منذ أن رأى «خالد»، عاطل، شقيقة أسامة جابر، مدرس الحاسب الآلى بالصف في الجيزة، وهو يحاول إقناع أسرتها بالزواج منها، رغم أنه متزوج من أربع سيدات، فتارةً كان يقول لهم: «هطلق واحدة وأتجوزها»، وأخرى يهددهم ب«هقتل واحد منكم»، حتى أنهى حياة أخيها المُدرس بعدة طعنات أمام منزله، ملتاعةَ تحكى زوجة المجنى عليه التفاصيل، مطالبةً: «عاوزة أقصى عقوبة، عندى 5 عيال وحامل في الطفل السادس، عيالى إتيتموا، عاوزة أعيش في أمان». ليلة الجريمة كان «أسامة» نائمًا استيقظ على أصوات مشاجرة، هرول إلى الشارع وجد جارهم «خالد» يشتبك بالأيدى مع شقيقه «حسن»، و«مصطفى» ابن شقيقته، وهو يحاول فض الاشتباك، إذ كان الجار ممسكًا ب«مطواة»، قال له: «إتق الله.. اتركنا بحالنا»، فباغته الجار بطعنات في صدره، وهو يقول: «كويس إنك إنت اللى جيت.. عاوزك إنت». فزع أولاد المُدرس حين شاهدوا والدهم غارقًا في دمه، لم تُبارح ذاكرتهم تلك التفاصيل، أكبرهم عمره 13 عامًا، لم تذق عيناه النوم، ويردد على مسامع والدته كلمات حزينة، من بينها: «يا ماما ملحقناش نشبع من بابا.. عاوزه ييجى لينا تانى.. نخرج مع بعض، كان بيحفظنا قرآن، والنّاس كلها كانت بتحبه.. وكان عاوزنى أكون مهندس، وأخويا التانى دكتور.. وبيوصينى على باقى إخواتى الصغيرين». زوجة المجنى عليه تتألم جراء حكيها ساعات ما قبل الجريمة، إذ حضر شيخ البلد بجلسة عٌرفية، ووبخ جارهم «خالد» بقوله: «يا ابنى في حد عاوز يتزوج واحدة بالعافية؟.. وإزاى عاوز تتزوجها وهى مخطوبة؟!.. وتعادى إخواتها وترمى طوب على بيتهم من غير سبب!!».. حينها لم يعر الجار اهتمامًا بالجلسة، وواصل تعديه على بيت المُدرس، وفق زوجته «كان بيقف في بلكونته بالشورت بس.. مكانتش بعرف أدخل أنشر الغسيل.. غير تحديف الطوب على بلكونتنا». كان «خالد» يستغل طلاق شقيقة المُدرس الكبرى من ابن عمومته قبل سنوات، ويعتدى على ابنها «مصطفى»، وهو ما حدث ليلة الجريمة، ليزيد غضب «أسامة» الذي رفض بإصرار فسخ خطوبة شقيقته الصغرى للزواج من جارهم، وقوله له: «إزاى تتزوج أنت؟.. يا عم أنت متزوج من 4!!.. وعاطل عن العمل وعايش على ميراث أبوك!!». والدة المجنى عليه تصرخ وهى تروى «نزلت بجرى بهدوم البيت في الشارع، وأقول للجانى حرام عليك سيب ابنى، ببص لقيت ولدى نور عينى أول فرحتى، روحه صعدت إلى بارئها».. تصمت قليلًا، تضيف حزينة: «يرضى ربنا اللى حصل ده؟!.. هو الجواز بالعافية يا ناس؟!.. عمرنا ما كنا هنجوز بنتى لجارنا». لم تكف عائلة المتهم- وفق أم «أسامة»- عن مضايقتهم، «ركبوا كاميرات مراقبة موجهة على بيتنا، وبتكشف تفاصيل حياتنا داخل الشقق، وإحنا خايفين ننزل الشارع منهم»، تكمل: «الفرح في بيتنا تحول لمأتم.. ابنى ساب كوم لحم مين هيربيهم؟.. ابنى مات وهو في عز شبابه!!». أقارب المتهم رفضوا التحدث عن تفاصيل الواقعة.. فيما أشاد الأهالى بحسن سير وسلوك المجنى عليه وقالوا: «مكانش بيسيب فرض في الجامع ويقف إمامًا بينا»، بينما أغضبهم تصرفات الجانى وقالوا: «على طول كان بيشاكل طوب الأرض». النيابة العامة قررت حبس الجار واثنين من أقاربه كانا يؤازرانه بمسرح الجريمة، وجدّد قاضى المعارضات فترة الحبس الاحتياطى لهم ل 15 يومًا.