دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تطوير العمل الإنسانى لتحقيق المزيد من النجاحات وتوسيع قطاعات العمل والخدمات الإنسانية، مشددًا على أنه كلما تعززت مواردنا المالية زادت قدرتنا على إسعاد المصريين. وقال الرئيس السيسى، خلال مداخلته فى احتفالية «أبواب الخير» التى ينظمها صندوق «تحيا مصر» بالعاصمة الإدارية الجديدة، أمس: «نجحنا الفترة الماضية فى العديد من القطاعات، منها توفير السكن اللائق ودعم الغارمات بمساهمة من الصندوق ومنظمات المجتمع المدنى، بالإضافة لمبادرة أطفال بلا مأوى، لكننا لا نزال نطمح لتحقيق مزيد من الخير»، مؤكدًا أن هناك تنسيقًا بين أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدنى لتنظيم العمل الخيرى. وأضاف: «لم نصل بعد إلى ال100 مليار جنيه، التى كنا نطمح لحشدها للصندوق»، داعيا رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، للعمل على حشد المزيد من الموارد لصالح الصندوق؛ سواء من خلال تبرعات المواطنين أو غيرها من الموارد لزيادة قدرة الصندوق على العمل الخيرى. وأوضح أن عمل الصندوق ومنظمات المجتمع المدنى لم يقتصر على توزيع السلع والمساعدات، وإنما امتد لإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، ومن الجميل أن نحول أسرة من مرحلة الاحتياج لمرحلة الاكتفاء. وأشار الرئيس السيسى إلى أن المجتمع يقدّر هذا الجهد الذى يلمسه، فهو جهد مخلص وكبير ومنظم، فضلا عن أنه وسيلة إضافية لمواجهة التحديات التى يواجهها المواطن، وساق مثالًا على الجهد المبذول لإسعاد الناس، بملف الإسكان، قائلا: «حاولنا حل المسألة بشكل أفضل؛ الأمر الذى حقق نجاحًا ونحن مستمرون فيه، وكذا المبادرات الصحية المختلفة، على غرار نور حياة وغيرها، والتى ساهم صندوق تحيا مصر فيها، وحقق نجاحًا كبيرًا». ولفت إلى مساهمة الصندوق مع منظمات المجتمع المدنى فى تخفيف الأعباء عن الغارمين والغارمات وأطفال بلا مأوى، لكنه طالب بمزيد من العمل فى هذا الصدد، مشددا على أنه كلما زادت قدرتنا المالية، زاد العمل. ونوه إلى أن جمعيات عدة، مثل «الأورمان- مصر الخير» تبذل جهدًا ملحوظًا فى مجال العمل الخيرى؛ إذ تقوم بتوزيع سلع ومشروعات صغيرة متناهية الصغر على المواطنين، مضيفا: «لو استطعنا تحويل حياة أسرة من الاحتياج الشديد إلى تلبية حاجتها عبر دعمنا، فإننا سنكون أنجزنا شيئا عظيما»، وساق الرئيس مثالًا بتوزيع رؤوس الماشية على المواطنين فى الريف؛ ما أسهم فى تغيير أوضاعهم الحياتية. وتساءل عن نوعية الماشية التى يتم إعطاؤها للمواطنين، موضحا أن هناك ماشية مرتفعة الثمن تدرّ 40 كيلو حليب فى اليوم، مضيفا أننا لو استطعنا توفير مثل تلك الأنواع من الماشية التى تدر حليبًا ما بين 30 إلى 40 كيلو؛ فسنكون قد حققنا إنجازا كبيرا فى حياة المواطن. وتابع: «نجحنا فى تحسين الأوضاع المعيشية لأسر كثيرة وتغيير حالها للأفضل، ويمكننا أن نمنح أراضى زراعية للمواطنين من أجل العمل فيها، وسداد ثمنها دون فوائد؛ حال توفر قدرة مالية كبيرة للصندوق». ووجه الرئيس السيسى حديثه إلى منظمات