افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، المرحلة الأولى من تطوير مسجد الأمير «الطنبغا الماردانى»، بالدرب الأحمر، مساء أمس الأول، وذلك بحضور الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، ومجموعة من السفراء والمراسلين الأجانب الذين أشادوا بإنجازات الدولة فى مختلف المجالات، والنهضة التى تشهدها فى البناء والتعمير والعناية بالتراث الحضارى والأثرى وصيانة دور العبادة. وخلال اللقاء، رحب وزير الأوقاف بوزير الآثار ومحافظ القاهرة والسفراء والجهة المانحة لتطوير هذا الصرح الإسلامى العريق، مؤكدًا: «إننا بهذا الجمع نرسل رسالة تسامح دينى عظيمة للعالم كله، حيث لم يسأل أحد أحدًا عن دينه أو معتقده عند دخول المسجد، فنجتمع بحس إنسانى وعلى أرضية إنسانية مشتركة دون أى تمييز». وأشار الوزير إلى أن الدولة قامت بترميم الكنائس والمعابد، كما رممت المعبد اليهودى بالإسكندرية من موازنتها، مع أن هذا المعبد لا يستخدم فى العبادة، احترامًا منها لقدسية أماكن ودور العبادة وإيمانها بضرورة الحفاظ على التراث الإنسانى كونه تراثًا إنسانيًّا وتاريخيًّا حضاريًّا، وأن الدولة المصرية كما تبنى المساجد تبنى الكنائس، وتصون الكنائس كما تصون المساجد، لأنها تؤمن بحرية المعتقد وحرمة دور العبادة وحرية إقامة الشعائر، وهذه هى مصر الجديدة وجمهوريتها الجديدة التى تنطلق بها نحو آفاق واسعة من التسامح الدينى والتعايش السلمى والسلام الإنسانى. وأوضح وزير الأوقاف أننا فى مصر معنيون بالتراث الإنسانى بغض النظر عن الدين أو المعتقد، سواء أكان إسلاميًّا أو مسيحيًّا أو يهوديًّا أو فرعونيًّا، وأن مصر تمتلك تاريخًا عريقًا من الحضارة، ودورنا المحافظة عليه وحسن صيانته، وهو ما يتم بالتعاون بين جميع مؤسسات الدولة، موجهًا رسالة سلام من قلب القاهرة التاريخية إلى العالم مفادها أن الأديان تجمع ولا تفرق، ولا تفرقة على أساس الدين أو المعتقد، مشيرًا إلى التعاون غير المسبوق بين وزارتى الأوقاف والآثار فى صيانة وترميم المساجد التاريخية والأثرية. من ناحية أخرى، أكد وزير الأوقاف، على أهمية استخدام العقل فى التفكر والتدبر. وقال فى خطبة الجمعة من مسجد الإمام البوصيرى بمحافظة الإسكندرية، أمس، إن عدم إعمال العقل فى فهم النص من أهم أسباب التطرف الفكرى، مؤكدًا أنه لا غنى عن إعمال العقل فى فهم صحيح النص وفى تطبيقاته، وفى إنزال الحكم الشرعى على مناطه من الواقع العملى، كما أنه لا بد من إعادة قراءة النص فى ضوء مستجدات العصر. وأشار الوزير إلى أن الإسلام فتح باب الاجتهاد واسعًا، مشددًا على أهمية فهم مرامى النصوص ومقاصدها، محذرًا من المتحجرين الذين يقفون عند ظواهر النصوص لا يتجاوزن الظاهر الحرفى لها، فيقعون فى العنت والمشقة على أنفسهم وعلى من يحاولون حملهم على هذا الفهم المتحجر، مشيرًا إلى أن الإمام أبا حنيفة (رحمه الله) صاحب مدرسة رائدة لإعمال العقل فى فهم النص.
