. رئيس العمال قال، ل«المصرى اليوم»، إن الدورين الثانى والثالث يحتاجان إلى إعادة بناء شبكة الكهرباء والسباكة والدهان ومحارة الحوائط، موضحًا أن العمل مستمر حتى الانتهاء من تسليم المبنى بالكامل وإعادة تشغيله، وأعمال الترميم خارج الكنيسة ليست بالكثيرة ولكن الترميم كله بالداخل. وسط أكوام من الرماد، الممزوج بالزجاج المكسور والأخشاب والأوراق والألعاب المحروقة يتطاير حولهم التراب الأسود المكون من رماد وآثار الحريق وبقايا محتويات الكنيسة التى تحول أغلبها إلى رماد، وقف العمال على السقالات والأخشاب لإزالة بقايا الحريق وآثاره للبدء فى أعمال الترميم، صاحبهم المتطوعون من المسلمين والمسيحيين مرتدين الملابس السوداء، ومعهم أكياس وأدوات والبعض يرتدى قفازات مهمتهم البحث وسط الحطام والزجاج المكسور والرماد عن بقايا محتويات الكنيسة السليمة. صور بلاستيكية وورقية للقديسين، والآباء الكهنة، صور للسيدة العذراء، وكتب تعليمية ودراسية، وألعاب وهدايا وزينة جميعها بقايا الكنيسة التى نجت من الحريق داخل الخزانات ودواليب الكنيسة الخشبية التى ظل بعضها سليما تمامًا رغم الحادث، ففرغ الأب الكاهن والمتطوعون والعمال الدواليب وحملوا المحتويات خارج الكنيسة وأخرجوا المقاعد الخشبية والخزانات الخشبية خارج الكنيسة لإعادتها مرة أخرى بعد الترميم. كنيسة أبوسيفين هى الكنيسة الوحيدة لخدمة أهالى عزبة المطار بإمبابة، وهى عبارة عن مبنى سكنى منذ أكثر من 10 سنوات تحول إلى كنيسة ومركز خدمات حسبما قال أهالى المنطقة ل«المصرى اليوم»، وهى مكونة من 4 طوابق، طابق أرضى يليه طابق بالدور الأول فوق الأرضى به الحضانة، وهذا الطابق احترق بالكامل، ثم الطابق الثانى وبه غرفة يبدو من البقايا أنها مكتب أو غرفة للخدمات، والدور الأخير وهو الدور المخصص للصلاة. مجدى مصباح، أحد سكان المنزل المجاور للكنيسة، امتلأت يداه بالخدوش وآثار الحروق بعد أن هرع للشارع عندما سمع حارس الكنيسة يصرخ للنجدة «الكنيسة بتولع»، عجز مجدى وابنه ذو ال18 عامًا ومن معهما من أهالى الحى عن دخول الكنيسة للمساعدة، بسبب النيران المشتعلة فى بوابة الدخول، فلجأ لصعود سطح منزلهما الملاصق للكنيسة والقفز على سطح الكنيسة، واضطرا لكسر الفتحة الحديدية المصقلة بأرضية السطح والتى لا تتعدى المتر والنصف، والدخول منها للكنيسة، وحاولا إطفاء النيران فى الدور الأخير عن طريق خرطوم مياه مده «مجدى» من منزله، بعدما فرغت جميع طفايات الحريق بالكنيسة، وقال: «كنت بدوس على الجثث عشان أعرف أعدى».