المجتمع المدنى والمشاركين فى العمل الخيرى، بتخفيف الظروف الصعبة للمصريين وتطوير حياتهم، وتحويلها من حياة صعبة لحياة أكثر استقرارًا. وقال: «يمكننا تنفيذ مشروع لاستبدال السيارات القديمة بأخرى حديثة، بحيث يسدد مالكها جزءًا منها على أن تسدد الدولة الباقى، حال توافر القدرة المالية للصندوق وكذا القدرة المالية للدولة، مضيفا أن السيارات القديمة سترهق مالكها بتكاليف الصيانة المتكررة، على عكس السيارة الحديثة التى تدار بغاز بسيط وستكون نظيفة. وشدد على أن توافر القدرة المالية للدولة والصندوق سيعزز القدرة على العمل الخيرى، ما يحدث فارقا ملموسا فى حياة المواطنين، وطلب الرئيس من أمين صندوق «تحيا مصر»، اللواء محمد أمين نصر، توفير الصندوق لنحو 10 آلاف سيارة جديدة، لإحلالها بدلًا من القديمة حتى لو سدد صاحبها نصف ثمنها، غير أنه سأل: «هل هناك أموال تكفى للتنفيذ». وفيما يتعلق بجهود الدولة لمواجهة جائحة كورونا، طالب الرئيس السيسى بالتوسع فى توزيع مستلزمات الوقاية، كالمطهرات والكمامات ولوازم العزل مع العبوات التى يتم توزيعها، مشيرا إلى أن الأمور مرت بسلام خلال الموجات الأولى والثانية والثالثة، ونحن على أعتاب الموجة الرابعة. وشدد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، مؤكدا أهمية الاستجابة لحملة التطعيم باللقاحات المضادة للفيروس، التى تنفذها وزارة الصحة والسكان، وناشد المصريين التجاوب مع حملات التطعيم، قائلا: «نحن حريصون على تطعيم أعضاء هيئة التدريس وطلبة الجامعة قبل بدء العام الدراسى، ويمكن أن تكون هناك فرصة لتطعيم طلاب الثانوية العامة». وأشار إلى ضرورة تحقيق معدلات كبيرة فى عملية التطعيم خلال فترة زمنية قليلة لتحقيق المناعة الجماعية، متابعًا: «بالنسبة لى كمسؤول عن المواطنين؛ ليس لنا إلا الله سبحانه وتعالى وكفى به، هو من يساعدنا ويحمينا، وكل المخلوقات مخلوقاته وكورونا جزء من مخلوقاته؛ فهو يكفينا شرها ويكفى مصر وكل العالم تأثيرها». وأكد الرئيس السيسى أن أوضاع المواطنين المعيشية لن تتغير إلا بجهد مشترك سواء من وزارات التضامن أو الثقافة أو الشباب والرياضة أو من منظمات المجتمع المدنى، مستشهدا بالإنجازات التى تحققت فى الإسكان كمشروعات «بشائر الخير- أهالينا». وجدد الرئيس السيسى الشكر لصندوق «تحيا مصر» والقائمين عليه، مشيرا إلى أن هذا الصندوق تحت مسؤوليته المباشرة، وأن أى مبالغ مالية يجرى صرفها من الصندوق تتم تحت إشرافه واقتناعه الشخصى، وطمأن المصريين بوجود مجلس أمناء للصندوق قوى ويباشر عمله بعناية، والأموال فى أياد أمينة، ويتم إنفاقها بناء على ما فيه تخطيط ودراسات وتصور دقيق؛ للتخفيف من معاناة المواطنين، معربا عن أمله فى أن يمتد مجال العمل بالصندوق إلى داخل وخارج مصر. وعقب انتهاء مداخلته، تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى أكبر قافلة إنسانية لرعاية مليون أسرة على مستوى الجمهورية، فى إطار احتفالية «أبواب الخير»، كما تفقد سير الأعمال والموقف الإنشائى لدار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة.
