التوتر يعود إلى أذربيجان وأرمينيا: تهدئة لم تنجح (تقرير)

توترت الأجواء من جديد بين أذربيجان وأرمينيا بعد تحرك عسكري من باكو سيطرت خلاله على مرتفعات استراتيجية عدة في إقليم ناجورنو كاراباخ، وفقًا لما نقلت «سكاي نيوز عربية».
وقال الجيش الأذربيجاني إنه شن عملية، أطلق عليها اسم «انتقام» ردا على ما وصفها ب«التحركات الإرهابية غير المشروعة للمجموعات الأرمنية المسلحة في أراضي أذربيجان».
وقتل جندي أذربيجاني ومقاتلان أرمنيان، اليوم الأربعاء، في أعمال عنف قرب ناجورنو كاراباخ، فيما وقع زعيم الانفصاليين في ناغورني كاراباخ، أرايك هاروتيونيان، مرسومًا يعلن تعبئة عسكرية جزئية في هذه المنطقة.
وتأتي المناوشات الجديدة بعد نحو أسبوعين من عقد وزيري الخارجية الأرميني والأذربيجاني محادثات ثنائية مباشرة هي الأولى بينهما منذ حرب 2020، حيث تشكل المفاوضات التي جرت في العاصمة الجورجية تبليسي، استكمالا لاتفاق بين البلدين الواقعين في منطقة القوقاز تم التوصل إليه بوساطة الاتحاد الأوروبي في مايو «للدفع قدما بالمحادثات» حول إبرام اتفاقية سلام.
وأعلنت الخارجية الأرمينية، أن القوات المسلحة الأذربيجانية انتهكت مرة أخرى البيان الثلاثي لقادة أرمينيا وروسيا وأذربيجان بشأن وقف الأعمال العدائية في منطقة نزاع ناجورنو كاراباخ المؤرخ 9 نوفمبر 2020، وشنت عدوانا في منطقة مسؤولية وحدة حفظ السلام الروسية، مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى.
وأضافت على الرغم من الخطوات التي اتخذها الجانب الأرميني لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، تواصل أذربيجان سياستها لإرهاب سكان ناجورنو كاراباخ.
وتابع: تصريحات الجانب الأذربيجاني التي تحاول من جانب واحد تغيير النظام القانوني في ممر لاتشين المحدد في البند 6 من البيان الثلاثي غير مقبولة تماما، ونعيد التأكيد على أن الطريق المار عبر ممر لاتشين لا يمكن تغييره إلا وفقا للخطة التي تقرها أطراف البيان الثلاثي.
وكما تم تحديد بوضوح في البيان الصادر في 9 نوفمبر، خلال السنوات الثلاث المقبلة، يجب على الأطراف (أي روسيا وأرمينيا وأذربيجان) تحديد خطة لبناء طريق مرور جديد عبر ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بناجورنو كاراباخ، وما تلاه من إعادة نشر وحدة حفظ سلام روسية لحماية ذلك الطريق.
وتابع: من الضروري التأكيد مرة أخرى على أن جمهورية أرمينيا أوفت بجميع التزاماتها. ويعود سبب عدم تنفيذ عدد من بنود البيان الثلاثي الصادر في 9 نوفمبر إلى التفسيرات التعسفية والخطاب العدواني المستمر والأعمال العدوانية التي تتخذها أذربيجان.
واختتم البيان أن أرمينيا، إذ تجدد التزامها بإرساء السلام والاستقرار في المنطقة، وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير لوقف السلوك العدواني لأذربيجان وإطلاق الآليات الدولية اللازمة لتنفيذها.
وردا على الخارجية الأرمينية، اعتبرت وزارة خارجية أذربيجانَ، ما ذكرته أرمينيا بانتهاك البيان الثلاثي ليس سوى الرياء والنفاق، وأضاف البيان: لقد أعلنا مرارا أن أرمينيا لا تنفذ بنود البيان الثلاثي الموقع في 10 نوفمبر عام 2020 وخاصة أن الوحدات الأرمينية المسلحة لم تغادر الأراضي الأذربيجانية بعدُ. بموجب المادة الرابعة للبيان الثلاثي، «يتم نشر قوات حفظ السلام الروسية بالتزامن مع انسحاب القوات الأرمينية المسلحة».
وتابع أن نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الارمينية ساهاك ساهاكيان قال في لقائه مع أفراد اسرة الجنود في 29 يونيو لهذا العام أن «الجنود الأرمن من التجنيد الالزامي في منطقة كاراباخ سيتم استبدالهم بالمجندين»، وقال رئيس مجلس الامن في أرمينيا ارمين جريغوريان أن عملية مغادرة وحدات القوات المسلحة لارمينيا منطقةَ كاراباخ ستنتهي في شهر سبتمبر لهذا العام«، وكل هذا دليل واضح لاستمرار نشر وحداتها العسكرية بشكل غير شرعي في أراضي الدولة المجاورة بما يتناقض مع التزامات أرمينيا.
وأكدت الخارجية الأذربيجانية أنه تم التأكيد على أن سبب التصعيد الأخير هو تواجد الوحدات الأرمينية المسلحة غير الشرعية في أراضي أذربيجان وإقدامها على تنفيذ الأعمال التخريبية. إن الحادث الدموي الذي أسفر عن مقتل الجندي الاذربيجاني في 3 أغسطس هو نتيجة عدم تنفيذ أرمينيا التزاماتها بالذات.
وتابع: نلفت انتباه وزارة خارجية أرمينيا التي تتهم أذربيجان بانتهاك البند السادس للبيان الثلاثي إلى أن اعمال انشاء الطريق الجديد فيما يتعلق بممر لاتشين مستمرة بناء على الاتجاه المتفق عليه منذ أشهر طويلة وأن أرمينيا لديها علم كاف عن هذا الطريق.
واتهمت باكو، أرمينيا إلى تأخير تنفيذ هذا الالتزام تحت ذرائع مختلفة كما تفعله في تنفيذ البنود الأخرى للبيان الثلاثي، فهذا دليل ساطع على النشاط غير البناء لأرمينيا في تنفيذ البيانات الثلاثية والاتفاقات الأخرى.