احتفلت منظمة الأممالمتحدة، أمس، ب«اليوم العالمى للغة العربية»، عبر فعاليات واحتفاليات عدة، تحت عنوان: «اللغة العربية والتواصل الحضارى». وقالت المنظمة، فى بيان نشرته على موقعها باللغة العربية: «موضوع اليوم العالمى للغة العربية لهذا العام هو اللغة العربية والتواصل الحضارى، ويعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجددًا على الدور الهام الذى تؤديه فى مد جسور الوصال بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات». وأضاف البيان: «تتمثل الغاية من هذا الموضوع فى إبراز الدور التاريخى الذى تضطلع به اللغة العربية كأداة لاستحداث المعارف وتناقلها، فضلًا عن كونها وسيلة للارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام، وكانت، على مر القرون، الركيزة المشتركة وحلقة الوصل التى تجسّد ثراء الوجود الإنسانى وتتيح الانتفاع بالعديد من الموارد». وأوضح: «تعد اللغة العربية ركنًا من أركان التنوع الثقافى للبشرية، وهى إحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخدامًا فى العالم، إذ يتكلمها يوميًا ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة». وأشارت المنظمة فى بيانها إلى أن متحدثى العربية يتوزعون بين المنطقة العربية وعديد المناطق الأخرى المجاورة كتركيا وتشاد ومالى السنغال وإريتريا، إذ إن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهى لغة مقدسة- لغة القرآن- ولا تتم الصلاة إلا بإتقان بعض من كلماتها، كما أن العربية هى كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية فى المنطقة العربية، كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية فى العصور الوسطى. وتابع البيان: «تتيح اللغة العربية الدخول لعالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيح والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب فى ميادين متنوعة تضم، على سبيل المثال لا الحصر، الهندسة والشعر والفلسفة والغناء»، لافتًا إلى أن اللغة العربية سادت لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب. من جانبه قال شوقى علام، مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن اللغة العربية تعدُّ من أوفر اللغات من حيث المعانى والمواد على مستوى العالم، وهى بذلك تكون أوفى بالتعبير عن دقائق الحاجات الإنسانية، وتلك وظيفة أى لغة فى الأساس. وأضاف، فى كلمته بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية، الذى يوافق 18 ديسمبر من كل عام، أن اللغة العربية متطورة وليست جامدة، وتستوعب الزمان والمكان، مشددًا على ضرورة النهوض بها والحفاظ عليها، واستعادة لغتنا الفصيحة التى تعبر عن هويتنا وحضارتنا العربية الضاربة فى التاريخ والقدم، خاصة أننا فى عصر انتشر فيه من التكنولوجيا الحديثة كل ما من شأنه إضعاف اللغة وتشويهها. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إطلاق شهر اللغة العربية بدءا من 21 فبراير المقبل الذى يصادف اليوم العالمى للغة الأم، وحتى 22 مارس تاريخ تأسيس جامعة الدول العربية، بالتعاون مع المجلس الدولى للغة العربية، داعيا لمعالجة مشكلة الإنتاج العلمى والإبداع والابتكار العربى، لإحداث نهضة جديدة للغة العربية. وأشار، فى كلمته خلال الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية فى دبى، إلى أن اللغة العربية لديها من الإمكانات وسعة الألفاظ والاشتقاقات، ما يجعل منها لغة علمٍ بامتياز، إلى جوار كونها لغة شاعرة أيضًا، وثمة جهدٌ مطلوب من أجل تعزيز حضور العربية كوسيط لنقل وتلقى العلوم والتكنولوجيا، وهو جهد يتعين أن تضطلع به الحكومات والمؤسسات العلمية والأكاديمية، وكذا المثقفون العرب المهتمون بقضية اللغة ومستقبلها. وأضاف: «نحتفل باللغة العربية فى يومها العالمى تحت عنوان: «اللغة العربية.. جسر للتواصل الحضارى»، وهو شعار ينسجم مع رسالة إكسبو 2020 دبى «تواصل العقول وصنع المستقبل»، فالتواصل هو غاية اللغة ووظيفتها، ويرتبط مستوى التواصل، الحضارى والفكرى، بمدى قدرة اللغة على تحقيقه، وبما تتيحه من إمكانيات للتكيف مع نظم ثقافية مختلفة. وبالتزامن مع اليوم العالمى للغة العربية، استقبل الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أمس، وفدًا من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، برئاسة الدكتور عبدالراضى عبدالمحسن، عميد الكلية، يرافقه الدكتور صبرى الجندى، مستشار وزير التعليم العالى، بمركز المحاكاة والتدريب البحرى التابع للهيئة بمحافظة الإسماعيلية.
