أدلى الناخبون التونسيون بأصواتهم، أمس، فى الاستفتاء على مشروع الدستور التونسى الجديد، الذى يحول النظام الحاكم من نظام شبه برلمانى إلى النظام الرئاسى، وسط إجراءات أمنية مشددة. وفتح أكثر من 11 ألف مركز اقتراع أبوابها أمام الناخبين، ووصفت هيئة الانتخابات انطلاق الاستفتاء ب«المشجع». وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فاروق بوعسكر، إن انطلاق الاقتراع تم بشكل سلس وطبيعى، إذ فتحت 4536 مركزًا و11236 مكتب اقتراع أبوابها أمام الناخبين، على أن يتم إغلاق جميع المراكز والمكاتب الساعة العاشرة مساء أمس بالتوقيت التونسى، ليتم بعد ذلك انطلاق عملية الفرز. وقبل انطلاق الاستفتاء، كشفت هيئة الانتخابات أن كل الأمور اللوجستية باتت جاهزة لإجراء الاستفتاء، وقال «بوعسكر» إن نسبة مشاركة الجالية التونسية فى الخارج أولية ومعتادة مقارنة بالاستحقاقات السابقة، وحذر «بوعسكر» من محاولات ممنهجة للتشويش على العملية الانتخابية فى الخارج. وأدلى الرئيس التونسى قيس سعيد وزوجته إشراف شبيل بصوتيهما فى مركز اقتراع بحى النصر بالعاصمة تونس، كما أدلت رئيسة الحكومة نجلاء بودن بصوتها بمركز الاقتراع فى المدرسة الابتدائية بالبحيرة. وبعد التصويت، قال «سعيد»: «اليوم، الشعب التونسى مطالب بأن يحسم هذا الأمر، وهو حر فى التصويت، نؤسس معًا جمهورية جديدة تقوم على الحرية الحقيقية والعدل الحقيقى والكرامة الوطنية». وأضاف: «على الشعب التونسى أن يكون فى الموعد والتاريخ، نحن أمام خيار تاريخى فى بناء جمهورية جديدة»، وتعهد بتحقيق مطالب التونسيين بالإصلاح ومكافحة الفساد. وأوضح «سعيد»: «كل واحد منّا يمتلك جزءًا من السيادة، وعليه أن يمارس سيادته». وأكد أن النظام الرئاسى الذى يجرى الاستفتاء عليه ليس بالصورة التى يصورها البعض، فهناك تقنيات من النظام البرلمانى، فالحكومة مسؤولة أمام البرلمان، وقال إن هناك جهات سياسية تريد استنساخ نص فى السابق حتى تكرر التجربة السابقة نفسها. وتابع «سعيد»: «تونس كانت فى 1959 نظامًا رئاسيًّا أو شبه رئاسى، لكن النظام لا يُقاس بتفريق السلطات، بل بالتعددية الحزبية والتعددية السياسية الحقيقية». وأضاف أن هناك العديد من الوسائل التى تُحدث التوازن فى النظام السياسى والفصل فى السلطات، وشدد على أن رئيس الجمهورية لا يستمد مشروعيته من البرلمان، بل «من الشعب الذى هو الفيصل فى نهاية المطاف». وانتقد الرئيس التونسى الفساد ومحاولات مكافحته الخجولة، وقال: «أموالنا المنهوبة بالمليارات بقيت منهوبة، ولم يُحركوا ساكنًا. تحركوا فى بعض الفصول».