«صناعة الألباستر»، أحد أهم الفنون التراثية التى تنفرد وتتميز بها ورش ومصانع القرنة فى الأقصر، والتى تعج بها المعابد الفرعونية ومئات المقابر للملوك والأمراء والنبلاء، إذ يحصل العمال على الحجارة من أماكن بعيدة فى أسوان والمنيا ونجع حمادى وبنى سويف، ويتم تشكيلها لاستنساخ تحف أقرب لمنحوتات القدماء المصريين. وتشهد صناعة الألباستر، خلال الفترة الأخيرة، انتعاشة قوية، بعد التدفقات السياحية الوافدة من مختلف الأسواق العالمية، سواء بالطيران المباشر للأقصر أو من خلال رحلات اليوم الواحد القادمة من الغردقة وباقى مدن البحر الأحمر، بمعدلات كبيرة، بعد سنوات عجاف عاشها الصناع عقب ثورة 25 يناير. العمال يجلسون فى الظل منهم من يمسك آلة تشكيل الحجر، ومن يمسك مبردا وقطعة من الصخر، أو شاكوشا أو أزميلا، تتشكل بين أيديهم القطع لتتحول إلى منحوتات فنية لكيلوباترا أو نفرتيتى أو الإله سخمت أو جعران صغير أو أنتيكات، وغيرها من التحف الفنية، مصنوعة بدقة وروعة ورقة بالغين، إذ يعمل معظم شباب القرنة فى هذه المهنة للحفاظ على تراث أجدادهم القدماء. أحمد رمضان، صاحب مصنع وأحد المهتمين بصناعة الألباستر، قال إن هذه الصناعة تعتمد على أحجار البازلت والجرانيت والحجر الجيرى، وحجر الأونكتس، كما أن الألباستر عبارة عن 3 أنواع رئيسية منها الأبيض، الأخضر، البنى، ويتم جلب هذه الأحجار من منطقة خلف وادى الملوك والملكات بمسافة 150 كيلومترا على حدود أسوان. وأضاف أنه فور وصول الأحجار تبدأ مراحل بناء الألباستر، والتى تبدأ بالتقطيع والخراطة والتشطيف، ثم يتم وضع المنتج فى الفرن لكى يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع ليصبح المنتج جاهزًا للعرض فى المعارض والبازارات، موضحًا أن العمال يستخدمون أدوات بسيطة فى صناعة الألباستر مثل الشاكوش والأزميل والمبرد. الألباستر وأوضح محمد همام، وكيل نقابة المرشدين السياحيين بالأقصر، أن كثيرًا من السياح الوافدين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر، يحرصون على التوجه لمصانع وورش الألباستر لمشاهدة مراحل التصنيع واقتناء التماثيل المقلدة، وهذه المنطقة العامرة بالعمال المهرة الذين يعملون فى صناعة الألباستر للحفاظ على تراث الأجداد والترويج للسياحة. وأشار إلى أنه منذ عام 2014 أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بهذه الصناعة من خلال عقد العديد من ورش العمل لتعليم فن النحت باستخدام أحجار الألباستر ضمن برنامج التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، والتى استهدفت الفئة العمرية من 10 حتى 15 عامًا. وبحسب مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، يبلغ عدد مصانع الألباستر نحو 80 مصنعًا، و130 ورشة صغيرة تنتج أكثر من 1000 قطعة أسبوعيًا.
