في الوقت الذي يخيم فيه شبح اندلاع حرب نووية في إطار الحرب الأوكرانية، بعد إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حالة تأهب نووى قصوى في بلاده في ظل تصاعد الضغوط على موسكو وتهديدات حلف شمال الأطلسى «ناتو»، أكّدت الولاياتالمتحدة أنها لم ترصد أي تغيير «ملموس» في الوضع النووى الروسى منذ أن وضع بوتين قوته الرادعة في حالة تأهّب، وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): «لانزال نراقب ونرصد الوضع عن كثب، ولا أعتقد أننا رأينا نتيجة ملموسة لقراره، ليس بعد». وأكد الرئيس الأمريكى جو بايدن أنه لا يجب على الأمريكيين القلق من احتمال اندلاع حرب نووية، وأكدت الولايات المتّحدة أنها لا ترى وقوع حرب نووية في الأفق، وأنها لن ترفع حالة التأهب القصوى لقدراتها النووية. وأكد المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك أن اندلاع نزاع نووى فكرة «لا يمكن تصورها»، بينما دعت الصين إلى ضبط النفس بعد إعلان بوتين، وأكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى أن الاتحاد الأوروبى لن يرد بالتصعيد بعد إعلان بوتين، وأعلن وزير الدفاع البريطانى بن والاس أن إعلان بوتين ليس أكثر من «معركة خطابية»، وقال إن المملكة المتحدة لن تفعل أي شىء لتصعيد الوضع النووى، وأكد أن امتلاك السلاح النووى ليس حكرًا على روسيا، وقال: «إن بريطانيا قوة نووية، ويعرف بوتين أن أي استخدام لسلاح نووى سيكون له رد مساوٍ أو أكبر من الغرب». وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن القوات الروسية تتواجد على مقربة من أكبر محطة نووية في أوكرانيا، معربة عن «قلقها البالغ» إزاء تطور الأوضاع. ولاتزال «المفاعلات الستة لمنشأة زابوريجيا شرق أوكرانيا بأمان»، وفق الوكالة، وحذّر مديرها رافايل جروسى مجددًا من «أى عمل من شأنه أن يهدد أمن» المواقع النووية في أوكرانيا، وتعقد الوكالة اجتماعًا، اليوم، لبحث «المخاطر الحقيقية» للحرب، وفى موقع محطة «تشيرنوبل» التي أصبحت في قبضة الروس، لم يتم استبدال رئيس الفريق المناوب للمحطة. بدوره، حذر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أمس، من أن «أوكرانيا لديها القدرة على التحول إلى دولة نووية»، وقال لافروف، أمام مؤتمر نزع الأسلحة في جينيف، إن «أوكرانيا مازالت لديها تكنولوجيا نووية سوفيتية ولابد من مواجهة هذا الخطر»، ونشرت موسكو بعض المركبات «ذات القدرة المزدوجة» التي يمكنها إطلاق أسلحة نووية قرب أوكرانيا، لكن لا توجد مؤشرات على أن موسكو نشرت بالفعل أسلحة نووية أو وحدات نووية، وأكد لافروف أن الأسلحة النووية الأمريكية في الدول الأوروبية يجب أن تُعاد إلى الأراضى الأمريكية. وفى بداية 2022، تمتلك روسيا نحو 4 آلاف و447 رأسًا حربيًا، تم نشر 1588 منها على صواريخ باليستية وقواعد قاذفات ثقيلة، مع 977 رأسًا حربيًا استراتيجيًا، و1912 رأسًا حربيًا غير استراتيجى في الاحتياط، أما أوكرانيا فقد ورثت عددًا كبيرًا من الأسلحة النووية بعد انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991، لكنها قررت نزع السلاح النووى تمامًا بموجب «مذكرة بودابست» عام 1994، مقابل ضمانات أمنية لها من الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدةوروسيا. وتوجد في أكرانيا 4 محطات نووية فاعلة تُؤمّن نحو نصف احتياجاتها من الكهرباء، ومستودعات عدّة للنفايات المشعّة بينها محطة «تشيرنوبل» التي شهدت عام 1986 أسوأ كارثة نووية في التاريخ. وفى الوقت نفسه، نددت الدول الغربية بنتيجة استفتاء شعبى في بيلاروسيا حليفة روسيا، أسفرت نتائجه عن الموافقة على خطط بيلاروسيا لاعتماد دستور جديد يلغى وضعها الحالى غير النووى، ويمهد الطريق أمام مينسك لنشر أسلحة نووية روسية على أراضيها للمرة الأولى منذ استقلالها عام 1990، وقال الزعيم البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو: «إذا نقل الغرب أسلحة نووية إلى بولندا أو ليتوانيا سأعود إلى بوتين لإعادة الأسلحة النووية».
