قال مسؤولون أفغان، الأربعاء، إن طالبان سيطرت على 3 عواصم إقليمية أخرى في أفغانستان، ليصبح 9 من أصل 34 عاصمة ولاية في البلاد بأيدي المتمردين وسط انسحاب الولاياتالمتحدة. وحسب وكالة أسوشيتد برس، أدى سقوط عاصمتي بدخشان وبغلان في الشمال الشرقي، وولاية فراه في الغرب إلى زيادة الضغط على الحكومة المركزية في البلاد لوقف تقدم مقاتلي طالبان. وهرع الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إلى محافظة بلخ المحاصرة لطلب دعم اثنين من أمراء الحرب- وهو مصطلح يطلق على الشخص الذي يملك سيطرة عسكرية ومدنية على جزء من أراضي أمة- هناك لصد تقدم طالبان. وبالفعل، سقط شمال شرق أفغانستان إلى حد كبير في يد طالبان، باستثناء مقاطعة بلخ. وخطط أمراء الحرب رشيد دوستم وعطا محمد نور ومحمد محقق لحشد القوات لدعم الحكومة الأفغانية لصد هجوم طالبان، وسافر غني إلى هناك لطلب دعمهم. وفي حين أن كابول نفسها لم تتعرض لتهديد مباشر في تقدم طالبان، إلا أن هجوم طالبان يواصل الضغط على قوات الأمن الأفغانية التي تقاتل الآن إلى حد كبير ضد المتمردين بمفردها. وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن 65% على الأقل من أفغانستان يسيطر عليها المتمردون، مع استمرار الحكومة في التراجع. وأضاف، أن المتمردين سيطروا على حوالي 230 مقاطعة من بين أكثر من 400 مقاطعة في أفغانستان. ووصف المسؤول 65 آخرين تحت سيطرة الحكومة بينما يتم التنازع على باقي المقاطعات. واستولت طالبان، في وقت سابق على 6 عواصم إقليمية أخرى في البلاد في أقل من أسبوع، بما في ذلك مدينة قندوز في ولاية قندوز، إحدى أكبر مدن أفغانستان. وزاد نجاح هجوم طالبان من الحاجة الملحة إلى استئناف المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة، التي يمكن أن تنهي القتال وتحرك أفغانستان نحو إدارة مؤقتة شاملة. على الرغم من رفض طالبان حتى الآن العودة إلى طاولة المفاوضات. وجه المبعوث الأمريكي لأفغانستان، زلماي خليل زاد، تحذيرا إلى طالبان، من أن أي حكومة تصل إلى السلطة من خلال القوة في أفغانستان لن يتم الاعتراف بها دوليا. وفي وقت سابق، قالت الخارجية الأمريكية في بيان لها: «سيكون السفير خليل زاد في الدوحة للمساعدة في صياغة استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور بسرعة في أفغانستان». وأضاف البيان: «في عدة جولات من الاجتماعات المخطط لها على مدار ثلاثة أيام، سيضغط ممثلون من دول في المنطقة وخارجها وكذلك من المنظمات متعددة الأطراف من أجل الحد من العنف، ووقف إطلاق النار والالتزام بعدم الاعتراف بحكومة مفروضة بالقوة، وسيضغط على طالبان لوقف هجومها العسكري وللتفاوض على التسوية السياسية، التي هي السبيل الوحيد للاستقرار والتنمية في أفغانستان». وأوضحت الخارجية الأمريكية أن الوتيرة المتزايدة للاشتباك العسكري لحركة طالبان، التي أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين في النزاع المسلح بين الجانبين، والفظائع المزعومة لحقوق الإنسان، هي مصدر قلق بالغ. وأشارت إلى أن السلام المتفاوض عليه السبيل الوحيد لإنهاء الحرب، وشددت الخارجية الأمريكية على مواصلة واشنطن العمل مع جميع الأطراف ومع أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين لتحقيق توافق في الآراء بشأن تسوية سياسية. وبعد المهمة العسكرية الغربية التي استمرت 20 عامًا، وإنفاق مليارات الدولارات على التدريب ودعم القوات الأفغانية، يختلف الكثيرون في تفسير أسباب تقدم طالبان وانهيار القوات النظامية. وفر عشرات الآلاف من المدنيين، من منازلهم في شمال البلاد هربًا من المعارك التي طغت على بلداتهم وقراهم. ونزحت العائلات إلى العاصمة كابول، ويعيش بعضها في الحدائق والشوارع.
